هستيريا المقدسات ترفع أسهم إذاعة القرآن الكريم في مصر

مغردون يستغربون الضجة المثارة، متسائلين عن ماهية المقدس الذي لا يجب التطرق إليه، خاصة أن الأمر زاد عن حده ووصل إلى التحريض على صانع المحتوى من بعض الحسابات.
الخميس 2020/10/22
جدل سيختفي بعد أيام

#ادعم_إذاعة_القرآن_الكريم هاشتاغ متصدر في مصر، ردا على مقطع فيديو لصانع محتوى كوميدي يسخر من المذيعين في الإذاعة. وفيما رأى البعض أنّ ذلك “إهانة”، طالب آخرون من الإذاعة تقييم ما تقدمه إذا كان يناسب شباب مواقع التواصل الاجتماعي اليوم.

القاهرة - شهدت مواقع التواصل الاجتماعي جدلا كبيرا في مصر اليومين الماضيين على خلفية مقطع فيديو متداول لصانع محتوى كوميدي يدعى محمد أشرف يسخر فيه من أداء مذيعين في إذاعة القرآن الكريم.

وفيما عد مغردون مقطع الفيديو تطاولا رافضين الإساءة للمذيعين قال آخرون إن السخرية لا يجب أن تستثني أحدا، مطالبين الإذاعة بتقييم أدائها في عصر مواقع التواصل الاجتماعي.

ولم يهدأ الجدل رغم اعتذار أشرف، حتى وصل الأمر إلى تلقيه تهديدات على حساباته على المواقع الاجتماعية.

وقال أشرف إنه لم يقصد الإساءة إلى المقرئين في إذاعة القرآن الكريم، بل كان يقلد المذيعين الذين يقدمون الفواصل والتقديمات على الإذاعة، مؤكدا أن مقطع الفيديو قديم ومر عليه عام ولا يعلم سبب انتشاره حاليا.

كما دخلت دار الإفتاء المصرية على الخط بإصدار بيان رفضت فيه السخرية من الإذاعة ومذيعيها، كما أضافت عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، أن “إذاعة القرآن الكريم بمثابة مدرسة تربوية متكاملة داخل كل بيت ومحل عمل ووسيلة انتقال ومواصلات”.

ووجه حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الشؤون القانونية بالهيئة لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية على الفور ضد محمد أشرف صاحب فيديو السخرية من الإذاعة ورموزها.

وأفاد بيان بأن “الهيئة الوطنية للإعلام لن تتهاون حتى ينال هذا الشخص العقاب الذي يستحقه على سخريته من قامات إعلامية نعتز ونفتخر بها جميعا قدمت برامج دينية هادفة متميزة رسخت قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف الوسطي”.

وحذرت الهيئة “بشدة” في البيان “أي جهة أو شخص ينتهج مثل هذا النهج المتدني غير مقبول والذي أقل بأن يوصف بالانحطاط الأخلاقي وأنها سوف تقوم باتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضده”.

واستغرب مغردون الضجة المثارة، متسائلين عن ماهية المقدس الذي لا يجب التطرق إليه، خاصة أن الأمر زاد عن حده ووصل إلى التحريض على صانع المحتوى من بعض الحسابات.

وقال الإعلامي المصري محمد عبدالرحمن:

MhmdAbdelRahman@

في عالم موازي كان المفروض إذاعة القرآن الكريم بذات نفسها تدي (تعطي) مثال على التسامح وتستضيف محمد أشرف اللي وضح موقفه واعتذر عن سوء الفهم اللي حصل، وبعدها يتعمل اجتماع يطرح فيه سؤالان اثنان، هل ما تقدمه الإذاعة الآن مناسب لشباب السوشيال ميديا؟ وما متوسط أعمار مستمعيها خصوصا تحت الثلاثين؟

كما انتقد الإعلامي من وصفهم بـ”دبابير مواقع التواصل” وكتب:

MhmdAbdelRahman@

القاعدة الشهيرة تغيرت، بات ناقل الكفر كافرا، دبابير السوشيال ميديا لا يفرقون بين صاحب التصريح والجريدة التي تنشره فيلسعون الجميع.

وكتب معلق على فيسبوك:

Ahmed Sakr

كان نفسي إذاعة القرآن الكريم تسيبها من العك (الجدل) بتاع المجلس القومي لحقوق الإعلام ده وتركب الترند بشكل مختلف وتستغل لحظة نادرة صنعتها الأزمة والهيستريا وطلعتهم على المسرح.

يعني أرشيف لينكات البرامج مع شوية صرف في السوشيال ميديا على حلقات وموضوعات بعينها يربطوها بمواضيع الشباب اللي محتاج يسمع فيها كلام مفيد، لأن فعليا الشباب معدش بيسمع كلام مفيد لا في المدرسة ولا في البيت.

إعلان عن تطوير وفتح الباب لتعيين مواهب شابة في طرق التقديم وطرق الطرح والموضوعات.

دعوة للأستاذة هاجر سعدالدين عشان تستضيف الشاب اللي عمل الستاند آب من سنة ولا حد خد باله منه ولا منهم أصلا لولا لحظة الهستيريا الحالية اللي طلعتهم هما الاتنين على المسرح. وباتت المؤسسات الدينية في العالم تستغل وسائل التواصل لمساعدة الناس في نشر أفكارهم والعبادة من خلالها.

ويستخدم الناس مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدتهم في تشكيل الدين مع ميولهم الشخصية بطرق ملموسة. فقد أتيح لهم قدر أكبر من المعلومات والآراء وأصبح بإمكانهم أن يحددوا بأنفسهم الإيقاع والمسار الديني اللذين يناسبانهم.

ولا تزال الديانات في العالم تغير من نفسها لتواكب التطورات المتلاحقة منذ قرابة ألفي عام. ولعل الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي هي آخر التطورات التي أجبرتها على التغيير.

وقال معلقون إن المؤسسات الدينية في مصر يجب أن تواكب ثوة الإنترنت.

معلقون: المؤسسات الدينية في مصر يجب أن تواكب ثوة الإنترنت
معلقون: المؤسسات الدينية في مصر يجب أن تواكب ثوة الإنترنت

وطالب معلقون الإذاعة بالاستماع إلى احتياجات جيل شبكات التواصل الاجتماعي ومعرفة نوعية المحتوى الذي يريد سماعه وتوفير روابط على مواقع التواصل، مؤكدين أنه من مصلحة الجميع أن تتطور إذاعة القرآن الكريم وتواكب العصر واحتياجاته حتى يزداد إقبال الناس على سماعها ويستفيدوا من خلالها بمحتوى يحث على مكارم الأخلاق التي يعاني المجتمع من أثر غيابها.

وأكد معلقون أن ما يحدث حاليا “محرقة للجميع”، فـ”الشاب سيسجن ومستقبله سيضيع. أما الإذاعة فلن يستمع إليها أحد كالعادة لأن كل هذا الجدل سيختفي خلال أيام”.

من جانبها، أصدرت إذاعة القرآن الكريم عبر صفحتها على فيسبوك، بيانا وصفت فيه محمد أشرف بـ”مهرج غير مضحك”.

وعلقت الإذاعة عبر حسابها

إذاعة القرآن الكريم من القاهرة تشكر كل من قام بتفعيل هاشتاغ #ادعم_إذاعة_القرآن_الكريم، جزاكم الله خيرا ونفع بكم وأعز بكم الإسلام وأسعد بكم المصطفى صلى الله عليه وسلم وجمعكم به وباهى بكم ملائكته وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين”.

ويذكر أن إرسال إذاعة القرآن الكريم في مصر بدأ بعد موافقة الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر يوم 25 مارس لسنة 1964 بمدة إرسال قدرها 14 ساعة يوميا من 6:00 صباحا حتى 11:00 صباحا ومن 2:00 ظهرا حتى 11:00 مساء على موجتين قصيرة وطويلة، وذلك لمكافحة تحريف كبير حدث في أوائل الستينات من القرن الماضي لطبعات من المصحف.

19