هل يمنح عامل الأرض أفضلية لإنجلترا

لندن – قدّمت كأس أوروبا 2020 دراما أكثر مما كان يتخيله الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سابقا عندما أعلن قبل تسع سنوات أن البطولة ستقام في جميع أنحاء القارة العجوز، رغم أن هذا النظام لا يزال يتعرض للانتقادات لأنه غير عادل.
وأقيمت البطولة في 11 مدينة على امتداد 11 بلدا تيمنا بفكرة بلاتيني للاحتفال بالذكرى الستين لتأسيسها، وإن كانت أتت متأخرة لمدة عام بسبب انتشار جائحة كورونا.
لكن النظام الفريد لهذا اليورو الذي حقق أعلى معدل تهديفي في المباراة الواحدة منذ نسخة العام 1976، أدى إلى انتقادات كبيرة ووصول أربع من الدول التسع المضيفة المشاركة إلى الدور نصف النهائي.
رحلات شاقة
ففي الوقت الذي لعبت منتخبات إنجلترا، إيطاليا، إسبانيا والدنمارك مبارياتها الثلاث جميعها في دور المجموعات على أرضها، تحتّم على أخرى السفر لمئات وآلاف الكيلومترات لخوض مبارياتها.
ولعبت ويلز على سبيل المثال المبارتين الأوليين في باكو عاصمة أذربيجان الواقعة في أقصى شرق أوروبا، على بعد قرابة أربعة آلاف كيلومتر من العاصمة الإيطالية روما حيث خاضت مباراتها الثالثة ضد الآتزوري.
ونجحت سويسرا في بلوغ الدور ربع النهائي على الرغم من رحلات شاقة مشابهة. وبدأ رجال المدرب فلاديمير بتكوفيتش مشوارهم ضد ويلز في باكو، ثم سافروا إلى روما قبل أن يعودوا إلى أذربيجان لمواجهة تركيا.
وفي إنجاز لافت، نجحوا في إقصاء فرنسا بطلة العالم من ثمن النهائي بركلات الترجيح في العاصمة الرومانية بوخارست بعد أن لعبت الأخيرة مبارياتها في دور المجموعات في ميونخ وبودابست، قبل أن يخرجوا ضد إسبانيا بركلات الترجيح أيضا من ربع النهائي في سان بطرسبورغ.
أفضلية إنجليزية
لم تلعب إنجلترا خارج أرضها إلى حين فوزها 4 – 0 على أوكرانيا في الدور ربع النهائي السبت في روما، وستعود إلى ويمبلي في نصف النهائي لمواجهة الدنمارك في دور الأربعة، الذي سيحتضن أيضا المباراة النهائية الأحد.
وفي حالة تجاوزها الدنمارك، ستنهي البطولة بخوض ستّ من أصل سبع مباريات على أرضها.
إنها المرة الأولى التي تصل فيها إنجلترا إلى الدور نصف النهائي للبطولة القارية منذ أن استضافتها في العام 1996، في حين لم تبلغ نهائي بطولة كبرى منذ فوزها في كأس العالم 1966 في ويمبلي.
ويستضيف عادة بلدٌ أو إثنان البطولات الكبرى، ما يمنحهما بطبيعة الحال أفضلية عن باقي المنتخبات، لكن المرة الأخيرة التي فاز فيها بلد مضيف بلقب البطولة الأوروبية كانت فرنسا في عام 1984.
لكن الفارق هذه المرة هو السفر الإضافي لبعض المنتخبات في ظل جائحة كورونا والقيود المتعلقة بها، حيث تحظى الفرق عادة بمقر تدريبي في البلد المضيف ويسافر المشجعون بالآلاف إليه.
وقال مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش الذي خاض رجاله غمار المجموعة الرابعة إلى جانب إنجلترا وتشيكيا وأسكتلندا المضيفة أيضا، إن جائحة كورونا جعلت الأمور غير عادلة بسبب القيود الصارمة على سفر المشجعين إلى بريطانيا.
واعتبر “نحن تأذينا لأننا نلعب من دون جماهيرنا. نكون أكثر قوة بوجودهم. هذا الواقع ليس عادلا أبدا. علينا أن نسافر ونبقى في الفقاعة”. ولن يطول الوقت ليعود النظام إلى سابق عهده، حيث تحتضن ألمانيا النسخة المقبلة في 2024 للمرة الأولى منذ أن استضافتها ألمانيا الغربية في 1988.