هل تنجح إنجلترا في نيل المجد الأوروبي على أرضها

يأمل غاريث ساوثغيت أن تكون الثالثة ثابتة كي يقود الأسود الثلاثة إلى لقب كبير في كأس أوروبا لكرة القدم، وذلك بعد بلوغه نصف النهائي مرتين في بطولتين على رأس منتخب إنجلترا. وكان نجاح ساوثغيت في قيادة منتخب إنجلترا إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم في روسيا 2018، قد رفعه إلى مصاف الأبطال.
لندن - تملك إنجلترا فرصة ذهبية للذهاب بعيدا نحو لقب كأس أوروبا لكرة القدم، عندما تخوض مبارياتها في دور المجموعات والأدوار الإقصائية على أرضها في نسخة موزعة بين 11 مدينة قارية.
وبعد أربع سنوات على رأس منتخب الأسود الثلاثة، يستفيد المدرب غاريث ساوثغيت من نضج لاعبيه رحيم سترلينغ وماركوس راشفورد وهاري كاين هداف المونديال الأخير، فيما يطرق باب التشكيلة الأساسية الشبان جايدون سانشو، فيل فودن ومايسون ماونت، أو حتى المراهق جود بيلينغهام.
بمعدل أعمار يبلغ 25 عاما و3 أشهر، تملك إنجلترا تشكيلة من الأصغر في النهائيات. وبرغم هذا المعدل، إلا أن 11 من لاعبيها ضلعوا في نهائي مباريات أوروبية، ليكتسبوا خبرة كبيرة على الساحة القارية.
في التجربة الأخيرة لإنجلترا على أرضها في البطولة القارية، بلغت عام 1996 نصف النهائي عندما خسرت أمام ألمانيا بركلات الترجيح، ولم تنجح بعدها في بلوغ هذه العتبة. آنذاك أهدر ساوثغيت ركلة ترجيحية مهدت لخروج بلاده.
لكن أفضل نتائج إنجلترا على أرضها، كانت في مونديال 1966 عندما أحرزت لقبها الوحيد على ألمانيا الغربية أيضا بعد التمديد 4-2. وبرغم عودة جون ستونز إلى مستوياته مع مانشستر سيتي، إلا أن الدفاع يُعدّ نقطة الضعف في تشكيلة إنجلترا، حيث يعاني هاري ماغواير من إصابة بكاحله، كما سيعاني لاعبو ساوثغيت من الضغوط.
إنجلترا تملك فرصة للذهاب بعيدا نحو لقب كأس أوروبا، عندما تخوض مبارياتها في دور المجموعات والأدوار الإقصائية
وقال ساوثغيت “ذهننا صاف في ما يتعلق بهذا الموضوع، ويتعين علينا العيش مع التوقعات”، مقرا أن عدم بلوغ نصف النهائي على الأقل سيعتبر “على الأرجح” بمثابة الفشل.
أضاف لاعب الوسط الدفاعي السابق “هل نحن جاهزون للفوز؟ بلغنا نصف النهائي مرتين، لذا الخطوة التالية تكمن بالذهاب أبعد”، مشيرا إلى نصف نهائي مونديال 2018 عندما حل رابعا بعد الخسارة في دور الأربعة أمام كرواتيا، ودوري الأمم الأوروبية 2019.
لهذا السبب، يتعين عليه تصدر مجموعة تضم كرواتيا وتشيكيا وأسكتلندا، كي يضمن اللعب على ملعب ويمبلي في ثمن النهائي.
وستكون مواجهتهم مع كرواتيا ثأرية، بعدما حطموا أحلامهم في المونديال، كما يواجهون الجار الأسكتلندي بعد 25 عاما من لقاء كأس أوروبا عندما قادهم بول غاسكوين إلى الفوز 2-0 في دور المجموعات عام 1996.
وأمام تشيكيا، يستعيد الإنجليز مواجهتي التصفيات عندما فازوا 5-0 ثم خسروا في براغ 1-2. فازوا 7 مرات في 8 مباريات ضمن التصفيات، مسجلين 37 هدفا مقابل 6 في مرماهم.
الذهاب بعيدا
من ناحيتها تنوي تشيكيا الوصول إلى مسافة بعيدة في كأس أوروبا في كرة القدم، لكن يتعين عليها تخطي غياب مدافعها المخضرم أندري كوديلا الموقوف بسبب حادثة عنصرية.
وفرضت عقوبة الإيقاف على كوديلا في أبريل لعشر مباريات في جميع المسابقات الدولية، وذلك على خلفية اتهام مدافع سلافيا براغ بتوجيه إهانات عنصرية للمدافع الفنلندي الأسود البشرة في صفوف رينجرز الأسكتلندي غلين كامارا خلال مباراة في “يوروبا ليغ”.
وفي غياب كوديلا، يعوّل المدرب ياروسلاف شيلهافي على لاعب وسط وست هام الإنجليزي توماش سوتشيك، ولاعب وسط هرتا برلين الألماني فلاديمير داريدا ومدافع وست هام الآخر فلاديمير كوفال.
وتوج المنتخب باللقب مرة واحدة تحت علم تشيكوسلوفاكيا عام 1976، فيما وصل إلى النهائي مرة واحدة بعد الانفصال عن سلوفاكيا عام 1993، وذلك في نهائيات 1996. وبالنسبة للمدرب شيلهافي، فان تأجيل النهائيات من 2020 إلى 2021 بسبب فايروس كورونا، كان مفيدا.
كتابة التاريخ
بعد 23 عاما من ظلام الغياب عن المسابقات الكبرى، تعود أسكتلندا للمشاركة من بوابة كأس أوروبا في كرة القدم، حيث يحاول رجال المدرب ستيف كلارك بلوغ الأدوار الإقصائية للمرة الأولى في تاريخهم.
واحتاجت أسكتلندا التي شاركت مرتين في كأس أوروبا (1992 و1996) ولعبت آخر مرة في المونديال عام 1998، لركلات الترجيح لتفوز على مضيفتها صربيا 5-4 بعد التعادل 1-1، فعادت إلى كأس أوروبا بعد ربع قرن من الغياب.
وتصدى الحارس ديفيد مارشال للركلة الترجيحية الخامسة التي سددها ألكسندر كاتاي، ليمنح منتخب بلاده بطاقة التأهل عن المسار الثالث في ملحق دوري الأمم الأوروبي.
ونالت أسكتلندا تذكرتها بعد إخفقاها في التصفيات الرئيسة، وبعد الخسارة المحبطة ضد كازاخستان في مارس 2019 بثلاثية نظيفة، دفع المدرب أليكس ماكليش الثمن بإقالته من منصبه.
وتعود المشاركة الأخيرة لأسكتلندا في البطولة إلى عام 1996 التي أقيمت في الجارة اللدودة إنجلترا وحلت وقتها ثالثة في مجموعة ضمت إنجلترا التي ستواجهها مجددا بالإضافة إلى كرواتيا وتشيكيا.
وستكون المباراة الأولى على أرضها في ملعب هامبدن بارك ضد تشيكيا في 14 يونيو أمام جمهور متوقع بـ12 ألف متفرج بسبب بروتوكول فايروس كورونا.
وصحيح أن أسكتلندا عانت في آخر ربع قرن لمجرد التأهل إلى البطولات القارية، إلا أن تاريخها يعج بالنجوم الكبار على غرار كيني دالغليش، غراهام سونيس ودنيس لو.
وقد استفادت بشكل كبير من رفع عدد المشاركين إلى 24 منتخبا لتضمن وصولها إلى الحدث القاري. ويتوقف نجاح فريق المدرب كلارك في بلوغ الأدوار الإقصائية، كثيرا على المباراة الأولى ضد تشيكيا، قبل خوض مواجهتين صعبتين ضد إنجلترا على ملعب ويمبلي وكرواتيا في غلاسكو.