وزير الخارجية الألماني يمهد من ليبيا لمؤتمر الفرقاء

طرابلس- مثّلت الاستعدادات للمؤتمر الدولي بشأن ليبيا الذي ستحتضنه برلين الشهر المقبل أبرز محاور اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الألماني هايكو ماس ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، الأحد، في مدينة زوارة الليبية.
وبعد زيارته إلى تركيا، أدّى هايكو ماس زيارة مفاجئة إلى ليبيا في مستهل جولة تقوده إلى عواصم عربية بشمال أفريقيا.
وأكد كلّ من هايكو ماس وفايز السراج على ضرورة إنجاح مؤتمر برلين الذي سيجمع الأطراف المعنية بالشأن الليبي، والذي تعوّل عليه الأطراف الليبية من أجل إيجاد حلّ للأزمات التي تعصف بالبلاد.
وتمهّد ألمانيا لإنجاح المؤتمر الدولي بشأن ليبيا، ويجري المسؤولون الألمان محادثات عديدة من أجل توفير شروط النجاح لمبادرة المستشارة أنجيلا ميركل بشأن ليبيا.
زيارة وزير الخارجية الألماني تتزامن مع اعتداء ميليشيات ليبية على سفينة الإغاثة الألمانية {آلان كردي}
وبعد زيارة ليبيا، من المقرر أن يقوم وزير الخارجية الألماني بزيارة إلى القاهرة الاثنين والثلاثاء المقبلين لإجراء مباحثات سياسية، حيث يلتقي في أثناء زيارته كلا من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ووزير خارجيته سامح شكري.
كما يزور ماس تونس، ضمن جولته الشمال أفريقية، وتشمل محادثاته في العاصمة التونسية الملف الليبي.
ومن المقرّر أن يُعقد مؤتمر برلين في بداية الشهر المقبل، وتعوّل عليه الأطراف الليبية من أجل إيجاد حل للأزمات التي تعصف بالبلاد، وسيكون هدفه حث الأطراف الخارجية على تطبيق حظر السلاح، والعمل على وقف إطلاق النار للسماح لليبيين للاجتماع بعد ذلك.
ويعتبر الموقف الدبلوماسي الألماني تجاه الأزمة الليبية متحفظا وتعد ألمانيا ضمن الدول المانحة الرئيسية لليبيا على مستوى العالم.
ويرى مراقبون أن ألمانيا قادرة على القيام بجهود وساطة لاسيما وأنه ينظر إليها على أنها طرف محايد في الصراع، على عكس فرنسا وإيطاليا اللتين تتنافسان على النفوذ ولهما مصالح تتعلق بالنفط والغاز في ليبيا.
وفي شهر سبتمبر الماضي، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في كلمة أمام البرلمان الألماني إن “هناك وضعا يتطوّر في ليبيا وقد يتخذ أبعادا مثل التي شهدناها في سوريا.. ومن الضروري أن نبذل كل ما بوسعنا لضمان عدم تصعيد الوضع إلى حرب بالوكالة وستقوم ألمانيا بدورها”. وأضافت “إذا لم تستقر الأوضاع في ليبيا فإن استقرار المنطقة الأفريقية بأسرها سيتزعزع”.
بدوره، أكد سفير ألمانيا لدى ليبيا، أوليفر أوفكزا، أن بلاده تُجري من أجل استضافة مؤتمر حول ليبيا مشاورات مع أطراف دولية رئيسية، مبرزا وجود أعمال تحضيرية كافية قد تقود هذه الجهود إلى حدث دولي مهمّ.
وترحب كل الأطراف الليبية بالمساعي الألمانية إلى حلّ الأزمة الليبية حيث أعلن “الجيش الوطني الليبي” الذي يقوده الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، في بيان بشأن مؤتمر برلين أنه “يُثمّن كل جهد دولي يهدف إلى تحقيق السلام والاستقرار، والقضاء على الإرهاب، وتفكيك الميليشيات ونزع السلاح، والوصول لحكومة تحظى بالشرعية الدستورية”.
وبدوره أشاد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا نهاية الشهر الماضي بدور ألمانيا من أجل عقد مؤتمر دولي يجمع كل الأطراف المعنية بالملف الليبي.
وأكد المجلس على “ضرورة مشاركة كافة الدول المعنية بالشأن الليبي في المؤتمرات والاجتماعات الدولية التي تبحث عن حلّ سياسي للأزمة، دون إقصاء، مثلما يحدث في الاجتماعات التحضيرية لمؤتمر برلين القادم”.
من المقرّر أن يُعقد مؤتمر برلين في بداية الشهر المقبل، وتعوّل عليه الأطراف الليبية من أجل إيجاد حل للأزمات التي تعصف بالبلاد
وتتزامن زيارة المسؤول الألماني إلى ليبيا مع وقوع حادث أمام السواحل الليبية بالقرب من مدينة زوارة يتعلق بسفينة الإغاثة الألمانية “آلان كردي”.
وكان جوردن إسلر، متحدث باسم منظمة “سي.أي” الألمانية الخيرية المسؤولة عن تشغيل السفينة صرّح لوكالة الأنباء الألمانية بأن السفينة تعرّضت لمضايقات خلال إنقاذ مهاجرين في عرض البحر المتوسط من جانب ثلاث سفن ليبية السبت.
وأضاف أن ملثمين أطلقوا طلقات تحذيرية في الهواء وفي مياه البحر، كما أن كثيرا من المهاجرين قفزوا في الماء في حالة فزع، وأنه تم تهديدهم أيضا بمسدسات، وأوضح أنه تم إنقاذ 91 شخصا، ولا يزال رجلا مفقودا. ورفض خفر السواحل الليبي هذه الاتهامات.
ووقع الحادث أمام سواحل مدينة زوارة، بحسب منظمة “سي.أي”.
وقال إسلر تعقيبا على زيارة ماس “من الجدير بالملاحظة أن وزير الخارجية الألماني موجود تحديدا بالمدينة التي تم إرسال خفر السواحل العدوانيين منها”.
وأضاف المتحدث باسم المنظمة الخيرية الألمانية “نتمنى ألا يتحدث وزير خارجيتنا إلى الأشخاص الذين تم تهديدهم فحسب، ولكن معنا أيضا”، لافتا أن هناك دلائل تشير إلى أن هناك “تداخلات كبرى تتعلق بالأفراد” بين خفر السواحل وميليشيات وتجار البشر.