واشنطن وبكين تتسابقان لإعلان انتصار قريب على كورونا

في خطوة شبيهة بالتنافس الاقتصادي المحموم الذي خاضته الدولتان العظميان معا لسنوات، سارعت الصين بإصدار قرارات تلمح من خلالها إلى انتصارها ضد وباء كورونا، بينما أكد الرئيس الأميركي بدوره أنه سيفتح بعض الولايات خلال الأيام القادمة لتجنب كلفة باهظة على المستوى الاقتصادي.
واشنطن - تسابق الولايات المتحدة والصين الزمن للإعلان عن انتصارهما في الحرب ضد وباء كورونا حيث أعلنت واشنطن أنها سترفع قريبا القيود التي فُرضت على التنقل، بينما شرعت الصين في رفع هذه القيود عن مدينة هوباي وقريبا عن مقاطعة ووهان التي كانت البؤرة الأولى لكوفيد19-.
وتأتي هذه القرارات رغم التحذيرات المتنامية من أن العدوى تتمدد حاليا في هذين البلدين الذين خاضا لسنوات حربا تجارية.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الاثنين إنه يدرس كيفية إعادة فتح اقتصاد بلاده بعد انتهاء فترة إغلاق مدتها 15 يوما الأسبوع المقبل حتى على الرغم من انتشار فايروس كورونا شديد العدوى بشكل سريع واستعداد المستشفيات لموجة من حالات الوفاة المرتبطة بالوباء.
وأضاف ترامب في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض “أميركا ستفتح مرة أخرى وبسرعة أمام النشاط التجاري، ولن نسمح بأن يتحول ذلك إلى مشكلة مالية تستمر لفترة طويلة”.
وأصدر ترامب إرشادات قبل أسبوع بأنه يستهدف إبطاء انتشار المرض خلال 15 يوما بما في ذلك الحد من السفر غير الضروري. وفي نفس الوقت توقف النشاط الاقتصادي في بعض الولايات.
ولكن مع مشاهدته لفقد الكثيرين وظائفهم ولهبوط حاد في أسواق الأسهم ومواجهته معركة صعبة لإعادة انتخابه أبدى ترامب قلقه لمساعدين وحلفاء خلال أحاديث خاصة من تأثير القيود على صحة الاقتصاد على المدى البعيد.
وقال ترامب للصحافيين إنه من الممكن استئناف النشاط الاقتصادي في الولايات التي بها ما وصفه بمعدلات بطيئة نسبيا من الإصابة بوباء كورونا مشيرا إلى نبراسكا وإيداهو كمثالين، في حين يستمر العمل بشأن المناطق الساخنة في ولايات أخرى مثل نيويورك.
ومن المقرر أن يناقش البيت الأبيض عددا من الأمور المتصلة بهذا الموضوع حسب الرئيس الأميركي.
وتأتي تلميحات ترامب هذه في وقت تزايدت فيه حالات الإصابة بكورونا في الولايات المتحدة أكثر من 15 مرة منذ الإرشادات التي أعلنها ساكن البيت الأبيض الأسبوع الماضي.

وقال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو الأحد إن مستشفيات نيويورك على بعد أيام من مواجهة أزمة.
وأضاف ”إذا لم نحصل على عدد أكبر من أجهزة التنفس الصناعي خلال الأيام العشرة المقبلة سيموت أناس ما كان يجب أن يموتوا”.
ومع ذلك يأمل ترامب في أن يعاد انتخابه لولاية ثانية في نوفمبر، لذا فهو يسعى لتجنّب أي أضرار اقتصادية طويلة الأمد على بلاده. وإذا كانت الولايات المتحدة تستعد لتقليص القيود التي وضعتها لاحتواء وباء كورونا فإن الصين قد شرعت فعليا في ذلك.
لقد أعلنت الصين الثلاثاء رفع القيود على التنقّل في مقاطعة هوباي التي كانت نقطة انتشار وباء كوفيد19- العالمي، بينما شدّدت الحكومات حول العالم إجراءات العزل التي تؤثّر على 1.7 مليار شخص في إطار المساعي للحد من تفشّي الفايروس.
وأفاد مسؤولون أن هوباي، حيث ظهر فايروس كورونا المستجد أواخر العام الماضي، ستسمح للسكان الذين يتمتعون بصحة جيّدة بالتنقّل اعتبارا من منتصف الليل، وذلك بعد شهرين من إجبارهم على التزام منازلهم.
ويأتي تخفيف القيود، الذي لن يطبّق على مدينة ووهان التي كانت الأكثر تأثّرا بالفايروس قبل الثامن من أبريل، في وقت انضمت بريطانيا ونيوزيلندا إلى دول في أوروبا والشرق الأوسط وأميركا الشمالية وآسيا في إعلان عزل تام بأنحاء البلاد لمنع وقوع إصابات جديدة.
وترافقت إجراءات العزل الاستثنائية مع روايات مأساوية على غرار تلك الواردة من إسبانيا حيث عثر جنود أوكلت لهم مهمّة مكافحة الفايروس على أشخاص مسنّين تركوا في دور للعجزة، وقد لقي بعضهم حتفه.
حالات الإصابة بكورونا في الولايات المتحدة تزايدت أكثر من 15 مرة منذ الإرشادات التي أعلنها ترامب الأسبوع الماضي
وأشادت الحكومة الصينية بطريقة استجابتها للأزمة منذ بدأ الأطباء التعامل مع كوفيد-19 وتباهى الإعلام الرسمي بقرار إعادة فتح قسم شهير من سور الصين العظيم.
وقالت وسائل الإعلام مع ذلك إنه سيتعيّن على الزوار ارتداء الأقنعة. وتراجعت حالات الإصابة في الصين الناجمة عن تنقل العدوى حيث سجلت البلاد الثلاثاء 78 إصابة جديدة بالوباء، قدم أغلبها من الخارج.
وبالتوازي مع إعلان الصين قرب انتصارها على كورونا واستعداد الولايات المتحدة لرفع بعض القيود يحذر خبراء من انتقال العدوى.
وقُدر عدد الأشخاص الخاضعين للحجر الصحي الإلزامي في العالم الثلاثاء أكثر من مليارين بعد انضمام الهند إلى دول أوروبية والولايات المتحدة وعدد من البلدان الآسيوية والأفريقية.
وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن الوباء العالمي “يتسارع” بشكل واضح.
وتجاوز عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد19- الـ16200 حالة بينما تأكّدت أكثر من 360 ألف إصابة في 174 بلدا.