هل حصلت إسرائيل على ضوء أخضر أميركي لقصف جنوب لبنان

بيروت – حذر الرئيس اللبناني ميشال عون الخميس من “وجود نوايا إسرائيلية عدوانية” بعد أن شهدت الحدود بين الجانبين توترا إثر قصف الجيش الإسرائيلي عددا من المواقع بجنوب لبنان، ردا على إطلاق صواريخ، فيما قالت مصادر لبنانية إن تل أبيب حصلت على ضوء أخضر أميركي لضرب أهداف عسكرية لحزب الله في الجنوب.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن أولى ضرباته الجوية على لبنان ضمن ثلاث جولات من القصف المدفعي خلال ساعتين.
ولم تستهدف إسرائيل منذ 2006 معاقل لحزب الله في الجنوب اللبناني، لكن يشتبه بأنها شنت غارات جوية نفذت في 2019 استهدفت منظمات فلسطينية موالية لسوريا، إلا أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها آنذاك عن القصف رسميا.
واتسمت الحدود بالهدوء في أغلب الأوقات منذ أن خاضت إسرائيل في عام 2006 حربا مع حزب الله الذي يملك صواريخ متطورة.

وسقطت صواريخ الجيش الإسرائيلي في سهل مرجعيون، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية سهل الخيام ومحيط بلدة راشيا الفخار وشمال الناقورة، وسقطت أربع قذائف إسرائيلية بين بلدتي أبل السقي وراشيا الفخار.
وأدى القصف الإسرائيلي إلى اندلاع حريق في منطقة السدانة خارج بلدة شبعا، دون أي معلومات عن سقوط خسائر بشرية أو مادية. وعلى الجانب الإسرائيلي، فقد أدت الصواريخ التي أطلقت من لبنان (أحد هذه الصواريخ سقط في أراض لبنانية، فيما سقط الاثنان الآخران في إسرائيل) إلى اندلاع حرائق حيث توجد معسكرات للجيش الإسرائيلي.
وبعد هدوء الوضع لبضع ساعات، جدد الجيش الإسرائيلي ليلا قصفه على الأراضي اللبنانية، وأعلن أن طائراته الحربية استهدفت منطقة حرجية في الدمشقية خارج بلدة العيشية بجنوب لبنان، بصواريخ جو أرض. كما قال إن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي نفذت غارات جوية على “البنية التحتية الإرهابية والمناطق التي أطلقت منها الصواريخ في مرجعيون”.
وحمل الجيش الإسرائيلي الحكومة اللبنانية مسؤولية القصف، معتبرا أنه “بغض النظر عن هوية مطلقي القذائف الصاروخية فالعنوان واضح. تتحمل حكومة لبنان المسؤولية الكاملة عن أي عملية إطلاق نار من لبنان نحو إسرائيل”.
وأعربت وزارة الخارجية الأميركية عن تنديد واشنطن “بالهجمات الصاروخية التي شنتها جماعات مسلحة تتمركز في لبنان على إسرائيل”، مؤكدة أن “واشنطن ستبقى على اتصال مع الشركاء الإسرائيليين واللبنانيين لتهدئة الوضع”.
وأعلنت منظمة العدل والتنمية أن إسرائيل حصلت على الضوء الأخضر من الإدارة الأميركية لضرب أهداف عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان منها ترسانة الصواريخ التي يمتلكها الحزب باستخدام طائرات إسرائيلية مسيرة استخدمتها إسرائيل لضرب أهداف بسوريا. وأكد المتحدث الرسمي للمنظمة زيدان القنائي أن “إسرائيل حصلت على الضوء الأخضر لضرب القدرات الصاروخية لحزب الله بجنوب لبنان وضرب عدد من الأهداف داخل سوريا”.
إسرائيل قد تخطط للقيام بعملية برية واسعة في جنوب لبنان بعد ضرب القدرات الصاروخية لحزب الله خاصة في ظل الظروف التي تمر بها الدولة اللبنانية
وأضاف القنائي أن “إسرائيل قد تخطط للقيام بعملية برية واسعة في جنوب لبنان بعد ضرب القدرات الصاروخية لحزب الله خاصة في ظل الظروف التي تمر بها الدولة اللبنانية”.
وطلب رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان حسان دياب الخميس من وزيرة الخارجية بالوكالة زينة عكر الإيعاز إلى مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وأكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) أنها تبذل مساعي عاجلة بغية تفادي تصعيد محتمل جديد بين إسرائيل ولبنان.
وقالت نائبة مدير المكتب الإعلامي كانديس آرديل “رئيس بعثة يونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول تواصلا بشكل فوري مع الأطراف وحثهما على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في هذه الأوقات العصيبة لتجنب المزيد من تصعيد الوضع”.