هل ينقذ انضمام بريطانيا وفرنسا محادثات الحد من التسلح

موسكو تسعى لضم لندن وباريس إلى محادثاتها النووية مع واشنطن.
الجمعة 2021/07/30
المواجهة مستمرة

عقب جولة جديدة بين الولايات المتحدة وروسيا حول محادثات الحد من التسلح، الملف الذي طالما أثار الخلافات بين البلدين، أعربت موسكو عن رغبتها في توسع دائرة المحادثات لتشمل المزيد من القوى الدولية وتحديدا باريس ولندن، خاصة بعد دخول الصين على خط المحادثات.

موسكو - قالت روسيا الخميس إنها تريد ضم بريطانيا وفرنسا إلى محادثات أوسع مع الولايات المتحدة للحد من الأسلحة النووية، موضحة أن واشنطن تريد ضم الصين، في خطوة تثير تساؤلات عن جدوى انضمام باريس ولندن إلى هذه المحادثات والقدرة على إنقاذها.

واجتمع مسؤولون كبار من الولايات المتحدة وروسيا في جنيف الأربعاء من أجل استئناف محادثات لتخفيف حدة التوترات بين أكبر دولتين نوويتين في العالم، حيث وصلت هذه المحادثات إلى أدنى مستوياتها منذ انتهاء الحرب الباردة.

وقال سفير روسيا لدى واشنطن أناتولي أنتونوف “من المحتّم أن تناقش القوى في نهاية المطاف توسيع محادثات الحد من التسلح لتضم المزيد من القوى، وموسكو ترى أن بريطانيا وفرنسا أولويتان في هذا الصدد”.

وأضاف أنتونوف في تصريحات نشرتها وزارة الخارجية الخميس “يكتسب هذا الموضوع أهمية خاصة في ضوء قرار لندن في الآونة الأخيرة زيادة الحد الأقصى لمعدل الرؤوس الحربية النووية بنسبة 40 في المئة إلى 260 وحدة”.

وذكرت وكالة أنباء إنترفاكس أن سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قال في تصريحات إن الولايات المتحدة تريد ضم الصين إلى محادثات أوسع بخصوص الحد من التسلح النووي.

ويشار إلى أن معاهدة ستارت السارية لمدة عقد هي آخر اتفاقية متبقية حاليا للحد من الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا.

وصوت مجلس الدوما في يناير الماضي على قرار تمديد هذه المعاهدة إلى خمس سنوات. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن سيرجي ريابكوف قوله إن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على تمديد معاهدة ستارت الجديدة للحد من الأسلحة النووية وفقا لشروط موسكو.

أناتولي أنتونوف: يجب توسيع محادثات الحد من التسلح لتضم المزيد من القوى

وتنصّ أحكام المعاهدة على تحديد عدد القاذفات النووية الإستراتيجية المنشورة بـ700 وعدد الرؤوس النووية المنشورة على هذه القاذفات بـ1550. وتنصّ أيضاً على إنشاء نظام جديد للتفتيش والتحقق من احترام بنود الاتفاقية.

ولا تزال روسيا والولايات المتحدة تملكان معاً أكثر من 90 في المئة من الأسلحة النووية في العالم، وفق التقرير الأخير الصادر عن المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم العام الماضي.

وتملك واشنطن حوالي 5800 رأس حربي نووي وموسكو 6375 مقابل 320 لبكين و290 لباريس و215 للندن، وفق تعداد المعهد السويدي لسنة 2020.

وشكل الحد من التسلح محور المحادثات الأخيرة بين واشنطن وموسكو. واعتبر الطرفان أن المحادثات بينهما لتهدئة التوتر مهنية وموضوعية وواقعية.

ويُعد اللقاء المغلق الذي حضره وفد من البلدين استكمالاً لقمة جمعت الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي في المدينة السويسرية، وقد وصف الرجلان المحادثات حينها بأنها صريحة ومباشرة.

وترأست ويندي شيرمان، نائب وزير الخارجيّة الأميركي، وفد بلادها إلى محادثات جنيف بينما ترأس سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، وفد روسيا.

ونشرت البعثة الأميركية في جنيف صورتين، يظهر في الأولى رئيسا الوفدين وهما يتبادلان التحية بالمرفق وخلفها علم أميركي وآخر روسي. وفي الصورة الثانية يظهران وجهاً لوجه وكل منهما يرتدي كمامة.

وأعلن ريابكوف أنه “راض تماما” عن مجريات اللقاء ووصف المحادثات بأنها “واقعية ومهنية ودقيقة”، وقال إن الاجتماع المقبل سيعقد في نهاية سبتمبر، وفق ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في واشنطن إن “المحادثات في جنيف كانت مهنية وموضوعية”.

وتابع برايس في بيان “نحن ملتزمون، حتى في أوقات التوتر، بضمان علاقات استشرافية وتقليص مخاطر اندلاع نزاع مسلّح وحرب نووية”.

وأعلن برايس أن الجانبين اتّفقا على التواصل بشكل غير رسمي لتحديد المواضيع التي تتطلب متابعة بانتظار عقد الاجتماع المقبل في سبتمبر.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن المحادثات تناولت “الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي وآفاق الحد من التسلّح وتقليص المخاطر”. وتابعت الخارجية الروسية أن الجانبين يتطلّعان إلى “تعزيز التعاون”.

لكن ريابكوف شدد على أن واشنطن وموسكو لم تتوصلا إلى اتفاق حول كيفية تخطي الأزمة المرتبطة بالحد من التسلح.

ونقلت عنه وسائل إعلام روسية قوله “الأمر معقد للغاية. هذه المشكلة مهملة منذ زمن طويل ولا زلنا في بداية مسار تبادل وجهات النظر”.

ووفقاً لمسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، تحدث للصحافيين شريطة عدم نشر اسمه، فإن “هذا الحوار يتعلّق بالمشاكل التي تتّصل، أو يمكن أن تؤدّي إلى، خطر استخدام أسلحة نووية في أزمة أو في حالة نشوب نزاع، أو تهدّد بزعزعة استقرار العلاقات الثنائية”.

5