ولاية ثانية لأخنوش على رأس حزبه حفاظا على زخم نجاحاته السياسية

الرباط - جدد المؤتمر الوطني السابع لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقود الائتلاف الحاكم في المغرب السبت الثقة في رئيسه عزيز أخنوش الذي يتولى أيضا رئاسة الحكومة لأربع سنوات مقبلة، وذلك بعد حصوله على 2549 صوتا من مجموع المؤتمرين، في محاولة من الحزب للحفاظ على تماسكه وزخم نجاحاته السياسية.
وقال أخنوش إن “هذا الانتخاب جاء تتويجا للعمل طيلة السنوات الخمس الماضية، والذي مكن الحزب من تحقيق تقدم ملموس، وسنحتفظ بالروح والشحنة التي بعثتها ثقة مناضلي الحزب لكي نستمر في الدينامية لتحقيق النتائج المنشودة”.
وأكد محمد غياث عضو المكتب السياسي ورئيس مجموعة حزب التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب في تصريح لـ”العرب” أن “أجواء المؤتمر الوطني السابع للحزب مرت في ظروف سياسية وتنظيمية تطمئن على مستقبل الحزب، فجلّ المؤتمرين أبانوا مستوى من النضج السياسي والالتزام النضالي يبرز مدى وعي الجميع بدقة المرحلة التي يعيشها الحزب والبلاد عموماً”.

محمد غياث: الإجماع حول أخنوش دعم له بمواجهة الحملات ضد الحكومة
وأبرز غياث أن الإجماع الذي حظي به أخنوش يعد دعما سياسيا وحزبيا قويا له من أجل مواجهة حملات التبخيس والتضليل التي تمارس ضد الحكومة وعملها دون وجه حق، مشيرا إلى أن التجديد الذي عرفه المكتب السياسي هو مقدمة لحركية تنظيمية وسياسية جديدة تواكب الوضعية التي يعيشها الحزب وتحافظ على المكتسبات التي تحققت في السنوات الأخيرة.
ويرى مراقبون أن إعادة انتخاب أخنوش على رأس التجمع الوطني للأحرار تعد رسالة خاصة إلى خصوم الحزب بأنه لا يزال متماسكا.
وأكدت شريفة لموير الباحثة في العلوم السياسية في تصريح لـ”العرب” أن إعادة انتخاب أخنوش لولاية ثانية على رأس حزب التجمع الوطني للأحرار راجع إلى اعتبارات أهمها أنه يقود الائتلاف الحكومي، وبالتالي فتجديد الثقة فيه هو محاولة لإبراز التماسك لإكمال مسار قيادة هذه الحكومة.
لكن أمين عام حزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران كان له رأي آخر، حيث خرج منتقدا أداء وتصرفات وحصيلة الحكومة التي يقودها حزب التجمع الوطني للأحرار، قائلا إنها “كلها سلبية”، مسجّلا أنها “لم تف بأي شيء من الوعود الكبيرة التي أعلنت عنها أحزابها في برامجها الانتخابية، والتي لا محيد له عن تنفيذها، وإلا فستحدث مشكلة كبيرة في المغرب”.
وفي انتقاد واضح لأخنوش قال بنكيران خلال لقاء عقده مع المجموعة النيابية لحزبه “إذا كان رئيس الحكومة غير قادر على القيام بواجبه وتحمل المسؤولية، عليه أن يقدم استقالته، وحينها للعاهل المغربي الملك محمد السادس أن يعيّن غيره أو نذهب إلى انتخابات مبكرة”.
وفي ردّه على الانتقادات التي تطاله من قبل المعارضة أكد أخنوش في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السابع لحزبه الجمعة أن حكومته تواجه التشويش وهجمات غير أخلاقية أحياناً هدفها المغالطة والتضليل، وأرجع ذلك الهجوم إلى كون الحكومة تشتغل على ملفات توقفت منذ سنوات، وهو ما يزعج البعض، وهنا يقصد العدالة والتنمية الذي قاد الحكومة لولايتين بين 2011 و2021.

شريفة لموير: تجديد الثقة في أخنوش محاولة لإبراز تماسك الحزب
وأكد غياث أن أخنوش برهن أنه رجل دولة خلال التأكيد على إعادة الهيبة إلى مؤسسة رئاسة الحكومة، وأن خطابه السياسي كان واضحا بخصوص من سمّاهم “يتامى الانتخابات” (العدالة والتنمية) الذين تقهقروا إلى المراتب الأخيرة في انتخابات الثامن من سبتمبر، مؤكدا أن هؤلاء يجب الرد عليهم بالمزيد من العمل لكي يعود الحزب إلى المواطنين في الانتخابات المقبلة مرفوع الرأس.
وقال غياث إن “النتائج والتنزيل المحكم للوعود التي قدمناها للمواطن المغربي كفيلة بالرد على بنكيران والآخرين. مهمتنا تتجاوز رد الفعل. نحن نساهم في بناء وطن إلى جانب ملك متنور وشهم”.
وبالنسبة إلى تصريحات بنكيران تجاه الائتلاف الحكومي اعتبرت لموير أنها لا تعدو كونها محاولات لجذب الانتباه الإعلامي، وأن مطالبته اليوم لأخنوش بتقديم استقالته وإجراء انتخابات مبكرة كان قد سبقها دفاعه عنه قبل أسبوعين تقريبا، مبرزة أن هذا التناقض الصارخ في مواقف الأمين العام لحزب العدالة والتنمية يعكس مدى التيه الذي أصبح يعرفه الحزب خاصة أنه في موقف مشوش وغير قادر على تزعم المعارضة.
وأكدت لموير أن تزعم العدالة والتنمية للأغلبية الحكومية خلال ولايتين انجرّ عنه العديد من القرارات التي أثقلت المواطنين، لذلك فخرجات بنكيران هي محاولات للخروج من هذا التيه والتشويش الذي يعرفه الحزب خاصة مع انهزامه في الانتخابات الماضية وخوضه لمعارضة بمجموعة نيابية ضئيلة.
وأكد القيادي رشيد الطالبي في كلمة عقب تجديد الثقة في أخنوش رئيسا للحزب ردا على ما سمّاها بـ”الأقلام التي تتاجر في الصراعات” أنه “لن نتصارع ولو انتظرتمونا حتى العام 2027، فعدونا الوحيد هو الفقر والهشاشة وشغلنا الشاغل هو التنمية وراء الملك محمد السادس”.