واشنطن تحض على وقف العنف في أفغانستان تمهيدا لسحب قواتها

واشنطن- حثّت الولايات المتحدة حركة طالبان الأفغانية المتطرفة على وقف هجماتها الخميس، بعد أن وقع الطرفان السبت الماضي اتفاقا تاريخيا كان من المفترض أن يمهد لإجراء مباحثات بين الأفغان.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن “تصاعد أعمال العنف في أفغانستان في الأيام الماضية غير مقبول”، وإنها يجب أن تتوقف فورا من أجل المضيّ في علمية السلام.
وذكر بومبيو أثناء مؤتمر صحافي في وزارة الخارجية أن كل الأطراف عليها أن تتوقف عن المماطلة والإعداد للتفاوض بما يشمل مناقشات عن الجوانب العملية لإطلاق سراح السجناء.
ويرى مراقبون أن تصريحات بومبيو تأتي في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى الإسهام في إرساء هدنة حقيقية تسمح لها بسحب قواتها لمواجهة تهديدات الصين وروسيا وإيران.
ينص الاتفاق، الذي لم تكن حكومة غني طرفا فيه، على إطلاق سراح ما يصل إلى 5000 سجين من طالبان مقابل ما يصل إلى 1000 أسير من الحكومة الأفغانية بحلول 10 مارس
وتأتي تصريحات المسؤول الأميركي في وقت أعلنت فيه الحركة المتطرفة أنها لم تعد معنية بأي هدنة واستأنفت عملياتها ضد القوات الأفغانية، وهو ما أرغم الولايات المتحدة على شنّ غارات على مسلحي طالبان.
كما تأتي في وقت تتعمّق فيه الانقسامات بين الفرقاء السياسيين الأفغان بشأن بند إطلاق سراح أسرى حركة طالبان.
وأيّد عبدالله عبدالله المنافس السياسي الأبرز للرئيس الأفغاني أشرف غني مطلب الحركة المتعلق بالإفراج عن الآلاف من أسراها قبل مشاركتها في محادثات سلام مع الحكومة، وذلك عبر لسان متحدث باسمه الخميس. ويهدد الخلاف حول إطلاق سراح الأسرى بتقويض الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإحلال السلام بأفغانستان.
وسوف يؤدي اتخاذ عبدالله عبدالله لموقف حول الأسرى يتناقض مع موقف غني إلى زيادة الشكوك بينهما في وقت ينبغي أن يركزا فيه على تشكيل جبهة موحدة في المحادثات المقترحة مع طالبان. وكان عبدالله هو المنافس الرئيسي لغني في آخر مرتين أجريت فيهما انتخابات رئاسية وكانتا موضع تنازع بينهما.
ويدعو الاتفاق الذي وقّعته الولايات المتحدة وطالبان في الدوحة إلى انسحاب تدريجي للقوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة مقابل التزام من جانب طالبان بمنع المسلحين من استخدام الأراضي الأفغانية في تهديد أمن الولايات المتحدة وغيرها.
وينص الاتفاق، الذي لم تكن حكومة غني طرفا فيه، على إطلاق سراح ما يصل إلى 5000 سجين من طالبان مقابل ما يصل إلى 1000 أسير من الحكومة الأفغانية بحلول 10 مارس. ولكن غني رفض ذلك قائلا إن “حكومته ليست معنية بهذا البند”. وقال فريدون خوازون المتحدث باسم عبدالله إن طالبان تطالب بالإفراج عن سجنائها قبل بدء أي محادثات سلام وإن عبدالله يوافق على ذلك.
تصريحات بومبيو تأتي في وقت أعلنت فيه الحركة المتطرفة أنها لم تعد معنية بأي هدنة واستأنفت عملياتها ضد القوات الأفغانية
ولم يرد متحدث باسم غني فورا على طلب للتعليق، لكن مسؤولا حكوميا كبيرا أكد مجددا على أن إطلاق سراح السجناء ليس شيئا عمليا ولا شرطا مسبقا لما يسمّى بالمحادثات بين الأفغان.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته “أطلقنا على مر السنين سراح مئات المتمردين كبادرة لحسن النوايا لكن ذلك لم يساعد في تحقيق السلام”.
وغني وعبدالله خصمان منذ زمن وتولّى كلّ منهما دورا في الحكومة السابقة بموجب اتفاق لتقاسم السلطة بوساطة أميركية. وشغل عبدالله، وهو وزير سابق للخارجية، منصب رئيس السلطة التنفيذية وهو منصب استحدث خصيصا من أجله في الحكومة المنتهية ولايتها.
ويثير النزاع بينهما حول نتائج الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 28 سبتمبر احتمال حدوث فوضى جديدة في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لسحب قواتها بعد أكثر من 18 عاما من غزوها للبلد الآسيوي.