واشنطن تطمئن حلفاءها في المنطقة: لن نغادر الشرق الأوسط

بريت ماكغورك: الولايات المتحدة لن تذهب إلى أي مكان.
الاثنين 2021/11/22
الوجود الأميركي مستمر

المنامة - اختتمت الأحد أعمال النسخة السابعة عشرة من “حوار المنامة 2021” الذي احتضنته البحرين على مدار ثلاثة أيام، ويعد أحد أهم المؤتمرات الأمنية على مستوى الشرق الأوسط والعالم.

وشكل المؤتمر فرصة مهمة للإدارة الأميركية لتوضيح رؤيتها بخصوص جملة من القضايا الشائكة ومن بينها ما يدور حول نيتها تخفيف حضورها في الشرق الأوسط، ومدى التزامها بدعم حلفائها في المنطقة، خصوصا إزاء التهديدات الإيرانية.

وأكد منسق مجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، في كلمة له في “حوار المنامة”، أن بلاده لن تغادر الشرق الأوسط.

وقال ماكغورك في المؤتمر الذي حضره وزراء دفاع ووزراء خارجية ومستشارو الأمن القومي ورؤساء جيوش ومخابرات، إلى جانب نخبة من الخبراء، “لقد سُئلت عدة مرات هنا عما إذا كانت الولايات المتحدة ستغادر الشرق الأوسط. اسمحوا لي أن أكون واضحا: الولايات المتحدة لن تذهب إلى أي مكان”.

وأبدت الولايات المتحدة منذ تسلم الرئيس جو بايدن السلطة توجها لتخفيف وجودها في الشرق الأوسط ضمن خطة إعادة انتشار جديدة لقواتها على الصعيد الدولي كان أبرزها انسحابها من أفغانستان في أغسطس الماضي.

لويد أوستن: الولايات المتحدة قادرة على نشر قوة ساحقة في الشرق الأوسط

ومن المقرر أن تقوم الولايات المتحدة بسحب قواتها أيضا من العراق قبل موفى شهر ديسمبر المقبل بناء على اتفاق مع بغداد، لكن كثيرين يشككون في نية واشنطن تنفيذ هذه الخطوة لاسيما في ظل الأوضاع السياسية المحتدمة في هذا البلد على خلفية النتائج الأولية للانتخابات التشريعية التي جرت الشهر الماضي، والتي لا يعرف بعد مآلاتها.

ونجا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي هذا الشهر من محاولة اغتيال بعد يومين من اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار الميليشيات الموالية لإيران التي تكبدت خسارة قاسية في الانتخابات.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة قد تمدد فترة انسحابها من العراق، نتيجة الوضع المهتز وخشية أن تقدم ميليشيات إيران على القيام بتصعيد يعيد خلط الأوراق مجددا.

وبخصوص جولة التفاوض المرتقبة مع إيران أواخر الشهر الجاري، أوضح المسؤول الأميركي “نحن منفتحون على المفاوضات بشأن قضايا منفصلة، لكن سياسة واشنطن بشأن إيران واضحة: إنها خصم معلن”، مضيفا “سنرى ماذا يمكن أن تضع إيران على الطاولة في فيينا ولا نزال ننظر إلى أن الدبلوماسية هي السبيل المثالي”.

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن حذر السبت من أن الولايات المتحدة قادرة على نشر “قوة ساحقة” في الشرق الأوسط، في حال فشل الدبلوماسية في وقف البرنامج النووي الإيراني.

وجاءت تصريحات أوستن ردا على أسئلة خلال مؤتمر “حوار المنامة” حول استعداد واشنطن للجوء إلى خيار عسكري في المنطقة إذا لزم الأمر.

الولايات المتحدة قد تمدد فترة انسحابها من العراق، نتيجة الوضع المهتز وخشية أن تقدم ميليشيات إيران على القيام بتصعيد يعيد خلط الأوراق مجددا

ونفى أوستن معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة أصبحت مترددة في استخدام القوة. وردا على سؤال عن سبب عدم رد واشنطن على هجوم الطائرات المسيرة والمدفعية الشهر الماضي على قاعدة يستخدمها التحالف في سوريا، قال أوستن إن “الولايات المتحدة تحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها”.

وأكد “لا ينبغي لأي بلد أو أي شخص أن يخطئ في ذلك. نحن ملتزمون بالدفاع عن أنفسنا ومصالحنا وهذا يشمل شركاءنا أيضا. كما أننا ملتزمون بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي”.

ومن المقرر أن تجري إيران والقوى الكبرى محادثات في التاسع والعشرين من نوفمبر الجاري بهدف إحياء اتفاق فرضت بموجبه قيود على برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات.

ولا تخفي الدول الخليجية قلقها من التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي دون الأخذ بالاعتبار هواجسها الأمنية، لاسيما في علاقة بترسانة طهران من الصواريخ الباليستية فضلا عن التحدي الجديد الذي باتت تفرضه الطائرات المسيرة الإيرانية، والتي حولت طهران تكنولوجيا تصنيعها إلى الميليشيات الموالية لها على غرار حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن.

وفي تصريحات مقتضبة للمؤتمر، دعا رئيس الاستخبارات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل إلى “تحركات عملية” في المنطقة، بما في ذلك “تطبيق كامل” لحظر إرسال الأسلحة للمتمردين الحوثيين.

وقال أوستن إن “التزام الولايات المتحدة الأمن في الشرق الأوسط، قوي ومؤكد”.

3