هدم عقارات في سلوان ينذر بموجة جديدة من العنف في القدس

فلسطينيون في سلوان يقولون إنه من شبه المستحيل الحصول على تصاريح بناء ويرون أن الهدم هدفه طردهم من القدس الشرقية.
الأربعاء 2021/06/30
سياسة تمييزية ضد الفلسطينيين

القدس – أشعل إقدام السلطات الإسرائيلية على هدم متجر فلسطيني في حي سلوان بالقدس الشرقية الثلاثاء اشتباكات بين الشرطة ومحتجين فلسطينيين اتهموا السلطات بالتمييز في المعاملة في ما يتعلق بتصاريح البناء في المدينة.

وتعتزم إسرائيل هدم الحي المكون من 100 منزل يسكنها نحو 1200 شخص بالكامل. وحاليا أصدرت السلطات الإسرائيلية قرارات بهدم 20 عقارا في الحي. وهدمت جرافة رافقتها الشرطة الإسرائيلية محل جزارة مملوك للفلسطيني حربي رجبي في الحي المطل على المسجد الأقصى.

والمتجر واحد من العقارات التي سبق وأن صدر قرار بهدمها. ويقول السكان إن السلطات الإسرائيلية تخطط لإقامة حديقة توراتية (أماكن تزعم وجود آثار تاريخ سابق لليهود عليها) على أنقاض الحي.

وقال محمود بسيط الذي يدير محل الجزارة إن أسرة من 14 فردا كانت تعتمد في عيشها على الدخل من هذا المتجر. وأضاف أنهم ليس لديهم أي مصدر دخل آخر، وأنه سيتعين عليه البحث عن عمل جديد.

وأكد نائب رئيس بلدية القدس أرييه كينغ أن “نحو 20” مبنى في سلوان تلقت أوامر بالهدم. وكشف بأن هناك نحو 60 مبنى آخر مخالفا للقانون.

ويقول فلسطينيون في سلوان إن من شبه المستحيل الحصول على تصاريح بناء ويرون أن الهدم هدفه طردهم من القدس الشرقية. لكن كينغ قال إن البلدية وافقت على بناء المئات من المنازل الفلسطينية الجديدة في سلوان.

وأعلن مسعفون فلسطينيون أن 13 شخصا أصيبوا في مواجهات الثلاثاء في سلوان. وقالت الشرطة إن ضابطين أصيبا بالحجارة وإنها اعتقلت ثلاثة أشخاص بسبب الإخلال بالنظام والاعتداء.

وكانت البلدية قد أمهلت الفلسطينيين حتى 28 يونيو لهدم العقارات بأنفسهم. وقال كينغ إنه سيتم إخلاء الأرض تمهيدا لإقامة الحديقة ومبان عامة. وأضاف أن ارتباط سلوان بالعهد القديم يجعلها “موقعا تاريخيا مهما”.

وقال نادر أبودياب (55 عاما) الذي تلقى أيضا أمرا بالهدم، إن أحفاده يسألون أسئلة لا يستطيع الإجابة عنها، مضيفا “إنهم أطفال، ماذا أقول لهم؟ أنهم سيهدمون بيتنا؟”.

وذكر شقيقه فخري أنه تقدم سبع مرات بطلب للحصول على تصريح إسرائيلي لتوسعة منزله في سلوان لكنها رُفضت كلها. وأضاف أن أكثر من مئة فلسطيني قد يصبحون بلا مأوى إذا استمرت موجة الهدم الحالية.

وكان مستقبل حي آخر من أحياء القدس الشرقية وهو حي الشيخ جراح بؤرة مشتعلة في قلب القتال الذي دار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الشهر الماضي. وحذرت حركة حماس الثلاثاء من الإجراءات الإسرائيلية في حي البستان، وقالت إنها “تجاوز جديد للخطوط الحمراء”.

ولا يستبعد مراقبون أن تؤدي عمليات الهدم في سلوان أو الشيخ جراح إلى تفجر العنف من جديد، وإن كانت حماس لا تبدي حماسة لأي اندفاعة هذه المرة في ظل قلقها من الائتلاف الحكومي الجديد في إسرائيل وطبيعة رده.

2