هل يكسر منتدى الإعلام الأول جمود الخطاب في السعودية

منتدى “صناعة الإعلام.. الفرص والتحديات” سيبحث التطورات التي ترتبط باقتصادات صناعة الإعلام وسيحاول استقطاب الخبراء والإعلاميين لتقديم محتوى وأفكار خلاقة في التجارب الإعلامية.
الخميس 2019/08/01
أسير البيانات الرسمية

الرياض - أعلنت هيئة الصحافيين السعوديين تنظيم منتدى الإعلام السعودي الأول تحت شعار “صناعة الإعلام.. الفرص والتحديات”، وإطلاق “جائزة الإعلام السعودي” بالتزامن مع المنتدى، وذلك نهاية شهر نوفمبر 2019.

وسيعقد المنتدى على مدى يومين وسيناقش تجارب للإعلام العابر للقارات والاستخدامات العالمية لمحتوى الإعلام كوسيلة تأثير وقوة ناعمة، وتحديات الصناعة الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي، فيما سيتضمن برنامج المنتدى جلسات عمل رئيسية، وحلقات نقاش متخصصة.

وسيبحث المنتدى التطورات التي ترتبط باقتصادات صناعة الإعلام والتحديات التي تواجه المؤسسات الإعلامية المحلية، وعرض تجارب عالمية في كيفية مواجهة هذه التحديات والتأقلم مع المتغيرات في الصناعة الإعلامية، كما أنه سيحاول استقطاب الخبراء والإعلاميين القادرين على تقديم محتوى وأفكار خلاقة في التجارب الإعلامية، ومسؤولين يستعرضون الجانب الرسمي وتعامله مع وسائل الإعلام ومتطلباتها.

وأوضح رئيس مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين خالد المالك أن المنتدى مبادرة من الهيئة، وسيكون تظاهرة سنوية ترسخ اسم “الرياض عاصمة إعلامية للعالم العربي ودولة قيادية في الساحة السياسية والاقتصادية على مستوى العالم”.

وأكد أن دور الإعلام جوهري ومؤثر، وأن المنتدى سيفتح المجال للنقاش وطرح الآراء حول صناعة الإعلام والحوار مع الآخر والفهم للتجارب العالمية والإقليمية.

وقال المالك إن المنتدى والجائزة وجدا دعما مباشرا من وزير الإعلام السعودي تركي الشبانة، الذي اجتمع أكثر من مرة مع أعضاء المجلس وحث الهيئة على تبنّي المبادرات المختلفة، مؤكداً دعم الوزارة لكل المشاريع التي تخدم صناعة الإعلام والماكينة الإعلامية السعودية.

الإعلام السعودي أثبت في السنوات الأخيرة فشلا ذريعا في أن يكون على مستوى التطورات  الكبرى في البلاد

من جهته، قال عضو مجلس إدارة هيئة الصحافيين السعوديين والمشرف العام على المنتدى وجائزة الإعلام السعودي محمد فهد الحارثي، إن “دور المملكة السياسي والاقتصادي المؤثر على الساحة الدولية لا بد أن يوازيه دور إعلامي مهم وفعّال يتناسب مع مكانة المملكة العربية السعودية وأهميتها”.

وتشهد المملكة العربية السعودية تغييرات كبيرة، لم يستطع القطاع الإعلامي السعودي مواكبتها بسبب تخبطه داخل دائرة تقليدية لم يستطع تجاوزها.

ويلفت بعض الخبراء إلى أن الصحافة السعودية أثبتت في السنوات الأخيرة فشلا ذريعا في أن تكون على مستوى التطورات الكبرى التي شهدتها السعودية.

ويدور جدل في السعودية حول أسباب تراجع المستوى الصحافي السعودي على الرغم من الإمكانات الهائلة التي يمتلكها والتي تجعل من السعودية مالكة لأكبر إمبراطورية إعلامية متعددة الاختصاصات ذات إمكانيات مالية هائلة، في مقابل حالة ارتباك عكسها أداء الإعلام السعودي، في أكثر من مناسبة، ولا تشبه التحديث الثوري الذي طال ملفات أكثر جمادا وتحجّرا في تركيبة الدولة والمجتمع السعوديين.

ويلاحظ الخبراء أن الإعلام السعودي ينجرّ صوب الاستسهال واللجوء إلى الإعلام الاجتماعي للرد على جيوش إلكترونية نشطت في مهاجمة البلاد وخياراتها، خصوصا من قبل منابر قطر وتركيا.

ويرى هؤلاء أنه لا يمكن لإعلام دولة كبرى وأساسية في المنطقة ولها دور دولي كبير، أن يجعل من تلك التقنيات واجهة إعلامية للدفاع عن خيارات البلاد كما لا يمكن الركون إلى هذا النوع من الإعلام لأنه مفتوح على كل الاحتمالات، وهو إعلام انطباعي يميل إلى المبالغة وفي أحيان كثيرة ينزلق إلى معارك لا تخدم المشروع الإصلاحي، وقد تسيء إليه.

 وتكشف المتابعات أن الإعلام السعودي بقي أسير البيانات الرسمية والفكرة الرسمية الجاهزة دون قدرة على الابتكار والتجديد والإبداع.

18