هل أهدى ترامب طالبان نصرا دون مقابل

تعهّد الرئيس الأميركي بإخراج قواته من أفغانستان يأتي في سياق تنشيط حملته الانتخابية وزيادة حظوظه للفوز بولاية ثانية.
الجمعة 2020/10/16
تقوية شوكة طالبان في محادثات السلام

كابول – قال عبدالله عبدالله رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية التابع للحكومة الأفغانية الخميس إن تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تطالب بعودة القوات الأميركية إلى الولايات المتحدة بحلول عيد الميلاد أعطت حركة طالبان المتمردة اليد العليا في مفاوضات السلام.

ونشر ترامب التغريدة الأسبوع الماضي بعد ساعات من إعلان مستشاره للأمن القومي أن واشنطن ستقلص عدد قواتها في أفغانستان إلى 2500 فرد بحلول أوائل العام المقبل، فيما رحبت طالبان بالإعلان.

عبدالله عبدالله: طالبان قد تعود بالقوة في حالة انسحاب الولايات المتحدة
عبدالله عبدالله: طالبان قد تعود بالقوة في حالة انسحاب الولايات المتحدة

وجاء تعهّد ترامب في سياق تنشيط حملته الانتخابية وزيادة حظوظه للفوز في استحقاق الثالث من نوفمبر، علما أن انسحابا كاملا في مهلة زمنية قصيرة يعد أمرا غير عملي، من شأنه إضعاف كابول في محادثات السلام.

وقال عبدالله عبدالله في مقابلة نشرتها صحيفة فايننشال تايمز “لم يقدم أحد أي توضيح”، مضيفا أن طالبان “قد ترى ذلك في مصلحتها” وتعود بالقوة في حالة انسحاب الولايات المتحدة.

وورد في الاتفاق الذي أبرمته الولايات المتحدة وطالبان في فبراير أن القوات الأجنبية ستغادر أفغانستان بحلول شهر مايو 2021 مقابل ضمانات بمكافحة الإرهاب من طالبان التي وافقت على التفاوض بخصوص وقف دائم لإطلاق النار وصيغة لتقاسم السلطة مع الحكومة الأفغانية.

وشاركت الولايات المتحدة هذا الأسبوع في ضربات جوية على حركة طالبان في بداية هجوم في إقليم هلمند بجنوب أفغانستان استولت خلاله قواتها على نقاط تفتيش كبيرة وأغلقت العاصمة الإقليمية.

وهذا أول هجوم كبير لطالبان منذ بدء المحادثات بينها وبين الحكومة الشهر الماضي وإحدى أكبر الهجمات منذ التزام المسلحين بوقف إطلاق النار في إطار اتفاق بين الحركة وواشنطن في فبراير لسحب القوات الأميركية.

ويختبر هجوم طالبان على إقليم هلمند عزيمة الحكومة في بداية محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب، وقد يعيق تحقيق الوعد الذي قطعه ترامب قبل الانتخابات بإعادة باقي القوات الأميركية إلى الديار بحلول أعياد الميلاد.

وحذر دبلوماسيون ومسؤولون من أن تصاعد العنف يُضعف الثقة اللازمة لنجاح محادثات السلام في الدوحة.

وفي إشارة إلى استمرار المفاوضات قال متحدث باسم طالبان ومفاوض تابع للحكومة الأفغانية الأربعاء إن بعض مفاوضي الجانبين اجتمعوا بعد توقف لبحث القضايا الخلافية و”طرح الحلول”.

5