ورشة عمل سورية ترتقي بفن كتب الأطفال إلى العالمية

دمشق- ضمن خطة بين اتحاد الفنانين التشكيليين ووزارة الثقافة بسوريا أقامت الفنانة التشكيلية السورية لجينة الأصيل في أواسط شهر أغسطس الجاري ورشة فنية لتدريب المشاركين على استخدام اللون وأدوات الرسم في الأعمال المخصصة للصغار، وذلك بالاعتماد على المحاولة والتجريب والابتكار والتحرر من القوالب الجاهزة التي سبق وأن قدمت سابقا على مدار سنوات وبطرق تقليدية تستوجب التجديد.
والهدف الأعلى من الورشة، كما يقول المنظمون “هو دعم معرفة الطفل، وتحفيز الخيال لديه، من خلال تنشيط الفنانين المهتمين برسوم الأطفال واطلاعهم على أحدث مدارس وأفكار رسوم الأطفال في العالم، فعوالم الطفل كبيرة، وعميقة ويجب أن نتحمل مسؤولية تثقيف الطفل معرفيا وفنيا في إطار وضع رسومات أفضل له في كتبه”.
وتقول لجينة الأصيل، المشرفة على الورشة والمشروع ككل، عن مهمة هذه الورشة التي استقبلت العشرات من المشاركين “مهمة الكتاب أن يقدم المعلومة الجديدة للطفل، والطريقة المعروفة عالميا والتي أثبتت نجاحها في دعم تقديم هذه المعلومة بصور أو رسومات مناسبة وجذابة، ولكن لكي تقدم للطفل رسومات مناسبة وجذابة يجب أن يكون الرسام عارفا بأصول اللعبة، لذلك توجهنا لإقامة هذه الورشة التي نهدف من خلالها إلى تأهيل وتعريف هؤلاء الرسامين بآخر ما وصلت إليه مدارس الرسم العالمية في هذا المجال، بحيث يكون الرسم الناتج مقدما للمزيد من المعرفة ومنسجما مع مدارس الفن الحديثة، وهذا ما يعني رفع الذائقة الفنية للأطفال والفنانين معا”.
|
وعن تكريس بعض الرسامين لبعض الشخصيات العالمية المعدة للأطفال، وحصر رسوماتهم ببعض المقولات أو الأفكار، تجيب الأصيل “كان من ضمن أهداف الورشة التغلب على هذه الحالة الناتجة عن ضعف الإطلاع على أحدث التقنيات في العالم، بسبب عدم وجود معارض متخصصة، أو بسبب النزول عند رغبة بعض دور النشر التي تريد لأسباب فكرية معينة أو تجارية حصر الرسومات بعدد محدد وعدم الخروج من هذه الدائرة”.
وتواصل الأصيل موضحة “أمام هذه الحالة خططنا لتزويد الفنانين بمعلومات ومهارات عن بعض التجارب العالمية التي قدمت في هذا الاتجاه، وكان التفاعل معها كبيرا، ونجحنا في استقطاب العديد من التجارب العالمية لفنانينا المحليين، والذين أصبحوا بعدها أكثر معرفة وقوة في تقديم أفكارهم ورسوماتهم في سوق العمل، وباتوا يحملون أفكارا وطرقا جديدة في العمل، مع حرصنا عى تعزيز ثقافتنا ورموزها في أذهان الأطفال”.
وعن آلية العمل التي تقوم بها عندما ترسم للطفل، وهل من استحضارات روحية أو إبداعية مرافقة، تقول الفنانة لجينة الأصيل “لكل كتاب أفكاره، وهو الذي يحدد لي أولا مسار رسم اللوحات التي ستكون موجودة فيه، فبعد الأفكار المستوحاة من الكتاب، استحضر طفولتي التي كنت عليها يوما، وهي المساحة التي لم تغادرني أبدا، وأفكر بهذه الحالة تماما، ثم أبدأ بتحديد نوع الشخصية المقدمة؛ حزينة، فرحة، كريمة، جريئة، وغير ذلك. ثم تأتي عملية إيجاد معادلات فنية لشخصيات حقيقية، ربما سبق أن تعرفت إليها في حياتي العملية، فأنا كثيرا ما أثبت شخصيات حقيقية لأطفال وغيرهم أراهم في حياتي يوميا، وأستفيد منهم لاحقا في ما أرسم، وأحاول دائما ألاّ تكون الشخصيات مكررة، لكي نقدم للأطفال المزيد من الجديد والمبتكر”. وهنا تنبه الأصيل إلى مسألة هامة جدا، حيث تقول “يجب أن تتوفر في عمل الرسم للأطفال حالة شعورية، وهي الشغف بالمهمة، شخصيا أكون شغوفة جدا بحالة الرسم التي أكون عليها، وهذا ما يدفعني للوصول إلى مساحات إبداعية موغلة في التحدي والعمق، لذلك تكون النتائج صحيحة ومناسبة وجاذبة للطفل”.
يذكر أن الفنانة لجينة الأصيل تعتبر إحدى أهم القامات الفنية في مجال رسوم الأطفال على صعيد سوريا والعالم العربي، شاركت في العديد من معارض رسوم كتب الأطفال، كما قامت بتصميم العديد من أغلفة الكتب واللافتات الإعلانية المحلية والعربية، وتصميم الديكور للعديد من المشاريع، كما قدمت رسوم أفلام كرتونية إعلانية ونصوصَ ورسوم 26 حلقة تلفزيونية للأطفال، ورسمت حوالي 65 كتابا للأطفال صدرت عن دور نشر في سوريا ولبنان والأردن ومصر والإمارات، كما حازت العديد من الجوائز والتكريمات العربية والدولية.