هاريس أمام فرصة كتابة تاريخ أميركي جديد

المرشحة لمنصب نائبة الرئيس في حملة بايدن تملك سجلا حافلا في تحطيم الحواجز غير المرئية ورفعت درجة الحماس لدى الديمقراطيين.
الاثنين 2020/11/02
إثارة الحماس

واشنطن - اختار المرشح الديمقراطي جو بايدن نائبة له كمالا هاريس عضو مجلس الشيوخ المولودة لأب مهاجر من جاميكا ولأم مهاجرة من الهند لتصبح أول امرأة سمراء البشرة وأول شخص من أصول آسيوية يدخل الانتخابات الرئاسية لأحد الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة.

وستدخل هاريس وهي تبلغ من العمر 56 عاما وتنتمي للجيل الأصغر من بايدن، التاريخ، إذا ما أصبحت نائبة لرئيس الولايات المتحدة في انتخابات الرئاسة الثلاثاء، وستصبح على الفور في وضع قوي يتيح لها السعي للترشح للرئاسة بعد أربع سنوات من الآن.

ولهاريس عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا سجل حافل في تحطيم الحواجز غير المرئية، فقد كانت أول امرأة تتولى منصب المدعي العام في سان فرانسيسكو كما أنها أول امرأة ملونة تُنتخب مدعيا عاما في كاليفورنيا.

ومن الممكن أن تفيد بخبرتها في العدالة الجنائية إدارة بايدن في معالجة قضايا المساواة العرقية وأداء الشرطة لعملها وذلك بعد أن اجتاحت الاحتجاجات البلاد هذا العام.

وتطلعت هاريس، المولودة لأم وأب هاجرا إلى الولايات المتحدة من الهند وجاميكا على الترتيب، إلى أن تصبح أول امرأة تشغل مقعد الرئاسة في البلاد عندما نافست بايدن وغيره على ترشيح الحزب الديمقراطي في 2020.

وخرجت من سباق ترشيح الحزب الديمقراطي في ديسمبر الماضي بعد حملة دعاية تأثرت سلبا بتأرجح آرائها في الرعاية الصحية وتذبذب موقفها من ماضيها في سلك الادعاء العام.

وتجاهل بايدن بعضا من الكلمات القاسية التي نعتته بها هاريس خلال سعيها للفوز بترشيح الحزب واختارها لتكون رفيقته على البطاقة الانتخابية في أغسطس الماضي. وقد أثبتت جدارتها بسعيها خاصة لاستمالة النساء والتقدميين والناخبين الملونين الذين لهم أهمية بالغة لآمال الحزب في الفوز بالانتخابات.

كما أصبحت هاريس، التي كونت شبكة من المتبرعين خلال مساعيها لدخول مجلس الشيوخ والوصول إلى البيت الأبيض، عنصرا فعالا في ما حققه بايدن من أرقام قياسية من التبرعات في الأشهر الأخيرة من حملة الدعاية، ولكن اختيارها أثار جوا من الإثارة في أوساط القاعدة الشعبية الديمقراطية وفي صفوف المتبرعين للحزب.

اقترب موعد الحسم
اقترب موعد الحسم

وقال جويل باين المخطط الاستراتيجي الديمقراطي الذي عمل في حملة هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة لعام 2016 “هاريس كانت دائما أكثر شخصية مقنعة كرفيق لبايدن في الانتخابات لأنها تملك القدرة على مساعدته في توحيد التحالف الديمقراطي عبر خطوط الأعراق والأجيال كما أنها استطاعت رفع درجة الحماس على مستوى القاعدة”.

وساهمت اتهامات من جانب التقدميين بأن هاريس لم تبذل جهدا كافيا للتحقيق في حوادث إطلاق الشرطة للنار وقضايا أدين فيها متهمون بالخطأ عندما كانت مدعية عامة في كاليفورنيا في الحكم بالفشل على سعيها للفوز بالرئاسة لكن هذه الاتهامات لم تظهر تقريبا خلال الفترة التي قضتها على بطاقة بايدن الانتخابية.

وكما فعل مع بايدن، سعى الرئيس دونالد ترامب وحملة الدعاية الجمهورية لإعادة انتخابه لتصوير هاريس كأداة في يد “اليسار الديمقراطي” الذي سيمارس السلطة والتأثير من وراء الكواليس في رئاسة بايدن.

ويبدو أنها استطاعت قبل أن يختارها بايدن القضاء على المخاوف بين البعض في معسكر بايدن من أن لديها طموحا شخصيا زائدا قد لا يجعل منها الشريك الجدير بالثقة، فقد أثبتت أنها تستطيع العمل كواحد من أفراد الفريق وقبلت دورا لا تسلط عليه الأضواء وعقدت لقاءات عبر الإنترنت، بل وحضرت بنفسها بعض اللقاءات التي لم تحظ بتغطية إعلامية تذكر.

وتحدثت هاريس عما سيفعله بايدن للبلاد إذا ما انتخب رئيسا وشنت هجوما حماسيا على ترامب وقالت عن بايدن في المناظرة التي شاركت فيها في أكتوبر أمام مايك بنس نائب الرئيس “جو وأنا تربينا بطريقة مماثلة جدا. فقد تربينا على القيم الخاصة بالعمل الدؤوب وقيمة العمل العام وسموه وأهمية الكفاح من أجل كرامة الناس كلهم”.

وحاولت هاريس أن توازن بين واجباتها كمرشحة لمنصب نائب الرئيس ومسؤولياتها في مجلس الشيوخ، فقد استفادت بخبرتها السابقة كمدع عام فأظهرت براعة في توجيه الأسئلة إلى القاضية إيمي كوني باريت أثناء جلسة التصديق على تعيينها في المحكمة العليا في الشهر الماضي وأدمجت الرسالة التي تركز عليها حملة بايدن في ما يتعلق بالرعاية الصحية والتغير المناخي في أسئلتها الموجهة إلى باريت.

6