نعرات عرقية تعمق أزمات الحكومة الإثيوبية

التوترات العرقية في إثيوبيا تشكل التحدي الأكبر أمام رئيس الوزراء آبي أحمد وهو تحدّ يمثل تقويضا للاستقرار الذي قام عليه النجاح الاقتصادي الذي حققته المنطقة.
الجمعة 2020/12/25
صراعات عرقية على الأرض والسلطة والموارد

أديس أبابا- قتل الجيش الإثيوبي 42 مسلحا بعد هجومهم على قرية في إقليم بني شنقول جومز في غرب البلاد، بعد أن أرسلت أديس أبابا تعزيزات أمنية إلى المنطقة للسيطرة على اضطرابات عرقية.

وقال رئيس الوزراء آبي أحمد، الخميس، إنه أرسل قوات إلى إقليم بني شنقول جومز على الحدود مع السودان بعد يوم من إضرام مسلحين مجهولين النار في منازل وقتلهم ما يقرب من مئة شخص في قرية بالإقليم.

وأضاف “مذبحة المدنيين في بني شنقول جومز مأساوية للغاية.. من أجل حل المشكلة من جذورها نشرت الحكومة القوات اللازمة”. ولم تتضح الجهة المسؤولة عن الهجوم ولا أهدافه.

آبي أحمد: مذبحة المدنيين في بني شنقول جومز مأساوية للغاية
آبي أحمد: مذبحة المدنيين في بني شنقول جومز مأساوية للغاية

وتجتاح أعمال عنف إثيوبيا منذ وصول آبي أحمد إلى السلطة وتسريعه القيام بإصلاحات سياسية خففت قبضة الدولة على بؤر صراعات إقليمية، فيما ألهبت الانتخابات المقررة في العام المقبل صراعات على الأرض والسلطة والموارد.

وتشهد ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان أعمال عنف مميتة متكررة منذ تولى آبي أحمد رئاسة الوزراء في العام 2018 وسارع إلى تطبيق إصلاحات ديمقراطية واقتصادية خففت قبضة الدولة في ما يتعلق بكبح العداءات بين الأقاليم.

وتشكل التوترات العرقية التحدي الأكبر أمام آبي أحمد، وهو تحدّ يمثل تقويضا للاستقرار الذي قام عليه النجاح الاقتصادي الذي حققته إثيوبيا مؤخرا.

وذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية التي تديرها الدولة أن خمسة مسؤولين بارزين، من بينهم وزير دولة في الحكومة الاتحادية، اعتقلوا للاشتباه في ضلوعهم في مخالفات أمنية بإقليم بني شنقول جومز. ولم تذكر الوكالة المزيد من التفاصيل بشأن اتهامات محددة موجهة إليهم.

وتأتي أحدث موجة عنف في الوقت الذي يقاتل فيه الجيش الإثيوبي جماعة متمردة أخرى في إقليم تيغراي بشمال البلاد في تطورات تشهد نشرا مكثفا للقوات مما أثار مخاوف من فراغ أمني في مناطق أخرى.

وتحاول أديس أبابا أيضا تطويق خلافات متصاعدة مع الجار السودان، حيث كادت غارات شنتها ميليشيات إثيوبية على منطقة الفشقة الحدودية أن تتسبب في مواجهات مع الجيش السوداني الذي أرسل تعزيزات إلى المنطقة.

وجاءت هذه التطورات بعد إعلان الجيش السوداني الأسبوع الماضي عن سقوط خسائر في الأرواح والمعدات جراء تعرض قواته لاعتداء من ميليشيا إثيوبية قرب منطقة الفشقة، فيما تتهم الخرطوم أديس أبابا بحماية هذه الميليشيات.

5