هل يرث الأحفاد السلوك الانحرافي عن الأجداد

لندن - يعرّف علماء الاجتماع انحراف السلوك الاجتماعي بأنه خلل في بناء الشخصية يحول دون توافق المنحرف مع مجتمعه.
وقال علماء الاجتماع إنه يعتبر منحرفا كل حدث أو سلوك مخالف لقواعد القانون المجتمعي. كما أكدوا أنه يصعب تحديد الانحراف بدقة كونه ظاهرة اجتماعية معقدة متعددة الجوانب وتختلف معاييرها باختلاف المجتمعات والأشخاص.
لكن علماء الاجتماع اتفقوا على أن السلوك الانحرافي قد يكون نتيجة لتصرفات أسرية منحرفة، حيث تظل الأسرة تحتل المرتبة الأولى في التنشئة الاجتماعية للفرد، وهي بمثابة المعد الأول للشخصية، وعن طريقها تُغْرَس في الطفل أنماط ونماذج واستجابات تجاه التفكير والقيم والمعايير.
كما تعتبر الأسرة المحطة الأولى التي تتولى إعداد الطفل وتكوينه وتلقينه آداب السلوك الاجتماعي.
ونفت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس نورهان السعيد، الرأي الذي يطرحه بعض علماء الهندسة الوراثية الذي يفيد بأن للإجرام جينات تنتقل من الأجداد إلى الأحفاد، ورأت أن البيئة التي ينشأ فيها الفرد هي التي تكسبه عادات معينة.
كما ينفي علماء النفس ارتباط نزوع الطفل نحو الانحراف والجريمة بالجينات والعوامل المرتبطة بالوراثة، مشيرين إلى أنه لا يوجد مجرم بالوراثة.
السلوك الانحرافي قد يكون نتيجة لتصرفات أسرية منحرفة، حيث تحتل الأسرة المرتبة الأولى في التنشئة الاجتماعية للفرد
وربط علماء النفس السلوك الانحرافي للطفل بالفقر والبحث عن الثراء وتقليد الآخرين والمظاهر الكاذبة، إضافة إلى عدم اهتمام الأسرة بالطفل إذا أخطأ أو عاد إلى البيت ومعه كتاب أو قلم لا يخصه ولا يجد من يقول له من أين لك هذا.
وكما تحرص بعض الأسر على أن ينشأ أبناؤها نشأة صالحة ونافعة لأنفسهم، فإن نوعا آخر من الأسر لا يهتم لذلك ويسلك سلوكا منحرفا حتى أن الطفل عندما يكبر يجد مبررا لما ارتكبه من فعل مشين فتقع المسؤولية على الأسرة.
ويعد ثالوث المرض والفقر والجهل من الظواهر الاجتماعية البارزة التي غالباً ما تكون مرتبطة ببعضها بعضاً فتؤثر سلباً على سيرورة ووظائف المجتمع ككل. كما أن الأمراض النفسدية على اختلاف أنواعها، ودرجة العناية بها هي من دلائل اهتمام المجتمع بأفراده وتوفير الرعاية لهم، من خلال الرعاية الصحية السليمة ومحاربة الخرافات والانحرافات والشائعات المتعلقة بالأمراض وعلاجها.
ويرى علماء الاجتماع أنه على مؤسسات التربية والتعليم بمختلف مستوياتها واجب نشر العادات الصحية السليمة والتعويد على النظافة، والتغذية الصحية، والرياضة البدنية، والتعريف بواجبات الأمومة وتوعيتها، والعناية بالمرضى، ومكافحة الانحرافات والخرافات الاجتماعية.
كما ينصح خبراء علم النفس بالاهتمام بالرعاية الأسرية ووضع برامج اجتماعية لحل المشاكل في الأسرة مثل البطالة والهروب من المدارس والعنف والحد كذلك من الأفلام والبرامج التي تمجد الصعلكة والخروج على القانون وتبرر الجريمة.