واشنطن تستأنف حراكها لدعم مبادرة باتيلي في ليبيا

مساع لإجراء الانتخابات وفق قوانين عادلة وإنهاء المراحل الانتقالية، إضافة إلى دعم جهود المبعوث الأممي لمعالجة الانسداد السياسي.
السبت 2024/01/27
مساعي حلحلة الوضع في ليبيا

واشنطن - دخلت الولايات المتحدة حراكا واسعا في ليبيا من خلال لقاءات ماراثونية قادها في بنغازي وطرابلس وفد يضم المبعوث الأميركي الخاص ريتشارد نورلاند ونائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شمال أفريقيا جوشوا هاريس، والقائم بالأعمال الأميركي جريمي بيرندت.

وقدم  نورلاند الخميس إحاطة إلى النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني حول نتائج لقاءات الوفد الأميركي مع الأطراف السياسية الليبية، والجهود المبذولة لإنهاء الانسداد السياسي.

وأشاد خلال اللقاء بالدور المحوري للمجلس الرئاسي لإنجاح المساعي الرامية لإحداث التوافق بين كافة الأطراف في إشارة إلى مبادرة المبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي بشأن الدعوة لإحداث توافق سياسي يساهم في التوصل إلى حل الأزمة الليبية.

وأشاد الكوني بالاهتمام الذي توليه واشنطن بالملف الليبي، ودعمها جهود المجلس الرئاسي الرامية لتعزيز الاستقرار الذي يمهد الطريق لإجراء الاستحقاق الانتخابي، وتطرق إلى اتساع جهود المجلس الرئاسي باتجاه تحقيق الاستقرار، والتعاون مع الدول المهتمة بالشأن الليبي.

وقبل ذلك، أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي حرصه على الدفع بالعملية السياسية ومعالجة حالة الانسداد في البلاد، من خلال مواصلة المحادثات مع الأطراف الليبية.

عقيلة صالح: أي محاولات لفتح اتفاقات جديدة ستعيدنا إلى المربع الأول
عقيلة صالح: أي محاولات لفتح اتفاقات جديدة ستعيدنا إلى المربع الأول

وأعرب خلال اللقاء مع الوفد الأميركي “عن تقديره لدور الولايات المتحدة في دعمها لعمل اللجنة المالية العليا (تهدف إلى ضمان التوزيع العادل للإنفاق الحكومي)”. وأضاف أن “خطواتنا بالشراكة مع البعثة الأممية في الوصول إلى تسوية سياسية حقيقية ترتكز على الاحتكام للشعب بشكل مباشر”.

ونقل بيان عن المكتب الإعلامي للمجلس، عن نورلاند، تقديره لـ”دور المنفي وعمله الدؤوب لخلق جسور للتواصل مع الفاعلين والمعنيين بالقضية الليبية”. وشدد على “مواصلة واشنطن دعمها للجنة المالية العليا المشكلة من المجلس الرئاسي”.

والتقى الوفد الأميركي برئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة وعدد من مساعديه، حيث تمت مناقشة مبادرة باتيلي بشأن دعوته للطاولة الخماسية لإحداث توافق سياسي يساهم في حل الأزمة الليبية وإنعاش المسار الديمقراطي وصولاً إلى العملية الانتخابية المؤجلة منذ ديسمبر 2021، وبحث المقترحات البديلة في حال فشل هذه المبادرة .

وقال المكتب الإعلامي لمجلس الدولة إن تكالة أكد التزام المجلس الثابت بالاتفاقات السياسية ومخرجاتها، وإنه وافق منذ البداية على الجلوس إلى طاولة الحوار، وإنه يدعم الجهود الرامية للوصول إلى مصالحة وطنية شاملة وعادلة، وإصدار قوانين انتخابية يتوافق عليها الجميع قانونياً وسياسياً وتنطلق من الإعلان الدستوري والاتفاقات السياسية التي أبرمت باتفاق جميع الأطراف السياسية الليبية وبرعاية دولية وأممية.

كما ناقش نورلاند مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة سبل توحيد الجهود لدعم مبادرة باتيلي، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي لإنهاء المراحل الانتقالية، والذهاب للانتخابات، إلى جانب دعم اللجنة المالية في مهامها.

وبحث الجانبان دعم الجهود المحلية والدولية التي تهدف إلى إجراء الانتخابات وفق قوانين عادلة وإنهاء المراحل الانتقالية، إضافة إلى دعم جهود المبعوث الأممي لمعالجة الانسداد السياسي، والوصول بالبلاد إلى الانتخابات باعتبارها مطلب كل الليبيين.

وكان الوفد الأميركي قد ناقش الثلاثاء في مدينة بنغازي مع القائد العام للجيش الوطني الجنرال خليفة حفتر أهمية دعم جهود باتيلي لجمع الفاعلين معا، “وأن يعمل القادة الليبيون من كل الأطراف معاً لضمان بيئة مناسبة تمكِّن الليبيين من اختيار ممثليهم بحرية فيما تستعد ليبيا للانتخابات البلدية المقبلة”.

كما شدّد على “دعم الولايات المتحدة للجهود المبذولة لتوحيد الجيش الليبي، والحفاظ على السيادة الليبية، وضمان أن تُنفذ جهود إعادة الإعمار في درنة وغيرها من المناطق المتضررة من الفيضانات في الوقت المناسب وبشكل شفاف؛ استناداً إلى تقييمات الخبراء واحتياجات الشعب”.

وقال حفتر إنه ناقش مع الوفد الأميركي أهمية الدفع بالعملية السياسية في ليبيا وصولاً إلى مرحلة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المتزامنة، وعلى “ضرورة قيام بعثة الأمم المتحدة ببذل المزيد من الجهود المتوازنة والفعالة، لتحقيق تطلعات أبناء الشعب الليبي وآمالهم”.

وقالت السفارة الأميركية إن الوفد ناقش مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح “أهمية الدفع بالعملية السياسية للسماح للشعب الليبي بانتخاب قادته، وعبّر عن تقديره لعمل لجنة (6 + 6) المشتركة بين مجلسي النواب والأعلى للدولة”. وشدّد على أهمية أن يجتمع الفاعلون معاً لمعالجة المسائل السياسية الخلافية المتبقية، بما في ذلك تشكيل حكومة تصريف أعمال، كما ناقش الاجتماع أيضاً أهمية أن “يعمل الليبيون من كل الأطراف معاً؛ للحرص على أن تكون هناك بيئة ملائمة تمكنهم من اختيار ممثليهم بحرية”.

وأكد عقيلة صالح خلال لقائه أيضاً مع الوفد الأميركي على “إنجاز مجلس النواب لما هو مطلوب منه من قاعدة دستورية، وإصدار القوانين الانتخابية، وآلية انتخاب حكومة موحدة تنظم الانتخابات”، وقال إن “أي محاولات لفتح حوارات جديدة أو اتفاقات جديدة ستعيدنا إلى المربع الأول”، لافتاً إلى أن “المطلوب الآن هو تشكيل حكومة واحدة موحدة تنظم وتشرف على العملية الانتخابية”.

وأعلن عبدالله باتيلي نتائج لقاءات أجراها مع الجانبين الأميركي والبريطاني حول ليبيا، وقال عبر صفحته بموقع إكس إنه استقبل وفدا أميركيا يتكون من المبعوث الخاص ريتشارد نورلاند، ونائب مساعد وزير الخارجية جوشوا هاريس، والقائم بأعمال السفارة الأميركية في ليبيا جيريمي بيرندت.

نورلاند ناقش مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية سبل توحيد الجهود لدعم مبادرة باتيلي، وتحقيق تطلعات الشعب الليبي لإنهاء المراحل الانتقالية

وبيّن باتيلي أنه جرى التشاور حول العملية السياسية في ليبيا ومقارنة الملاحظات حول السبل الممكنة للمضي إلى الأمام، وعرض الوفد نتائج مشاوراته التي أجراها مع الأطراف الليبية والشركاء الدوليين، وجرى الاتفاق على مواصلة الجهود المشتركة لحث الأطراف الفاعلة على الاجتماع بروح التسوية من أجل وطنهم.

وأشار باتيلي إلى أنه شكر الوفد على دعم الولايات المتحدة المستمر لجهود الأمم المتحدة الرامية لإنهاء الأزمة في ليبيا وإعداد البلاد للانتخابات، باعتبارها الطريق الوحيد للسلام المستدام والاستقرار والازدهار.

كما التقى باتيلي مع السفير البريطاني لدى ليبيا مارتن لونغدن، حيث أجرى استعراض التطورات الراهنة على الساحة السياسية في البلاد، وشدد الطرفان على الحاجة الملحة إلى دعم قويّ وموحد من قبل المجتمع الدولي لكسر الجمود السياسي، ولاسيما من خلال ترسيخ مسار واضح نحو انتخابات ذات مصداقية.

وأكد المبعوث الأممي والسفير البريطاني على الدور الحاسم الذي يمكن أن تلعبه الأمم المتحدة في تسهيل الحوار وبناء التوافق بين الجهات الليبية الفاعلة، وتمكينها في نهاية المطاف من رسم مستقبل مستقر ومزدهر لبلدها.

والتقى باتيلي الأربعاء بطرابلس وفداً من تجمع نواب مدينة مصراتة يضم أعضاء من مجلسي النواب والأعلى للدولة عبروا عن وجهات نظرهم بشأن سبل دفع العملية السياسية إلى الأمام، مشددين على ضرورة تشكيل حكومة تصريف أعمال مصغرة لقيادة ليبيا نحو الانتخابات.

4