هل تُعجل زيارة الدبيبة إلى تركيا بسحب أنقرة لمرتزقتها

اليونان تدعو إلى الإسراع في إخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.
الثلاثاء 2021/04/13
ملف المرتزقة يتطلب حزما من الدبيبة

تثير زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبدالحميد الدبيبة إلى تركيا التي بدأها الاثنين تساؤلات عما إذا كانت ستعجل بسحب أنقرة لمرتزقتها من ليبيا، لاسيما أن الملف الأمني يعد أبرز ملف شائك ومعقد تواجهه حكومة الدبيبة التي تسعى إلى تعبيد الطريق لتنظيم انتخابات عامة في الـ24 من ديسمبر المقبل.

أنقرة – بدأ رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبدالحميد الدبيبة زيارة رسمية إلى تركيا الاثنين مرفقا بـ14 وزيرا ومسؤولين آخرين في الحكومة التي تواجه تحديات داخلية متعاظمة بدءا من ضرورة إيصال البلاد إلى انتخابات عامة في ديسمبر المقبل وليس انتهاء بإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية منها وهو ملف تُعد أنقرة أحد أبرز أطرافه.

وتطرح هذه الزيارة التي تأتي في وقت تُكثف فيه أطراف دولية وإقليمية من دعواتها لإخراج المرتزقة من ليبيا تساؤلات عما إذا كانت ستمثل فرصة للإسراع في إخراج المرتزقة الذين وصفهم الدبيبة في وقت سابق بـ”الخنجر في ظهر ليبيا”.

وأقيمت لرئيس الحكومة الليبية والوفد المرافق له مراسم استقبال رسمية، حيث كان في استقباله وزير الطاقة والموارد الطبيعية فاتح سولماس بحسب بيان الحكومة.

وجرت مساء الأثنين مباحثات بين مسؤولي البلدين، حيث عقد وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية العميد خالد مازن لقاءً مع نظيره التركي سليمان صويلو، فيما التقت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بنظيرها التركي مولود جاويش أوغلو.

وقال وزير الخارجية التركي في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إن “تركيا ستواصل دعمها لليبيا الشقيقة في هذه المرحلة التاريخية”.

ومن المرتقب أن يتم اختتام الزيارة الثلاثاء وفقا لما نشرته دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.

وقالت الدائرة في بيان لها إن هذه الزيارة تأتي للمشاركة في الاجتماع الأول للمجلس الإستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين بدعوة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

تركيا تتمسك بوجودها في ليبيا إذ كثفت تحركاتها بتخريجها دفعة من العسكريين مع إرسالها لمجموعة من المرتزقة

وهذه أول زيارة يُجريها الدبيبة إلى تركيا عقب تسلمه مهامه في 16 مارس الماضي لقيادة ليبيا إلى انتخابات عامة أواخر العام الجاري.

وقال الناطق باسم مجلس الوزراء الليبي محمد حمودة إن من أبرز المواضيع التي ستناقش مع تركيا هي “مجموعة من الملفات المشتركة في قطاع الخدمات (الطاقة والصحة) وعودة الشركات التركية إلى ليبيا واستكمال المشاريع المتوقفة”.

وتأتي الزيارة فيما تكثف أطراف دولية وعربية وفي مقدمتها البعثة الأممية إلى ليبيا من دعواتها إلى ضرورة الإسراع بسحب القوات الأجنبية والمرتزقة، في حين تتمسك أنقرة بوجودها العسكري في ليبيا حيث كثفت من تحركاتها مؤخرا عبر تخريجها دفعة من العسكريين دربتهم القوات التركية مع إرسالها مجموعة جديدة من المرتزقة، ما يعكس رغبة في الإبقاء على حضورها العسكري في ليبيا.

وسيتم خلال هذه الزيارة تقييم العلاقات التاريخية بين تركيا وليبيا في جميع جوانبها، ومناقشة الخطوات التي تعزز من التعاون الثنائي بمشاركة الوزراء المعنيين من كلا البلدين.

ويضم وفد الحكومة الليبية إضافة إلى الدبيبة وزراء الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش، والداخلية خالد مازن، والصحة علي الزناتي، والحكم المحلي بدرالدين التومي، والمالية خالد عبدالله، والمواصلات محمد الشهوبي، والاقتصاد والتجارة محمد الحويج، والنفط والغاز محمد عون، والتخطيط فاخر أبوفرنة، والصناعة والمعادن أحمد أبوهيسة، والإسكان والتعمير أبوبكر الغاوي، والتعليم العالي والبحث العلمي عمران عبدالنبي.

كما يضم وزيري الدولة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، وشؤون الحكومة ومجلس الوزراء عادل جمعة، إضافة إلى رئيس الأركان العامة الفريق أول ركن محمد الحداد، ورئيس مجلس إدارة الشركة العامة للكهرباء وئام العبدلي ومسؤولين آخرين.

Thumbnail

وبالتزامن مع زيارة الدبيبة إلى تركيا طالب وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس بـ”ضرورة خروج المرتزقة والجنود الأجانب من ليبيا في أقرب وقت”.

وشدد ديندياس الذي أدى زيارة إلى بنغازي الاثنين خلال مؤتمر صحافي مع نائب رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية حسين القطراني على أهمية الحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها ووقف إطلاق النار.

وبالرغم من الدعم الدولي الذي تحظى به حكومة الدبيبة من أجل المضي قدما في ترتيبات أمنية وعسكرية تكرس حالة من الاستقرار في ليبيا إلا أن الغموض لا يزال يلف مصير المرتزقة الذين استعان بهم طرفا الصراع في وقت سابق (حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج سابقا والجيش بقيادة المشير خليفة حفتر).

ولم تبعث تركيا إلى الآن برسائل إيجابية حول مرتزقتها شأنها في ذلك شأن روسيا، حيث أكدت تقارير سابقة أن مرتزقة فاغنر لا يزالون في ليبيا رغم إنكار موسكو لعب أي دور لها في البلاد. وتُعد شركة فاغنر الروسية من المجموعات المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين.

وأكد المرصد السوري في تقرير له الأسبوع الماضي أن أنقرة أرسلت دفعة جديدة من المرتزقة السوريين مؤلفة من 380 عنصرا.

وأبدت حكومة الدبيبة حرصا على إخراج هؤلاء المرتزقة، حيث شددت مؤخرا وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش على “ضرورة خروج كل المرتزقة من الأراضي الليبية بشكل فوري” وذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظرائها الفرنسي والألماني والإيطالي في طرابلس.

وتأخرت عملية إخراج المرتزقة كثيرا حيث ينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف في أكتوبر الماضي بشأن المرتزقة وتوحيد المؤسسة العسكرية على ضرورة أن تغادر كافة القوات الأجنبية ليبيا بحلول 23 يناير.

4