"نورد ستريم2" محل نزاع داخل البرلمان الألماني

برلين – تسبب خط غاز بحر البلطيق “نورد ستريم2” المثير للجدل في نزاع داخل البرلمان الألماني “بوندستاغ” بين حزبي اليسار والخضر، فيما تواجه الحكومة الألمانية ضغوطا خارجية تقودها الولايات المتحدة لإيقاف هذا المشروع الطاقي العملاق.
وكانت المجموعة البرلمانية لحزب الخضر بالبرلمان الألماني قد قدمت اقتراحا يدعو الحكومة الألمانية إلى النأي بنفسها بلا إبطاء عن هذا المشروع، والحيلولة دون إتمامه.
ورد حزب اليسار أن حزب الخضر يجعل من نفسه بهذا الطلب جماعة ضغط لصالح الغاز الأحفوري الباهظ الثمن والملوث الذي تنتجه الولايات المتحدة.
وقال زعيم المجموعة البرلمانية لحزب اليسار ديتمار بارتش ردا على الاقتراح “بهذا تقدمون عمليا طلبا متطابقا مع توقيع العقوبات الأميركية بصورة تامة”.
وأضاف بارتش أن نورد ستريم2 يصب في مصلحة كل من أوروبا وألمانيا، مضيفا “يجب أن تكون رسالة الحكومة الاتحادية واضحة؛ سيتم الانتهاء من تشييد المشروع دون دفع إتاوات، وألمانيا ستقرر سياسة الطاقة فيها باستقلالية تامة”.
وتواصل ألمانيا المضي قدما بالمشاركة في بناء خط أنابيب الغاز نورد ستريم2 الذي سينقل الغاز المسال الروسي إليها عبر البلطيق، رغم تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتسليط عقوبات على الدول التي ستشارك في مشروع بناء أنبوب الغاز الروسي.
وترى الولايات المتحدة أن هذا الخط سيؤدي إلى زيادة اعتماد ألمانيا على مصادر الطاقة الروسية، ويهاجم ترامب المشروع باستمرار عبر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي.
وفي المقابل، تقول ألمانيا إن ترامب يعارض المشروع لمجرد توفير أسواق لتصريف إنتاج الولايات المتحدة من الغاز الصخري.
وتقول موسكو إن الولايات المتحدة تسعى إلى إفساد المشروع لضمان أن يتمكن مزودو الغاز الطبيعي الأميركيون من بيع الصادرات إلى سوق الاتحاد الأوروبي بسعر أعلى من سعر روسيا.
ويعدّ الغاز الطبيعي الروسي الذي يتميز بفعالية التكلفة بحوالي 30 في المئة أرخص من الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، مما يضع الموردين الأميركيين في وضع غير مُوات. وبالنظر إلى قرب روسيا من الأسواق الأوروبية الأخرى، فإن احتياطياتها الوفيرة من الغاز الطبيعي تجعلها المورد الأكثر موثوقية وفعالية من حيث التكلفة.
وسوف تكون روسيا قادرة على تزويد الأسواق الأوروبية بـ110 مليار متر مكعب (3.9 تريليون قدم مكعب) من الغاز الطبيعي سنويا عندما يبدأ تشغيل نورد ستريم2.
ويرى اقتصاديون أنه من الصعب الحديث عن تبعية ألمانية لروسيا في الغاز، لأنه يتم اشتراؤه في البورصات العالمية ويمكن في كل لحظة وحين تغيير المزوّد، وبالتالي فإن القول إن ألمانيا أسيرة لروسيا في هذا المجال ادّعاء غير دقيق.