نقل مركب خوفو إلى المتحف المصري الكبير

استقر أخيرا مركب الملك خوفو والمعروف باسم “مركب الشمس” في المتحف المصري الكبير السبت، حيث أتمت وزارة السياحة المصرية نقل المركب بنجاح، وتسعى القاهرة من خلال هذه الخطوة إلى الحفاظ على أكبر وأقدم أثر عضوي مصنوع من الخشب في التاريخ الإنساني.
القاهرة – أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية السبت عن إتمام عملية نقل مركب الملك خوفو والمعروف باسم “مركب الشمس” من منطقة آثار الهرم إلى المتحف المصري الكبير المزمع افتتاحه نهاية العام الجاري.
وكان المهندس كمال الملاخ اكتشف في مايو 1954 حفرتين مسقوفتين في الجهة الجنوبية من الهرم الأكبر وبداخلهما مركبان للملك خوفو من الأسرة الرابعة “أسرة بناة الأهرامات” وجرى ترميمهما وتركيبهما لاحقا وعرضهما للجمهور.
وقالت الوزارة إن نقل المركب الأول المصنوع من خشب الأرز ويبلغ طوله نحو 43 مترا ووزنه نحو 20 طنا استغرق 48 ساعة ووصل إلى المتحف المصري الكبير فجر السبت.
وأضافت أن مشروع نقل المركب يهدف إلى “الحفاظ على أكبر وأقدم وأهم أثر عضوي مصنوع من الخشب في التاريخ الإنساني”، مشيرة إلى أن تاريخ صناعة المركب يعود إلى أكثر من 4600 عام.
و”مركب الشمس” أو مركب خوفو الأول، هو أقدم وأكبر السفن الفرعونية، إذ يرجع تاريخه إلى عام 2566 قبل الميلاد.
وكانت المراكب الشمسية مدفونة داخل حفر بجوار المدافن الملكية حيث كان يُفترض بها بحسب المعتقدات الفرعونية أن تنقل المتوفين إلى الحياة الآخرة.
وأوضح المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير عاطف مفتاح أنه جرى نقل مركب خوفو كقطعة واحدة داخل هيكل معدني ورفعها إلى عربة ذكية آلية التحكم عن بعد تم استقدامها من الخارج خصيصا لهذا الغرض، مؤكدا أن هذا المشروع “واحد من أهم المشروعات الهندسية الأثرية المعقدة والفريدة”.
وقال في تصريحات أوردها بيان وزارة الآثار المصرية إن تجارب محاكاة عديدة أجريت قبل تنفيذ عملية النقل لاختبار أداء العربة وثبات الهيكل المعدني فوقها. لافتا إلى أن العملية تمت “بدقة شديدة مع ضمان كافة سبل الحماية للمركب”.
وتقول مصر إن المتحف المصري الكبير الجاري العمل فيه منذ نحو 17 عاما وتوقف لبعض الفترات سيحتوي على أكثر من 100 ألف قطعة أثرية عند افتتاحه.
وقدمت مصر المتحف المصري الكبير المقام على هضبة الجيزة حيث تقع الأهرامات الشهيرة، على أنه موقع أثري هام يضم أثمن الآثار المصرية. ولم يتم تحديد تاريخ الافتتاح الرسمي للمتحف.
وتعول مصر على سلسلة اكتشافات أثرية حصلت أخيرا لإنعاش قطاع السياحة الحيوي في البلاد في ظل الصعوبات التي يواجهها إثر تعرضه لصدمات متعددة، من ثورة العام 2011 إلى جائحة كوفيد – 19 حاليا.
ونقلت السلطات المصرية في أبريل الماضي 22 مومياء لملوك وملكات من مصر القديمة في احتفال ضخم في شوارع القاهرة، لتستقر في مركزها الجديد داخل المتحف القومي للحضارة المصرية.
واكتُشفت معظم هذه المومياوات قرب الأقصر اعتبارا من العام 1881، ولم تغادر المتحف المصري في ميدان التحرير بقلب العاصمة المصرية منذ بداية القرن العشرين.
ومنذ خمسينات القرن الماضي كانت الموميات معروضة واحدة إلى جانب الأخرى في قاعة صغيرة من دون شرح كاف بجوار كل منها.
وأُقِلّت المومياوات كلّ في عربة بمفردها، في غلاف يحتوي على النيتروجين حتى تكون في ظروف مماثلة لتلك التي تُحفظ بها حاليا داخل صناديق العرض في المتحف المصري.
وأقدم هذه المومياوات مومياء سقنن رع تاعا، آخر ملوك الأسرة السابعة عشرة والذي حكم في القرن السادس عشر قبل الميلاد ويُعتقد أنه لقي حتفه عندما تهشمت جمجمته أثناء المعارك مع الهكسوس.
وأعربت سليمة إكرام أستاذة علم المصريات في الجامعة الأميركية بالقاهرة في تصريحات سابقة “من خلال حدث كهذا بما يصحبه من أضواء وبهاء، ستلقى المومياوات ما تستحق من إجلال”.
وأضافت “هؤلاء هم ملوك مصر.. هؤلاء هم الفراعنة. وهذا سبيل لإظهار التبجيل والإجلال”.
وتزخر مصر بآثار تعود إلى عهد قدماء المصريين الذين بنوا الأهرامات إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة.