سفاح في الشام، تقف وراءه قوى إقليمية ودولية، وتوظفه إيران ضد حاضر بلاده ومستقبلها. ولكن ماذا عن الشاعر، الصوت العابر للأزمنة، المنتصر بقوة الكلمة وعمق الوجدان للضحية الإنسانية؟

القصة القصيرة اجتازت مسافات بعيدا عن أصلها في الحكاية، لكنها عنيت مرات بما يجعلها تتأرجح بين سرد الحدث وقصّ الرؤيا، فهي لا تزال في أرض القصّ.

طوبى للكتابة الجديدة، كتابة المستقبل، المكتوبة بالدم قبل الحبر، فهي اليوم في أبهى صورها، لكونها كتبت التاريخين معاً؛ تاريخ الطغيان وتاريخ الكتابة.

ها هم العرب يقفون عاجزين، لا عن نجدة بعضهم بعضاً فقط، وقد فتك بهم الفساد والطغيان، وهانت عليهم أرواح أجمل شبابهم وأنبل من نهض منهم مطالباً بالحرية والكرامة.

مع عمليات تدمير أثار الشام والعراق يتكشف العار الإنساني كاملا، فقد شارك الجميع في عملية إعدام للتاريخ. شارك الغرب وشارك الشرق.

لابد للثقافة العربية، حتى تنهض، من أن تعيد قراءة ذاتها، في ضوء مدنها المحترقة بنار الاستبداد وآهات أبنائها المصلوبين على أعواد المارقين من شقوق التاريخ.

ها هي سيدة بعثية اسمها سوزان كردي، تقرر، بمبادرة مستوحاة من السياق الدموي لسوريا المعاصرة، تغيير شعار حزب البعث، بإسقاط كلمة "حرية" من شعاره التاريخي، واستبدالها بكلمة أخرى.

كيف سيداوي النظام السوري بالبوط جراح نساء حاضنته الاجتماعية اللواتي دفن أبناؤهن أحياء في كتائبه المقاتلة.

روح بطولية ولدت في جيل من الأطفال السوريين شهدوا نشوب الثورة، والحرب ومآسيها، وتحولوا خلال سنوات أربع دهرية إلى أشخاص يكبرون أعمارهم الغضة، ويخوضون معترك المصائر على أرض التراجيديا.

استعارة قانون من العصور الوسطى، لابد أن يفتح الباب لدخول كل العصور الوسطى إلى عصرنا.

أن تستعمل رمزية الذبح مع الأطفال السوريين اللائذين بحمى قرى الجنوب اللبناني، لتكتب رسالة الحاضنة الشعبية لحزب الله إلى جميع السوريين، فهذه هاوية الانحطاط الاخلاقي.

هل يكفي أن نسرد فظائع التواريخ لنتسامح مع رعونة الجماعات البشرية في الملمات الكبرى، والسقطات الأخلاقية لها، أم لنطرح السؤال حول دلالة أن يعيد التاريخ نفسه بالوحشية نفسها.