نتنياهو يشهر سلاح "العرب فوبيا" لوأد حكومة غانتس الضيقة

رئيس الوزراء الإسرائيلي يفضل السير في انتخابات ثالثة على الذهاب في حكومة لا تلبي شروطه سواء لجهة إقصاء حلفائه أو تقاسم رئاسة الحكومة مع خصومه.
الاثنين 2019/11/18
سيناريو إعادة الانتخابات يبقى الأرجح

تل أبيب- تنتهي الأربعاء مهلة تكليف رئيس تحالف “أزرق أبيض” الجنرال السابق بيني غانتس بتأليف حكومة في إسرائيل، وسط حملة تهويل غير مسبوقة يشنها زعيم حزب الليكود ورئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو من مغبة تشكيل حكومة ضيقة تدعمها القائمة العربية المشتركة في الكنيست.

ويخشى نتنياهو من أن ينجح خصمه غانتس في التوصل في الفترة القليلة المتبقية إلى إقناع رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان بتشكيل حكومة أقلية تدعمها القائمة العربية، الأمر الذي يعتبر بالنسبة إليه كارثيا ليس فقط على الصعيد السياسي بل وحتى الشخصي حيث يواجه قضايا فساد من العيار الثقيل قد تدخله إلى السجن.

بيني غانتس: سأفعل كل شيء لمنع جر الإسرائيليين إلى انتخابات للمرة الثالثة
بيني غانتس: سأفعل كل شيء لمنع جر الإسرائيليين إلى انتخابات للمرة الثالثة

ويفضل نتنياهو السير في انتخابات ثالثة، على الذهاب في حكومة لا تلبي شروطه، سواء لجهة إقصاء حلفائه من الأحزاب الحريدية أو تقاسم رئاسة الحكومة مع غانتس.

ووجه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الأحد، دعوة إلى كل من غانتس ونتنياهو بترك خلافتهما الشخصية جانبا، وتشكيل حكومة وحدة، مؤكدا “الشعب لا يريد المزيد من الانتخابات”.

وسبق أن عرض الرئيس الإسرائيلي، الذي يحاول جاهدا تجنب سيناريو إعادة الانتخابات، حلا وسطا يقضي بتغيير القانون للسماح لنتنياهو بالتنحي لفترة غير محددة ليتفرغ لقضاياه القانونية (في إشارة إلى قضايا الفساد المرفوعة ضده)، فيما يتولى غانتس رئاسة الوزراء في هذه الأثناء.

ولم يجد العرض آذانا صاغية من كلا الجانبين، الأمر الذي أسقط فرضية ولادة حكومة وحدة وإنهاء شلل أصبحت تداعياته مثيرة للقلق في الداخل الإسرائيلي.

وأعلن نتنياهو منذ السبت حالة طوارئ معتبرا أن تشكيل غانتس “حكومة تعتمد على النواب العرب يشكل تهديدا على إسرائيل”.

واتهم  عبر موقع فيسبوك زعيم تحالف أزرق أبيض بالكذب على ناخبيه، قائلا “لم يعد يخفي نواياه في تشكيل حكومة مع داعمي الإرهاب من أمثال أحمد الطيبي ورفاقه … أي حكومة أقلية تعتمد على الأحزاب العربية تشكل تهديدا وجوديا لدولة إسرائيل”.

هذه الاتهامات استفزت زعيم تحالف أزرق أبيض الذي سارع إلى اتهام خصمه نتنياهو بعرقلة فرص تشكيل حكومة وحدة واسعة، وكتب على فيسبوك متوجها إلى زعيم الليكود “لاحظت أنك استعملت حالة طوارئ بسبب أن هناك احتمالات لانتهاء حكمك قريبا، لكن، كلا، حالة الطوارئ هي مئات القذائف الصاروخية التي تطلق على إسرائيل”.

وأضاف غانتس “نتنياهو، عليك أن تستوعب، إنني سأفعل كل شيء لمنعك من جر المواطنين إلى انتخابات للمرة الثالثة”. ونددت القائمة العربية المشتركة التي احتلت المرتبة الثالثة في انتخابات الكنيست التي جرت في سبتمبر بحملة التحريض الشرسة التي أطلقها نتنياهو، ضدها. وقالت في بيان الأحد “كلما اشتدت أزمة نتنياهو واقتربت نهاية حكمه يزداد شراسة في هجومه وتحريضه العنصري”.

أفيغدور ليبرمان: الوقت يوشك على الانتهاء ولا بد من إنهاء الأكاذيب والتلاعب
أفيغدور ليبرمان: الوقت يوشك على الانتهاء ولا بد من إنهاء الأكاذيب والتلاعب

ويقول متابعون للشأن الإسرائيلي إن موقف “إسرائيل بيتنا” سيكون المحدد لجهة تشكيل حكومة أو السير في انتخابات ستكون الثالثة خلال أقل من عام، وهو الخيار الأقرب ذلك أن تشكيل حكومة ضيقة فكرة غير قابلة للحياة وهي تحمل بذور تفجيرها منذ البداية.

وقال ليبرمان الأحد “لقد وصلنا إلى اللحظة الحاسمة، الوقت يوشك على الانتهاء ولا بد من إنهاء الأكاذيب والتلاعب”.

وأضاف “خلال الحملة الانتخابية، ومنذ إعلان النتائج وعلى مدار 63 يوما، عدت ودعوت نتنياهو وغانتس إلى تشكيل حكومة وحدة، تعكس إرادة الناخب. نتنياهو تجاهل كل طلباتنا بالتفاوض، ومع غانتس التقينا، لكن على ما يبدو أن الأمور لديه ضيقة وغير متينة”.

وكلف ريفلين غانتس الشهر الماضي بتشكيل الحكومة الجديدة بعدما فشل نتنياهو في تشكيل حكومة بعد الانتخابات التي جرت في سبتمبر وكانت الثانية في نصف عام.

وكان حزب أزرق أبيض تصدر الانتخابات الأخيرة بحصوله على 33 مقعدا، متقدما بمقعد واحد على حزب “الليكود”، بزعامة نتنياهو، إلا أن أيا من الحزبين لم يتمكن من تشكيل ائتلاف يضمن له 61 مقعدا وبالتالي تشكيل حكومة أغلبية.

وجمع نتنياهو دعم 55 نائبا من أحزاب يمينية ودينية، بينما جمع غانتس تأييد 54 نائبا من أحزاب تنتمي إلى الوسط واليسار.

وحصل حزب ليبرمان “إسرائيل بيتنا” على ثمانية مقاعد في الانتخابات الأخيرة، إلا أنه رفض دعم أي من نتنياهو أو غانتس. ويشكك كثيرون في فرضية دعم ليبرمان حكومة ضيقة بدعم من الأحزاب العربية، خشية فقدان خزانه الشعبي، وبالتالي فإن سيناريو إعادة الانتخابات يبقى الأرجح حتى اللحظة.

2