واشنطن بوست تضع خططا لتحقيق التنوع العرقي في غرفة الأخبار

واشنطن - أعادت الكثير من المؤسسات الإعلامية الأميركية النظر في طرق التعاطي مع قضايا عدم المساواة على أساس العرق والأصل في أماكن العمل، في أعقاب مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد في مايو الماضي وسلسلة الاحتجاجات التي خرجت منددةَ بقتله في الولايات المتحدة الأميركية.
وبدأت صحيفة واشنطن بوست منذ أشهر بتنفيذ خطط جديدة لتعزيز الجهود في مجال التنوع والاختلاف، معلنة عن 12 وظيفة جديدة في يونيو الماضي، معظمها يتعلق بقضايا العرق والقضايا الاجتماعية. وأصبحت كريسا طومسون أول سيدة أميركية من أصل أفريقي تشغل منصب مديرة تحرير في تاريخ صحيفة واشنطن بوست.
وجرى تعيين طومسون، كمديرة تحرير متخصصة بالتنوع والشمول في الصحيفة وهو منصب تمّ استحداثه ويتضمّن عددا من المسؤوليات من التوظيف إلى تنظيم التغطية الإخبارية وتعزيز ثقافة غرفة الأخبار والسعي إلى استبقاء الموظفين فيها.
وأوضحت طومسون عن أهداف عملها الجديدة وتوقعاتها، في وقت تتصدر العدالة العرقية القضايا الأساسية في الولايات المتحدة من خلال حوار مع ألدانا فاليز مديرة البرامج في المركز الدولي للصحافيين، ونشرته شبكة الصحافيين الدوليين.
وقالت المحررة التي تعمل في واشنطن بوست منذ 20 عاما “نريد غرفة أخبار تشبه أميركا ويمكنها تغطية جميع المجتمعات بعمق وعلى نطاق واسع”.
وأضافت “سأعمل على لعب دور حاسم في إنشاء غرفة أخبار تكون نموذجا للتنوع والشمول في عالم الصحافة، كما أخطط لفتح فرص وظيفية وتدريبية”.
وأدّى مقتل فلويد إلى خروج احتجاجات تاريخية، ما دفع غرف الأخبار الأميركية إلى اتخاذ إجراءات عديدة من أجل المساواة العرقية بين الموظفين وأطلقت حوارات من أجل التحسين ومعالجة الثغرات.
وأفادت طومسون أن “التنوع والشمول من أبرز الأهداف التي نسعى لتحقيقها، ومؤخرا أصدرنا تقريرا حول التنوّع في الصحيفة وغرفة الأخبار، في محاولة لتعزيز الشفافية، كما أننا نكثّف اتصالاتنا بشأن كيفية تطبيق هذا العمل، وسينعكس التركيز على هذين المعيارين بين الموظفين والصحافيين إلى التنوّع في التغطيات أيضا، وهو الأمر الذي سيرضي القراء بشكل أكبر”.
ويشير التقرير الذي أصدرته واشنطن بوست حول موظفيها، أنّ أكثر من 77 في المئة من الموظفين في المناصب الإدارية من ذوي البشرة البيضاء و9 في المئة فقط من ذوي البشرة السمراء. كما يظهر أنّه تمّ إغلاق الفجوة في التوظيف بين النساء والرجال في الصحيفة منذ العام 2017، ومنذ ذلك الوقت زادت المطالب المتعلقة بحقوق المرأة.
ونوهت طومسون “أرغب بأن تصبح الصحيفة مقصدا ومثالا عندما يتعلق الأمر بإنشاء غرفة أخبار تشبه أميركا، لقد تقدّمنا كثيرا ونفذنا خطوات ناجحة تتعلّق بالمساواة بين الجنسين وأعتقد أن زيادة الوعي حول عدم المساواة العرقية سيساعدنا في سد الفجوات الموجودة في هذا المجال بشكل أفضل. نحن نخصص الموارد لتحسين كلّ ما يرتبط بالتنوع والشمول وأعتقد أننا سنصل إلى هدفنا”.