واشنطن تواصل محاصرة هواوي بتشديد العقوبات

الولايات المتحدة تضيف 38 من الشركات التابعة لمجموعة الاتصالات الصينية العملاقة في أنحاء العالم لقائمة حظر يمنعها استيراد شرائح وتقنيات أميركية.
الثلاثاء 2020/08/18
تعنت أميركي في تعقب هواوي

واشنطن – أعلنت الولايات المتحدة الاثنين تشديد عقوباتها على مجموعة الاتصالات الصينية العملاقة هواوي من أجل الحد من وصولها إلى شرائح وتقنيات أميركية أخرى، فيما يرى مسؤولون أميركيون أن هواوي تشكل خطرا أمنيا بسبب صلاتها بحكومة بكين، وهو ادعاء نفته الشركة.

وأضافت وزارة التجارة الأميركية العقوبات لتشمل 38 من الشركات التابعة للمجموعة الصينية في مختلف أنحاء العالم، متهمة الشركة بأنها تستخدمها للتحايل على العقوبات التي تمنعها من استيراد التكنولوجيا الأميركية.

وفرض مكتب الصناعة والأمن في وزارة التجارة الأميركية شروط التراخيص على الشركات التابعة لهواوي عبر 21 دولة لأي تعاملات تجارية تشمل مفردات تخضع لسلطة مراقبة الصادرات التجارية.

وأوضح وزير التجارة الأميركي ويلبر روس أن “هواوي والشركات التابعة لها عملتا عبر أطراف ثالثة من أجل استخدام التكنولوجيا الأميركية بطريقة تقوّض الأمن القومي الأميركي ومصالح السياسة الخارجية”.

ترامب يقول إن هواوي "تتجسس على بلدنا… إنها أمور معقدة للغاية، هناك رقائق دقيقة وهناك أشياء لا يمكنك حتى رؤيتها"

ويأتي تشديد العقوبات وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة والصين ومزاعم واشنطن بأن الشركات الصينية تستخدم للتجسس، رغم النفي المتكرر من قبل تلك المجموعات.

وسعى الرئيس دونالد ترامب إلى حظر تطبيق تيك توك الشهير إذا لم يسحب من الشركة الأم الصينية “بايتدانس”.

وتهدف شركة مايكروسوفت إلى شراء عمليات تيك توك في الولايات المتحدة قبل الموعد النهائي. ودعم ترامب الخطوة التي اتخذتها شركة البرمجيات العملاقة التي يقع مقرها في سياتل.

وقال ترامب الاثنين إن هواوي “تتجسس على بلدنا… إنها أمور معقدة للغاية، هناك رقائق دقيقة وهناك أشياء لا يمكنك حتى رؤيتها”.

وفي غضون ذلك، أصبحت هواوي أكبر شركة مصنّعة للهواتف الذكية في العالم في الربع الماضي من هذا العام، ويعود ذلك بشكل كبير إلى المبيعات في السوق الصينية، حتى مع تحرك واشنطن لمنع الشركة من الوصول إلى جزء كبير من نظام “أندرويد” التابع لشركة غوغل.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان منفصل إن إدارة ترامب “ترى هواوي على حقيقتها، ذراع مراقبة للحزب الشيوعي الصيني”.

وأضاف أن العقوبات الجديدة فرضت “لحماية الأمن القومي للولايات المتحدة وخصوصية مواطنينا وسلامة البنية التحتية للجيل الخامس من تأثير بكين الشرير”.

وقد حظرت إدارة ترامب شركة هواوي من شبكات تقنيات الجيل الخامس (5 جي) اللاسلكية في الولايات المتحدة وضغطت على حلفائها للقيام بالمثل.

وحققت الولايات المتحدة نجاحا جديدا ضد الصين الخميس الماضي بحصولها على وعد من حليفتها الصغيرة سلوفينيا “باستبعاد البائعين غير الموثوقين” لشبكة الجيل الخامس.

إدارة ترامب 'ترى هواوي على حقيقتها، ذراع مراقبة للحزب الشيوعي الصيني'
إدارة ترامب 'ترى هواوي على حقيقتها، ذراع مراقبة للحزب الشيوعي الصيني'

وأكد رئيس الوزراء السلوفيني المحافظ يانيش يانسا لواشنطن دعم بلاده و”استعدادها للالتزام” من أجل أن “تتكلل الجهود الأميركية بالنجاح” لمواجهة “التهديد الهجين” ضد “العالم الغربي”.

وقال يانسا “ناقشنا العلاقات مع الصين وروسيا. يجب أن نأخذ في الاعتبار المصالح الإستراتيجية لحضاراتنا التي تقوم على الأمن والحرية والديمقراطية”.

ولا يذكر يانسا الصين بالاسم لكنه يقول إن “سلوفينيا والولايات المتحدة توافقان على أن إقامة شبكة للجيل الخامس تتطلب تقييما شاملا للمزودين والتزاما صارما بسيادة القانون”.

وتضغط إدارة ترامب على حلفائها لحظر شراء معدات من هواوي المجموعة الرائدة عالميا في شبكة الجيل الخامس والتي تتهمها واشنطن بمشاركة البيانات مع استخبارات النظام الصيني واستخدام تقنيتها لمراقبة المنشقين، وكذلك بقمع مليون شخص من الأويغور المسلمين.

وقد منعت بريطانيا بعد ضغوط أميركية شراء معدات إضافية من هواوي اعتبارا من 31 ديسمبر القادم.

وطالما أن دول العالم لا تثق في النظام الشيوعي في الصين، فإنها سوف تقلق بشأن استخدام بكين لشركات البر الرئيسي في جمع البيانات بشأن المستخدمين، وتشكيل المحتوى الإعلامي والتدخل في البنية التحتية الأساسية.

وإذا لم يُسمح لهذه الشركات في المقابل بالتوسع عالميا، فمن الممكن أن تجد الصين نفسها عالقة في فقاعة غير قادرة على المنافسة بصورة متزايدة.

5