وكالة الأنباء الكويتية أخطاء متكررة دون محاسبة

الكويت - وجه النائب في البرلمان الكويتي سعد الخنفور سؤالا إلى وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري بشأن الأخطاء الفادحة التي وقعت فيها وكالة الأنباء الكويتية الرسمية للدولة “كونا” في الفترة الأخيرة، والإجراءات التي تم اتخاذها لمحاسبة المخطئين.
وطالب الخنفور بالكشف عن نتائج لجان التحقيق التي شُكلت بسبب أخطاء النشر في “كونا” عن آخر ثلاث سنوات، مع الأسباب الحقيقية للأخطاء المتكررة، والإجراءات التي اتخذتها وزارة الإعلام والثقافة لمنع تكرار هذه الأخطاء.
كما دعا للكشف عن أسماء موظفي “كونا” المسؤولين عن النشر ورؤسائهم المباشرين وجنسياتهم ومؤهلاتهم العلمية، مع توضيح عدد موظفي كل فترة وعدد ساعات العمل.
وتكررت أخطاء الوكالة الكويتية بشكل متزايد مؤخرا، ففي أبريل الماضي نشر حساب الوكالة على تويتر صورة تتضمن حالة الطقس المتوقعة في البلاد، بينما وضع تعليق أعلاها يقول “وفيات اليوم 14/4”.
وأثار الخطأ حالة من الجدل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت، وسط تناقل صور ملتقطة من التغريدة المنشورة عن طريق الخطأ.
كما وقعت الوكالة في خطأ فادح، بعد سلسلة أخطاء وقع فيها التلفزيون الرسمي للدولة خلال تغطية وفاة أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد.
وتسبب خبر نشرته “كونا” وحذفته لاحقا، في إحداث حالة من الغضب والاستنكار، في الكويت واليمن. بعدما تضمن تهنئة لأمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح من وزير الخارجية في حكومة الأمر الواقع الحوثية في اليمن غير المعترف بها في الكويت هشام شرف عبدالله، واصفة إياه بـ”وزير خارجية اليمن”، وأثار الخبر علامات استفهام واسعة في الكويت، التي عبر مدونون فيها عن صدمتهم مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن نشره.
وعلق فايز النشوان رئيس “مركز الرؤيـة للاستشارات السياسية والاستراتيجية” على هذا الخطأ بقوله “الكويت لا تعترف بحكومة الحوثي وتحاربها جنبا إلى جنب مع قوات التحالف. والتصريح أدناه كان التباسا وخطأ فنيا، تم حذفه من وكالة الأخبار الكويتية وموقع وزارة الإعلام على يوتيوب”.
وفي خطأ آخر في نفس المناسبة أرفقت الوكالة صورة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح مع خبر جاء فيه “سموّ ولي العهد يشمل برعايته غدا المباراة النهائية لكأس سموّه بين فريقي الكويت والقادسية”.
وضجت مواقع التواصل بتغريدات عن الخبر، فسارعت الوكالة إلى حذف الخبر وتعديله عبر حسابها على تويتر، ولكن الانتقادات استمرت من قبل الناشطين.
ونشرت الوكالة كلمة أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد في القمة الخليجية الواحدة والأربعين قبل أن يلقيها في الخامس من يناير هذا العام.
وواجهت الوكالة أيضا انتقادات حادة في يونيو الماضي على خلفية نشرها خبرا وُصف بأنه مسيء ولا يليق بوكالة أنباء رسمية. وجاء في الخبر “قبضت وزارة الداخلية على وافد عربي حاول الهروب من منطقته المعزولة عزلا كليا في الكويت بسبب فايروس كورونا”، مع صورته وهو معتقل رغم محاولة إخفاء وجهه.
واتهم الناشطون على مواقع التواصل وكالة الأنباء الرسمية بعدم مهنيتها، ورأوا أنّ الخبر لا يليق بوكالة رسمية تمثل الدولة، فيما قامت الوكالة لاحقا بحذف صورة الوافد المعتقل وأعادت نشر الخبر دون تقديم توضيح أو اعتذار.
وتسقط وكالات الأنباء التي تسعى إلى نشر الأخبار بسرعة دون التحقق من مصداقيتها، في اختبار المهنية وتفقد ثقة الرأي العام الذي لديه الفرصة للتحقق من صحة الأخبار من خلال المواقع الإلكترونية أو الفضائيات.
ويقول متابعون إن وكالة الأنباء الكويتية تجاوزت الحدود في نسبة الأخطاء المرتكبة خلال وقت قصير، وتساءل عدد من المغردين والإعلاميين حول ما تقوم به وكالة الأنباء الكويتية، وهل أن حساب كونا مخترق إلكترونيا أم وظيفيا.
ويبدو أن ما أدلى به وزير الإعلام في وقت سابق لم يقنع البرلمان ولا المواطنين بعدم تكرير الأخطاء، حيث أعرب المطيري عن رفضه للأخطاء المتكررة التي تقع فيها الوكالة، مؤكدا أن هذه التصرفات غير المسؤولة تسيء إلى تاريخ الوكالة الرسمية في البلاد.
وأكد أنه “تمت إحالة نائب مدير عام الوكالة والفريق المعني بالحادثة إلى التحقيق لمعرفة ملابسات الموضوع ومحاسبة المقصرين لضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء مستقبلا، وأنه لن يسمح بتكرار هذه الأخطاء”، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية.
وقال إن الوكالة لها دور مهم في تغطية الأخبار المحلية والدولية بكل مصداقية وشفافية باعتبارها مصدرا موثوقا، إلا أن الأخطاء التي وقعت تؤثر على مكانتها المرموقة، مؤكدا أنه سيعمل على إعادة الأمور إلى نصابها في الوكالة.
وتعاني الوكالة أيضا من مشاكل تتعلق بهيكلة العمل وتطويره ومواكبة للتقنيات الحديثة التي أصبحت متوفرة في الوكالات الرسمية في مختلف الدول، بينما عجزت “كونا” عن اللحاق بها.
وقال النائب الخنفور “انتقلت أغلب وكالات الأنباء العالمية من سياسة صياغة الأخبار النصية إلى صيانة الأخبار المرئية ‘المتلفزة’ ومواكبة التطورات، فمتى سنجد ‘كونا’ وكالة أنباء شاملة كغيرها من الوكالات العالمية التي تعتمد على أسلوب الفيديو؟”.