هل تتدخل الرياض لرأب الصدع بين الحريري وجعجع

دخول الرياض على خط الوساطة بين القوات والمستقبل قد يحقق اختراقا على مستوى العلاقة بينهما لاسيما وأن لبنان يمر بوضع مأزوم غير مسبوق.
الاثنين 2021/03/08
الأوضاع الداخلية المأزومة في لبنان محور اللقاء الذي جمع وليد البخاري وسمير جعجع

بيروت- كشفت مصادر إعلامية لبنانية عن لقاء جمع السفير السعودي لدى بيروت وليد البخاري، برئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب، تم التطرق خلاله للأوضاع الداخلية المأزومة في لبنان.

ويثير اللقاء من حيث توقيته تكهنات عدة من بينها إمكانية استئناف السفير السعودي جهود رأب الصدع بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية حيث تشهد العلاقة بين الطرفين توترا، رغم القواسم المشتركة الكثيرة التي تربطهما.

وأجرى السفير السعودي منذ عودته إلى لبنان، العديد من الزيارات واللقاءات شملت نظرائه من السفراء العرب والأجانب، في استطلاع للمواقف بشأن الوضع اللبناني، وتقول المصادر إن البخاري يبدو أنه خيّر البدء من معراب في مستهل جولة على القيادات السياسية اللبنانية.

الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: لقد كنا في مرحلة شروط وشروط مضادة، فصرنا في مرحلة تحديات وتحديات قاتلة

ويمر لبنان بوضع غير مسبوق منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975/ 1990) في ظل انهيار مالي واقتصادي وشلل سياسي انعكس فشلا في تشكيل حكومة جديدة، منذ أغسطس الماضي.

وتقول أوساط سياسية متابعة إن الإشكال بين الحريري وجعجع يكمن في الأولويات لهذا لا يبدو أن أيا من الطرفين حريص على الإقدام على الخطوة الأولى تجاه الآخر، فرئيس الوزراء المكلف يرى بأن الوضع المأزوم يفترض تشكيل حكومة اختصاصيين بقيادته لوضع البلد على سكة الإصلاح.

في المقابل فإن لجعجع مقاربة أخرى حيث يعتبر أن الذهاب لانتخابات نيابية مبكرة ضرورة ملزمة لإنهاء احتكار القوى السياسية الراهنة للمشهد، معتقدا أن تشكيل حكومة جديدة لن يحقق أي فائدة مرجوة طالما يسيطر حزب الله وحليفاه التيار الوطني الحر وحركة أمل على المجلس التشريعي.

وكان نواب حزب القوات رفضوا المصادقة على تسمية الحريري لرئاسة الوزراء في خطوة أججت التوتر بين الجانبين.

ويرى مراقبون أن دخول الرياض على خط الوساطة بين القوات والمستقبل قد يحقق اختراقا على مستوى العلاقة بينهما لاسيما وأن الوضع في لبنان يتدحرج من سيء إلى أسوأ.

ويشهد لبنان لليوم السادس على التوالي مسيرات احتجاجية تندد بالأوضاع المعيشية، وقال البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الأحد، إن اللبنانيين صاروا لا يستطيعون شراء غذائهم ودوائهم.

وأضاف الراعي “هناك من يتساءل لماذا ينفجر الشعب؟ ومن وراءه؟”، مضيفاً “كيف لا يثور هذا الشعب وقد فرغ جيبه من المال، ولا يستطيع شراء خبزه والمواد الغذائية والدواء، وتأمين التعليم والعلاج”؟

وانتقد الراعي استمرار التأخر في تشكيل الحكومة، قائلا “لقد كنا في مرحلة شروط وشروط مضادة، فصرنا في مرحلة تحديات وتحديات قاتلة تودي بالبلاد والشعب والكيان”.

2