هيئة جديدة لملاحقة ناشري الأخبار الكاذبة في الجزائر

الصحافيون باتوا يواجهون أحكام بالسجن بتهمة نشر الأخبار الكاذبة عند تناولهم قضايا تزعج السلطة.
الجمعة 2021/08/06
التهمة: صحافي

الجزائر – كلف الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون المجلس الأعلى للأمن “باستحداث قطب جزائي جديد لمتابعة الجرائم الإلكترونية ومكافحتها”، وملاحقة ناشري الأخبار الكاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي، في خطوة أثارت القلق على الحريات الصحافية لاسيما أن العديد من الصحافيين يواجهون تهم نشر الأخبار الكاذبة.

وقالت صفحة الرئاسة الجزائرية على موقع فيسبوك، إن تبون وخلال ترؤسه اجتماعا للمجلس الأعلى للأمن أشاد “باستقرار الوضع في البلاد وتحسنه أمام كل المحاولات المتواصلة لاستهداف وحدة الوطن، عبر استغلال الظروف الاجتماعية مثل البطالة في بعض الولايات الجنوبية”.

وأضافت أنه تقرر في الاجتماع المخصص لدراسة ومتابعة الوضع الأمني العام، والحالة الصحية في البلاد، “متابعة المتورطين في نشر الأخبار الكاذبة عبر منصات التواصل الاجتماعي بغرض التهويل”. و”تكليف أعضاء المجلس الأعلى للأمن باستحداث قطب جزائي جديد مكلف بمتابعة الجرائم السيبرانية ومكافحتها”.

وكان مجلس النواب الجزائري صادق في أبريل الماضي على إدخال تعديلات على قانون العقوبات بينها مواد تنص على تجريم “نشر وترويج أنباء كاذبة”.

ونصت المواد على معاقبة “كل من ينشر أو يروج أخبارا كاذبة عمدا بأي وسيلة من شأنها المساس بالأمن والنظام العموميين بالحبس من سنة واحدة إلى ثلاث سنوات”.

لكن هذا القانون أصبح سيفا مسلطا على رقاب الصحافيين المنتقدين للسلطة، وباتوا يواجهون أحكام بالسجن بتهمة نشر الأخبار الكاذبة عند تناولهم قضايا تزعج السلطة.

وقد طلبت النيابة العامة الجزائرية الخميس إنزال عقوبة بالسجن ثلاث سنوات مع النفاذ بحق الصحافي رابح كراش المحتجز منذ 109 أيام في سجن تمنراست (جنوب) بتهمة نشر “أخبار كاذبة”، وفق ما أفادت منظمات غير حكومية.

وقالت منظمة العفو في الجزائر في تغريدة “المدعي العام يطلب السجن ثلاث سنوات مع النفاذ وغرامة مئة ألف دينار (625 يورو) بحق الصحافي رابح كراش”. وتصدر المحكمة حكمها في 12 أغسطس.

بدورها، كتبت اللجنة الوطنية لتحرير المعتقلين أن رابح كراش، مراسل صحيفة “ليبرتيه” الفرنكوفونية في تمنراست، متهم خصوصا بـ”نشر أخبار كاذبة من شأنها المساس بالأمن والنظام العموميين” بعدما نشر تقريرا حول احتجاج للطوارق.

Thumbnail

وأوردت صحيفة “ليبرتيه” أن كراش متهم بـ”إنشاء وإدارة حساب إلكتروني مخصص لنشر معلومات وأخبار من شأنها إثارة التمييز والكراهية في المجتمع” و”الترويج العمدي لأخبار وأنباء كاذبة أو مغرضة بين الجمهور” و”العمل بأي وسيلة كانت على المساس بسلامة وحدة الوطن”.

وصرح نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان سعيد صالحي أن الرابطة “تطالب بإسقاط كل التهم الموجهة إلى الصحافي والإفراج غير المشروط عنه”.

وأودع كراش الحبس في 19 أبريل بعدما نشر تقريرا حول احتجاج للطوارق تنديدا بـ”مصادرة أراضيهم لصالح” ولايتي جانت وإليزي اللتين أنشئتا حديثًا في ظل تقسيم إداري جديد.

ورابح كراش صحافي متمرس يعمل منذ فترة طويلة في تمنراست حيث كتب كثيرا عن الطوارق، وهم أمازيغ يشكلون معظم سكان تمنراست، وخصوصا عن تهميشهم الاقتصادي والاجتماعي من قبل السلطة المركزية.

والجزائر مصنفة في المرتبة 146 (من أصل 180) في الترتيب العالمي لحرية الصحافة الذي وضعته مراسلون بلا حدود عام 2021 كما عام 2020، بعدما تراجعت 27 مرتبة منذ 2015.

18