واشنطن تدعو الأوروبيين إلى دعم باريس في الساحل الأفريقي

واشنطن – دعت الولايات المتحدة مساء الخميس، الأوروبيين إلى مساعدة فرنسا في منطقة الساحل، في وقتٍ يسعى فيه البنتاغون إلى تقليص وجوده العسكري في أفريقيا والتّركيز بشكل أكبر على الردّ على التهديدات من جانب روسيا والصين.
وقال قائد القيادة العسكريّة الأميركيّة في أفريقيا، الأفريكوم، الجنرال ستيفن تاونسند ردًّا على أسئلة بشأن مشاريع البنتاغون، طرحها عليه أعضاء في الكونغرس، إنّه “يتوجّب على الأوروبيين أن يُواجهوا التحدّي وأن يفعلوا المزيد في الساحل، لمساعدة فرنسا”.
ويأتي النداء الأميركي في وقت تقول فيه فرنسا إنها تواجه تهديدات متزايدة في دول الساحل الأفريقي الخمس، مع تزايد هجمات الجماعات المتطرفة التي ألحقت خسائر فادحة بالجيوش الوطنية في هذه المناطق في الأشهر الأخيرة.
وأشار ستيفن تاونسند خلال إدلائه بشهادته أمام لجنة القوّات المسلّحة في مجلس الشيوخ إلى أنّ الأعمال الإرهابيّة في منطقة الساحل تتصاعد باستمرار، قائلاً “في وقتٍ يتزايد العنف، إذا سحبنا بطريقة متسرّعة دعمنا لفرنسا، فلن يَسير ذلك في الاتّجاه الصحيح”.
وقال تاونسند إنَّ تزويد الطائرات الفرنسيّة بالوقود جوًّا، وعمليّات النقل اللوجستي، هي قطاعات يُمكن أن تحلّ فيها الدول الأوروبية محلّ الولايات المتحدة في منطقة الساحل.
وكانت وزيرة الجيوش الفرنسيّة فلورنس بارلي قد توّجهت إلى واشنطن هذا الأسبوع في محاولة منها لإقناع الولايات المتّحدة بمواصلة دعمها لجهود باريس ضدّ الجهاديين في الساحل، من دون أن تتلقّى ضمانات من واشنطن. والتقت بارلي وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الذي اكتفى بالإشارة الى أنّ المحادثات في هذا الملفّ ستستمرّ.
وتأمل فرنسا، التي تنشر حاليا 4500 عسكري في دول الساحل الخمس، أن تحشد دعما أكبر من الدول الأوروبية للعملية والحصول على الدعم الوجستي الذي يشمل مروحيات وطائرات نقل وغيرها إضافة الى نشر قوات على الأرض.
وقالت وزيرة الجيوش الفرنسية في تغريدة لها الخميس تعليقا على خبر إرسال جمهورية التشيك 60 جنديا إلى مالي والنيجر وتشاد إن “الأوروبيين ينضمون إلينا تدريجيا، وهذا نبأ ممتاز”.
وعند سؤاله مجدّدًا عن خططه، أكّد إسبر أنّ الأمر لا يتعلّق أبدًا بانسحاب أميركي كامل من أفريقيا، بل بإعادة تموضع.
وأشار إسبر هذا الأسبوع إلى أن بلاده لا تعتزم القيام بانسحاب كامل من أفريقيا مؤكدا أنه يعلم “أن ذلك يسبب قلقا لدى البعض، لكن لم يُتخذ القرار النهائي بعد”.