نجوم عربية في مونديال القوى

تبحث مجموعة من الرياضيين والرياضيات العرب عن النجومية من خلال بطولة العالم الـ17 لألعاب القوى في الدوحة. وتنطلق فعاليات هذه النسخة الجمعة 27 سبتمبر الجاري، وتستمر حتى 6 أكتوبر المقبل، حيث يشارك فيها قرابة 2000 رياضي ورياضية، لكنّ عددا أقلّ من هذا بكثير ينتظر أن يكون بين أبرز النجوم في عالم أمّ الألعاب من خلال هذه النسخة.
الدوحة – تبدو الآمال العربية في حصد الميداليات في بطولة العالم لألعاب القوى التي تنطلق الجمعة في الدوحة، محصورة بحفنة من الأبطال الذين فرضوا أنفسهم على المضمار في الأعوام الماضية.
ويسعى الرياضيون العرب إلى تحقيق رصيد أفضل من نسخة لندن 2017 عندما اكتفوا بذهبيتين وفضيتين وبرونزيتين. وكانت نسخة غوتبورغ السويدية عام 1995 الأفضل للرياضيين العرب من حيث عدد الميداليات، لأنها شهدت حصولهم على ثلاث ذهبيات ومثلها من الفضيات، إضافة إلى برونزيتين.
أما الأبرز من ناحية الذهبيات فكانت باريس عام 2003 مع أربع ذهبيات. ويتصدر المغرب قائمة الدول العربية من حيث عدد الميداليات بـ29 بينها 10 ذهبيات، يليه البحرين بـ10 ميداليات بينها ست ذهبيات.
الولد الذهبي
يسعى العداء المغربي سفيان البقالي إلى الصعود إلى أعلى منصة التتويج في سباق 3 آلاف متر موانع، بعدما حقق الفضية في نسخة لندن قبل سنتين. ويواجه البقالي، رابع أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، منافسة من الكيني بنجامين كيغن الذي توج على حسابه بطلا لأفريقيا، والشاب الإثيوبي غيتنيت والي. وشارك العداؤون الثلاثة في ثلاثة سباقات سويا هذا العام، وحقق كل منهم الفوز مرة.
من ناحيتها تألقت العداءة البحرينية سلوى عيد ناصر خلال الموسم الحالي في سباق 400 متر، وسجلت ثاني أفضل توقيت (49.17 ثانية). لكن ناصر التي طوقت عنقها بالمعدن الفضي في لندن 2017، تواجه منافسة قوية من شوناي ميلر أويبو من جزر الباهاماس الذي فازت بالسباقات الـ11 التي شاركت فيها هذا العام، ومعها أفضل توقيت (49.05 ث). وتبدو البحرينية روز شيليمو مرشحة للدفاع عن ذهبيتها في لندن قبل سنتين في سباق الماراثون. واعتبر رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى محمد بن جلال بأن زمن المشاركة البحرينية من أجل المشاركة ولّى، وأن بطولة الدوحة ستكون محطة هامة للرياضيين قبل منافسات أولمبياد طوكيو 2020.
وقال بن جلال “تمثّل بطولة العالم محطة إعدادية لجميع الرياضيين قبل مشاركتهم في منافسات الألعاب الأولمبية الصيفية المُقبلة في طوكيو”، مضيفا “نأمل تحسين نتائج العدائين والمنافسة بين نجوم العالم من أجل الإعداد القويّ وتقييم المستويات الفنية لجميع العدائين”. وتابع “نشارك في كل نسخة من بطولات العالم بنخبة من خيرة العدائين والعداءات، فزمن المشاركة من أجل المشاركة فقط ولّى والآن نأمل في المنافسة فقط وتحقيق الميداليات”.
سيكون السوري مجدالدين غزال صاحب برونزية لندن 2017، أمام فرصة تحقيق المفاجأة في الوثب العالي بعدما حقق أحد أفضل مواسمه خلال العام الحالي بتتويجه بطلا لآسيا
سيكون السوري مجدالدين غزال صاحب برونزية لندن 2017، أمام فرصة تحقيق المفاجأة في الوثب العالي بعدما حقق أحد أفضل مواسمه خلال العام الحالي بتتويجه بطلا لآسيا في أبريل الماضي في الدوحة متخطيا ارتفاع 2.31 متر، قبل أن يحقق أول فوز له في الدوري الماسي خلال مسيرته وتحديدا في لقاء لندن في 21 يوليو الماضي، مسجلا 2.30 متر. وأحرزت سوريا ذهبية واحدة في بطولة العالم كانت من نصيب غادة شعاع في المسابقة السباعية في غوتبورغ السويدية عام 1995.
وستعوّل قطر على العداء عبدالرحمن صمبا في سباق 400 متر حواجز، علما بأنه يحمل ثالث أفضل توقيت في التاريخ مع (46.98 ثانية) تساويا مع الأميركي راي بنجامين، لكنه يواجه منافسة قوية من النرويجي كارستن وارهولم (أفضل رقم شخصي 46.92 ث).
وعن مواجهته للضغوطات لاسيما أن البطولة تقام في بلده وأمام جمهوره قال صمبا في تصريحات نقلها موقع الاتحاد الدولي “لا أشعر بأي ضغوط لأني أخوض المنافسات على أرض بلادي”. واعتبر صمبا مواطنه بطل العالم في الوثب العالي معتز برشم قدوة له، فهو “بطل كبير وتعلمنا الكثير منه، انه مثال يحتذى به وأريد أن أصبح بطلا للعالم مثله”. وعاد صمبا إلى تعثره بأحد الحواجز في بطولة لندن 2017، معتبرا أن “جميعنا يتعلم من العثرات، الجميع ساندني بعد تلك اللحظة الأليمة وهذا الأمر منحني معنويات عالية”. ولن تكون مهمة برشم حامل ذهبية لندن 2017 في مسابقة الوثب العالي سهلة لأنه ابتعد عن الملاعب لفترة طويلة بعد إصابته صيف عام 2018.
وبعد الفحوص التي أجراها، تبيّن أنه يعاني في أربطة الكاحل، فخضع لعملية جراحية كانت ستبعده حوالي أربعة أشهر، لكن إصابته تفاقمت بعد ذلك ولم يعد إلى المضمار سوى مطلع الصيف الحالي. ولم يشارك برشم سوى ثلاث مرات هذا العام وحقق رقم 2.27 متر مرتين و2.22 متر في لقاء زوريخ حيث حلّ عاشرا، ما يرسم علامة استفهام حول قدرته بالاحتفاظ بلقبه وسط منافسة شديدة متوقعة.
اختبار حقيقي
وتعدّ بطولة العالم لألعاب القوى الثالثة من حيث الأهمية عالميا بعد الألعاب الأولمبية وكأس العالم لكرة القدم. وأعلن الاتحاد الدولي للعبة على موقعه الرسمي مشاركة 1972 رياضيا ورياضية في النسخة الحالية (1054 من الرجال و918 من السيدات)، منهم 37 من أبطال النسخة الأخيرة في لندن قبل سنتين سيدافعون عن ألقابهم في العاصمة القطرية.
وتعتبر البطولة اختبارا حقيقيا لدورة الألعاب الأولمبية المقبلة في طوكيو، ليس فقط من خلال التعرف على جيل جديد من الأبطال، بل أيضا اختبار إقامة السباقات وسط حرارة مرتفعة (معدل 37 درجة مئوية خلال النهار) ورطوبة عالية (تتراوح بين 80 و85 درجة) ما دفع بالمنظمين إلى إقامة السباقات الطويلة كالماراثون وسباقات المشي (20 كلم و50 كلم) في ساعات متأخرة.
اقرأ أيضا: