وزير بريطاني يحذر: تسونامي صامت يهدّد لبنان

الخطر الأكثر إلحاحا هو خطر أمن الغذاء: لبنان على وشك ألا يتمكن من إطعام نفسه.
الجمعة 2020/12/04
أزمة غذائية تهدد لبنان

بيروت – حذّر جيمس كليفرلي، وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية الخميس، من أن لبنان بصدد ألا يتمكن من إطعام نفسه مع ارتفاع مستوى الفقر والتضخم نتيجة الأزمة المالية والاقتصادية التي يتخبط فيها.

ووصف كليفرلي ما يمر به لبنان بأنها “مشكلة من صنع الإنسان كان يمكن منعها”، لينضم بذلك إلى مجموعة أصوات تحمّل النخبة الحاكمة في لبنان مسؤولية التقاعس عن رسم طريق للخروج من الأزمة.

ومنذ العام الماضي، أدى تراجع اقتصادي لم يشهده لبنان من قبل إلى خفض شديد في قيمة العملة المحلية الليرة وشطب وظائف. وانتشرت على نطاق واسع في الشهور القليلة الماضية صور أناس يبحثون في حاويات القمامة أو يبيعون متعلقاتهم على الإنترنت من أجل الطعام.

وزاد من معاناة لبنان وشعبه اتساع رقعة تفشي كوفيد – 19 وانفجار ضخم في مرفأ بيروت أودى بحياة 200 تقريبا في أغسطس الماضي.

وقال كليفرلي، الذي التقى بالمسؤولين اللبنانيين في بيروت الخميس، في بيان “الخطر الأكثر إلحاحا هو خطر أمن الغذاء: لبنان على وشك ألا يتمكن من إطعام نفسه”. وأضاف “الآن وبعد أشهر من الانفجار، لبنان يتهدده تسونامي صامت. لا بد لزعماء لبنان من التحرك”.

وتخطط الحكومة اللبنانية لاعتماد بطاقة تموينية تسمح بوصول الدعم مباشرة إلى العائلات الفقيرة، في ظل أزمة إنسانية كبيرة في البلاد تلوح في الأفق القريب مع ارتفاع أعداد المهددين بالجوع إلى 100 ألف مواطن، يحمل اللبنانيون مسؤوليتها إلى فشل الحكومات المتعاقبة في وضع سياسة اجتماعية ذات جدوى.

وكشف رياض سلامة، حاكم مصرف لبنان المركزي الثلاثاء الماضي، أن الدولة اللبنانية تتجه لفرض بطاقة اجتماعية للمواطنين لتأمين الموارد الغذائية، وذلك في وقت يستعد فيه المصرف لرفع الدعم عن السلع الأساسية التي يدعمها.

بلد على حافة الهاوية
بلد على حافة الهاوية

وزادت التعليقات بشأن اقتراب نهاية الدعم، الذي استنزف بالفعل احتياطيات العملة الصعبة الضرورية، المخاوف من حدوث نقص. فلبنان يستورد الكثير من السلع، ومنها معظم استهلاكه المحلي من القمح، ولا ينتج سوى القليل.

وتبادل مصرف لبنان وحكومته اللوم بشأن الأزمة. وشدد سلامة على أن المصرف المركزي لا يمكنه مواصلة دعم السلع الأساسية سوى لشهرين آخرين وأن على الدولة أن تخرج بخطة عاجلة لمعالجة الأزمة.

وفي المقابل اعتبر رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أن رفع الدعم عن السلع الحيوية دون مساعدة الفقراء قد يسبب “انفجارا اجتماعيا”. وقال كليفرلي أن أي إنهاء للدعم سيزيد الأمور سوءا. وأضاف “أكرر دعوتي لقادة لبنان لفعل ما هو مطلوب وإجراء إصلاحات.. فالبديل سيكون مروعا”.

وكانت فرنسا احتضنت الأربعاء مؤتمرا لدعم لبنان سلطت فيه الضوء على الوضع الإنساني، معلنة عن مشروع تأسيس صندوق يشرف عليه البنك الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية لهذا البلد.

ويرى مراقبون أن ما كان يعرف بسويسرا الشرق أصبح اليوم مفلسا يتسوّل دعم الخارج، الذي يربط أي مساعدة بوجوب تنفيذ إصلاحات اقتصادية ومالية هيكلية لا تزال النخبة السياسية المتحكمة في المشهد تماطل لتنفيذها.

2