هل يمكن أن تحمي اللقاحات القديمة للفايروسات من كوفيد – 19

تطوير اللقاحات القديمة حل مؤقت لخفض معدلات وفيات فايروس كورونا.
الخميس 2020/04/16
نتائج التجارب واعدة

تتعدد التجارب في العديد من دول العالم لإيجاد حل يضع حدا أو يخفض معدل الوفيات الناتجة عن الإصابة بفايروس كوفيد – 19، ولجأ باحثون إلى تجريب العديد من العقاقير واللقاحات المعتمدة منذ عقود لفايروسات أخرى ومن بينها لقاح السل ولقاح شلل الأطفال على أمل إنقاذ المصابين من الأعراض الخطيرة لفايروس كورونا الجديد بانتظار الوصول إلى لقاح خاص به.

لندن – يطور باحثون بعض اللقاحات الموجودة منذ عقود ضد العديد من الفايروسات الأخرى لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم توفير الحماية ضد كوفيد – 19 حتى وصول لقاحات أكثر دقة.

يبدو الأمر غريبا فقد تم تصميم اللقاحات لاستهداف مرض معين. ولكن، تعزز اللقاحات المصنوعة باستخدام سلالات حية من البكتيريا أو الفايروسات خط الدفاع الأول في الجهاز المناعي، وهي طريقة للوقاية من الفايروسات. وتظهر كتب التاريخ أنها تعتمد ضد أمراض أخرى مختلفة تماما.

ولا يوجد دليل يؤكد أن هذا النهج يعزز جهاز المناعة بما يكفي ضد الفايروس الجديد، لكن قد يستغرق تطوير لقاح جديد من 12 إلى 18 شهرا. ويقول بعض الباحثين إن الوقت قد حان لإيجاد حل أسرع، مثل تطوير لقاح السل.

وأفاد الدكتور ميهاي نيتيا من المركز الطبي بجامعة رادبود في هولندا بأن “هذه الطريقة مبنية على فرضية معيّنة، ولكنها قد تكون أداة مهمة للحد من هذه الأزمة إذا نجحت، حتى نجد لقاحا محددا ومناسبا”.

وأصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرا صارما الاثنين بعدم استخدام لقاح السل ضد كوفيد – 19، إلا إذا أثبتت الدراسات أنه فعال. وتحول 1500 من العاملين في مجال الرعاية الصحية الهولنديين إلى دراسة يقودها فريق نيتيا. وتستخدم في تجاربها لقاح السل.

الهدف من اللقاح يكمن في تحفيز الجسم للتعرف على التهديد الصحي بجعل الأجسام المضادة قادرة على المقاومة عند حدوث الخطر

ويأمل باحثون في أستراليا، في تسجيل 4 آلاف عامل في المستشفى لاختبار لقاح السل أيضا، وتلقى 700 منهم لقاح السل أو لقاحات مشابهة. كما يجري التخطيط لإجراء أبحاث مماثلة في بلدان أخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة.

ومن المحتمل أن يكون لقاح شلل الأطفال المقترح التالي في التجريب ويؤخذ عن طريق الفم متضمنا فايروسات شلل الأطفال الحية ولكنها ضعيفة. وقال الدكتور روبرت جالو، لوكالة أسوشيتد برس إن الباحثين يأملون في بدء دراسات مماثلة مع هذا اللقاح، ويجرون محادثات مع السلطات الصحية.

وأوضح جالو، الذي يدير معهد علوم الفايروسات في كلية الطب بجامعة ميريلاند، إن “هناك حاجة لدراسات سريعة لمعرفة ما إذا كان يمكن أن تظهر آثار بعيدة المدى لأي موجة ثانية”.

وقالت المتحدثة باسم الوكالة الوطنية الأميركية للصحة جنيفر روث إن الباحثين يخوضون مناقشات حول مقترحات لدراسة لقاحات السل وشلل الأطفال كدفاع محتمل لكوفيد – 19.

وصرحت الدكتورة دينيس فوستمان في مستشفى ماساتشوستس العام أن هناك تحذيرا من اللقاحات الحية الخطرة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة.

علماء يعتبرون لقاح السلّ مفيد في مكافحة الوباء
علماء يعتبرون لقاح السلّ مفيدا في مكافحة الوباء

ومنذ سنوات، بدأ العلماء يلاحظون فوائد العديد من اللقاحات الحية، وهو ما أكده دكتور فيكتور نزيت، خبير المناعة في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو.

ويعطى لقاح السل في الغالب لحديثي الولادة في البلدان النامية، وهو يوفر حماية جزئية ضد السل. لكن الدراسات القائمة على الملاحظة أظهرت أن المُلقحين كانوا أصح في مواجهة فايروسات الجهاز التنفسي. وفي سنة 2018، نشر باحثون اختبارا مباشرا أكثر، أظهر أنه يحفز الدفاعات المناعية الأولية بما يكفي لمواجهة فايروس آخر.

وبالنسبة إلى لقاح شلل الأطفال الفموي، أكد كونستانتين تشوماكوف، أخصائي اللقاحات في إدارة الغذاء والدواء الأميركية، موضحا أنه لا يتحدث نيابة عن الإدارة، إن هذه القرائن ظهرت أولا في الاتحاد السوفييتي السابق، حيث كانت والدته عالمة سوفييتية نشرت في السبعينات من القرن الماضي بحثا يوضح حالات الإنفلونزا التي انخفضت بشكل ملحوظ بعد التطعيم الفموي ضد شلل الأطفال.

ووجد باحثون دنماركيون في العام 2015، بعض الحماية بعد التطعيمات الفموية لشلل الأطفال، ولا تزال القطرات الفموية مستخدمة في البلدان النامية بينما تستخدم الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من المناطق التي قضت على شلل الأطفال اللقاح الروتيني.

وتظهر غالبية البحوث أنواع مختلفة من الحصانة؛ فهناك أنواع متداخلة من الدفاعات المناعية. يكمن الهدف من اللقاح المعتاد في تحفيز الجسم على التعرف على تهديد صحي لجعل الأجسام المضادة قادرة على المقاومة عندما يأتي هذا الخطر، لكن ذلك يستغرق وقتا.

وفي أول إشارة للعدوى، ينطلق خط أول من خلايا الدم البيضاء للعمل لصد الفايروسات بما يسمى الحصانة الفطرية. وإذا فشلت، سيعمل الجسم على إنشاء قواته الخاصة الأكثر استهدافا للانضمام إلى صد الجراثيم.

وقال الباحث الهولندي، نيتيا، إن لقاح السل يعيد برمجة الخلايا المناعية الفطرية حتى تتمكن من القضاء على الجراثيم في المقدمة بسهولة أكبر. ويقول علماء غير مشاركين في محاولة تجربة هذه اللقاحات ضد كوفيد – 19 إن الاختبار مفيد.

وقالت نزيت، أخصائية المناعة في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو “أعتقد أن هذا منطقي تماما”. وافترض بعض العلماء أن البلدان التي خزّنت مجموعات كبيرة من اللقاح ضد السل قد تكون أفضل في مكافحة الوباء.

وبالنظر إلى المشاكل في احتساب عدد الضحايا بدقة، لا يجب استخلاص أي استنتاجات، وهو تحذير كررته منظمة الصحة العالمية الاثنين الماضي.

17