ولد مرزوك: العلاقات المغربية - الموريتانية تمر بأحسن فتراتها

وزير الخارجية الموريتاني يشيد بالدعم المغربي لموريتانيا خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي.
الجمعة 2025/03/28
إرادة مشتركة

الرباط - بحث وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره محمد سالم ولد مرزوك في لقاء رفيع المستوى بالرباط الأربعاء سبل تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسط تأكيد ولد مرزوك على أن العلاقات بين المغرب وموريتانيا “تمر بأحسن فتراتها.”

يأتي ذلك في إطار التأكيد على متانة العلاقات بين المغرب وموريتانيا مع الإرادة المشتركة لتعزيز التنسيق السياسي والدبلوماسي.

وأوضح الوزير الموريتاني أن زيارته إلى المغرب تندرج في إطار المشاورات المستمرة بين البلدين، سواء على المستوى الثنائي أو متعدد الأطراف، مشيدا بالدعم المغربي لموريتانيا خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي، ومشددا على حرص الجانبين على إنجاح المشاريع المشتركة، لاسيما في مجالات الاستثمار والتعليم والتكوين والنقل.

كما أشاد المسؤول الحكومي الموريتاني بالديناميكية الجديدة التي أضفاها اللقاء بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والتي ساهمت في الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين.

من جهته أشار وزير الخارجية المغربي إلى أن اللقاء مع نظيره الموريتاني شكل مناسبة للتحضير للدورة المقبلة للّجنة العليا المشتركة المغربية – الموريتانية، لافتا إلى أن البلدين يتقاسمان رؤية موحدة بشأن القضايا الإقليمية والدولية، وجدد التأكيد على التزام المغرب بتعميق الشراكة الثنائية، وتعزيز التعاون في ظل التحديات التي تواجه المنطقة، خصوصا في منطقة الساحل.

وفتح المغرب وموريتانيا آفاقا جديدة في تعميق العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بينهما، بعد اللقاء الأخوي الذي جمع الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني في ديسمبر الماضي بالقصر الملكي في الدار البيضاء.

وأكد هشام معتضد، الأكاديمي والباحث في الشؤون الدولية، أن “الزيارة التي قام بها وزير خارجية موريتانيا إلى المغرب تعكس رهان نواكشوط بشكل كبير على الرباط لإنجاح الشراكة من أجل التعاون الأطلسي ودعم خارطة طريقها،” لافتا إلى أن “موريتانيا تدرك أن المرحلة الحالية تتطلب تعزيز العلاقات مع الأطراف الفاعلة والمؤثرة في المنطقة، وخاصة المغرب، بما يتماشى مع مصالحها الوطنية والإقليمية، لتحقق الاستقرار والتنمية المستدامة التي تطمح إليها.”

وأوضح لـ”العرب” أن “هناك ديناميكية إيجابية حاضرة في توجه البلدين نحو شراكة اقتصادية مستدامة مع استثمارات مشتركة في منطقة الأقاليم الجنوبية، حيث أن إنشاء ميناء الأطلسي شمال الداخلة جنوب المملكة سيكون له تأثير اقتصادي إيجابي على البلدين، مع حرص الرباط على فتح الباب أمام المستثمر الموريتاني، سواء كان من القطاع الخاص أو من المؤسسات العمومية، للاستثمار في هذه المنطقة.”

هشام معتضد: نواكشوط تراهن بشكل كبير على الرباط لإنجاح الشراكة
هشام معتضد: نواكشوط تراهن بشكل كبير على الرباط لإنجاح الشراكة

وتشهد العلاقات المغربية – الموريتانية زخما إيجابيا ضمن التحولات الجيوسياسية والإقليمية، تدفع نحو استغلال الحدود المشتركة لتعزيز التكامل الاقتصادي والسياسي مع استثمارات مشتركة خاصة في منطقة الأقاليم الجنوبية، وهو ما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة.

وأكد نوفل بعمري، الباحث في شؤون الصحراء، لـ”العرب” أن “موريتانيا اتخذت خطوات مهمة نحو المستقبل واختارت التموقع ضمن المبادرات السياسية والجيوستراتيجية التي يقوم بها المغرب والموجهة إلى المنطقة، حيث أظهرت قدرة القيادة الموريتانية على تقدير المصلحة العليا بشكل صحيح دعمًا للتكامل الاقتصادي والتوجه نحو شراكة اقتصادية مستدامة تحقيقا لاستقرار إقليمي شامل.”

ويحرص المغرب وموريتانيا على تعزيز العلاقات الثنائية بينهما من خلال عقد لقاءات على مستوى عال لبناء شراكة قوية بين الطرفين، والتنسيق في عدة ملفات، أبرزها التعاون بشكل أكبر خصوصا في مجال أمن الحدود ومكافحة الهجرة والأعمال غير المشروعة العابرة للحدود، حيث تعاني نواكشوط من تفاقم هذه الظاهرة عبر حدودها.

وأكد الخبير في الدراسات الأمنية والإستراتيجية محمد الطيار لـ”العرب” أن “الحتمية الإستراتيجية هي بناء شراكة موسعة بين المغرب وموريتانيا، ارتباطا بالمتغيرات الأمنية والجيوسياسية التي تعرفها المنطقة، وتدفع البلدين إلى تكثيف أذرع التعاون على عدة مستويات دبلوماسية وسياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية، مع تعزيز الإجراءات الأمنية المشتركة بين الدولتين للحد من التهديدات المشتركة وتجاوز مشكلة محدودية إمكانيات موريتانيا.”

وعبرت نواكشوط، في مناسبات عديدة، عن حرصها على تعزيز العلاقات مع المغرب وتطوير علاقات التعاون بين البلديْن بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين المغربي والموريتاني، باعتبار المغرب شريكا قويا وإستراتيجيا في الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى توطيد الأمن ورفع التحديات الأمنية ومواجهة المخاطر الإرهابية.

وترتبط الخيارات الإستراتيجية المغربية، مثل مشروع أنبوب الغاز “أبوجا – الرباط” ورهانات الانفتاح على منطقة الساحل والصحراء، بشكل وثيق بموريتانيا باعتبارها شريكا حيويا، وهي مشاريع كبرى تعكس تقاطع المصالح بين البلدين وتؤكد ضرورة التعبئة المشتركة لتعزيز فرص التنمية والاستقطاب الإيجابي لصالحهما.

ولتحقيق تكامل تجاري واندماج اقتصادي شامل وقع المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب المغربي طارق همان، والمدير العام للشركة الموريتانية للكهرباء سيدي سالم محمد العابد على اتفاقية تنفيذ الربط الكهربائي بين المغرب وموريتانيا، من أجل استغلال أمثل لموارد الطاقات المتجددة التي يزخر بها البلدان، ضمن سلسلة من الاتفاقيات جرى التفاهم عليها مؤخرا وتجسد تطور العلاقات الثنائية بين البلدين.

4