نصائح في الإقلاع عن ماسك

واحدة من النصائح ما بعد ماسك تكمن في وضع إستراتيجية خروج بما يجب فعله بالبيانات الشخصية وجهات الاتصال في حال تعثر الأمور مع تويتر لأي سبب كان.
الاثنين 2022/11/21
هناك حياة حقيقية خارج تويتر

طالما عبّرت عن احتقاري لفيسبوك وقاومت الوقوع في شراكه، لنفس الأسباب التي يحتقر بها غالبية الناس هذه المنصة بسبب الأخبار المتعلقة بمس الخصوصية والتفاعلات بالابتسامات الوهمية والمجاملات الكاذبة واللغة الوضيعة، ومن فرط احتقاري احتفيت قبل سنوات بتسمية "فيكبوك" التي اشتقتها صحيفة فايننشيال تايمز كتعريف معبر عن فيسبوك. مقابل ذلك عليّ أن أعترف بصعوبة الإحساس بمنسوب الاحتقار نفسه أو أقل منه عندما يتعلق الأمر بتويتر.

لم أصل بعد، ولا أتوقع أن أصل إلى نفس مشاعر الإقلاع عن تويتر بطريقة الإقلاع عن التدخين الصعبة التي يتذرع بها المدخنون، لكن أنا مثل كل المستخدمين بدأت أستعد لحياة ما بعد تويتر، أعني ما بعد إيلون ماسك.

فاستيلاء هذا الثري على المنصة يمكن أن يعلمنا دروسا قيّمة بشأن علاقتنا بالشبكات الاجتماعية. على الأقل للخروج من الفوضى التي تنتظر حساباتنا على تويتر. فيمكن لماسك المتهور والمغرور بثروته الهائلة التي بإمكانها تغيير ما يحدث في العالم الافتراضي والواقعي حتى تصل طموحاته إلى الفضاء، أن "يطردنا" كمستخدمين مثلما ارتكب مجزرة وظائف في الشركة نفسها.

لم أصل بعد، ولا أتوقع أن أصل إلى نفس مشاعر الإقلاع عن تويتر بطريقة الإقلاع عن التدخين الصعبة التي يتذرع بها المدخنون

حيال سؤال يطلقه ملايين المستخدمين لتويتر، ماذا نفعل؟ لسوء الحظ، لا توجد إجابة بسيطة. لكن مشهد الازدراء المستمر يمثل فرصة لنا لتعلم كيفية إقامة علاقات صحية مع المنصات الاجتماعية حتى لا نعتمد على أي منها.

الجميل في الأمر أن المحللين التكنولوجيين وعلماء النفس والكتاب بدأوا يقترحون علينا خطوات مشابهة لِمَا يقترحه الأطباء على مدمني التدخين بغية التحرك خطوة إلى الأمام في مضمار الإقلاع الصحي. بطبيعة الحال ليس بطريقة الروائي الألماني الراحل غونتر غراس الذي عد مواقع التواصل فكرة بغيضة لا يمكن الانتماء إليها، لأن من لديه ألف صديق افتراضي يعني أنه بلا أصدقاء حقيقيين.

لكن إلغاء حساب نشط على تويتر ينطوي أيضا على مخاطر، خصوصا ما يتعلق بواقع استخدام المنصة كمصدر في العمل الصحافي. علاوة على ذلك أدركَ أولئك الذين غادروا تويتر بسرعة، معبرين عن ازدرائهم للثري الجنوب أفريقي الذي صار أميركيا قبل سنوات قليلة، أنهم لم يجدوا بديلا للتعبير عن أنفسهم.

قبل أيام عرّفتنا الزميلة رولا خلف رئيسة تحرير صحيفة فايننشيال تايمز على طريقة تفكير ماسك، فهو صاحب رؤية وفوضوي، محرض على المشاكل، متحديا جيوش المتشككين. يستخف بالاتفاقيات، ويستمتع بالانفعالات الكبيرة، ويتشاجر مع الجميع.

عندما يكون لدينا نزوح جماعي في الانتقال إلى مكان آخر يتصاعد السؤال، ومن هو الآخر؟

مع ذلك، عندما يكون لدينا نزوح جماعي في الانتقال إلى مكان آخر يتصاعد السؤال، ومن هو الآخر؟

هناك جانب مضيء، وفق بريان تشين المحلل التكنولوجي في صحيفة نيويورك تايمز، فهذا الموقف المضطرب مع تويتر المتهور ماسك، يمكن أن يكون بمثابة نموذج يحتوي على دروس قيمة للجميع، بمن في ذلك المغردون العاديون والمشاهير، حول كيفية التنقل بأمان في أي شبكة اجتماعية.

قبل أي خطة للإقلاع، علينا تذكر أن هناك حياة حقيقية خارج تويتر سيجعل تذكرها من السهولة بمكان شق طريقنا إلى الأمام، بعد أن أصبحت مشاكلنا التقنية أكثر تعقيدا. وإنه من المهم أن نعرف أيضا أنه إذا ترك المستخدمون تويتر، فهذه مشكلة تويتر وماسك الذي أقر مبكرا بكساد اقتصادي ينتظر الشركة.

واحدة من النصائح ما بعد ماسك تكمن في وضع إستراتيجية خروج بما يجب فعله بالبيانات الشخصية وجهات الاتصال في حال تعثر الأمور مع تويتر لأي سبب كان، ثم تجنب المبالغة في استثمار الوقت والطاقة في أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي؛ والتحوط في الرهان بالنشر على منصات متعددة تخدم الاحتياجات. "على أهمية هذه النصيحة لم تجعلني أتراجع عن احتقاري لفيسبوك".

20