نتنياهو يستل آخر أوراقه الانتخابية: إعلان الحرب على غزة

منافسة حامية قبل الانتخابات العامة الإسرائيلية بين حزب الليكود ومنافسه.
السبت 2019/09/14
حان الوقت لإشهار كل الأسلحة

 تل أبيب - أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، أن بلاده قد تشن حربا على قطاع غزة “في أي لحظة”، فيما بدا أن الهدف من هذا الإعلان هو استمالة الناخب الإسرائيلي، وخاصة المترددين حيال من سيصوتون في انتخابات الكنيست التي لم يعد يفصل عنها سوى 3 أيام.

وتظهر آخر نتائج سبر آراء تقاربا كبيرا بين حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو ومنافسه في الاستحقاق تحالف “أزرق أبيض” الذي يقوده الجنرال السابق بيني غانتس.

وينظر نتنياهو الذي قضى 13 عاما على رأس السلطة في إسرائيل، للانتخابات الحالية على أنها مسألة حياة أو موت، ذلك أن خسارتها قد تشرّع باب السجن أمامه في ظل اتهامات تلاحقه بالفساد وخيانة أمانة.

وأطلق نتنياهو الأسبوع الماضي تصريحات مدوية حيث أعلن اعتزامه ضم غور الأردن الذي يشكل ثلث مساحة الضفة الغربية المحتلة، الأمر الذي أثار تنديدا دوليا لا يزال مستمرا، في المقابل لم يحقق على ما يبدو الغرض المطلوب داخليا، وهو ما كشفت عنه نتائج سبر الآراء التي نشرت الجمعة، حيث لا يزال غانتس قادرا على قلب الطاولة الثلاثاء المقبل.

ويرى خصوم نتنياهو أن تصريحاته بشأن شن حرب على قطاع غزة، وقبلها ضم غور الأردن قبل أيام فقط من الاستحقاق، هي استخفاف من قبله بعقل الناخب الإسرائيلي.

وكان نتنياهو قال لعدة وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، إنه “لا مفر من تنفيذ عملية عسكرية ضد قطاع غزة”، على ضوء انتقادات شديدة موجهة له وتتهمه بالفشل في التعاطي مع هذا الملف.

وعلى الصعيد ذاته، ذكرت القناة الإسرائيلية أن الجيش “رفع الجمعة مستوى الاستعداد على حدود غزة”، وإن كانت الصحيفة ربطت المسألة بتوقعات بتكثيف الفصائل الفلسطينية لقصفها لإحراج نتنياهو، وليس الاستعداد لشن حرب، كما يلوح بذلك نتنياهو.

أفيغدور ليبرمان: نتنياهو خدعني ومنع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس
أفيغدور ليبرمان: نتنياهو خدعني ومنع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس

وأضافت “يخشى المستوى الأمني الإسرائيلي التدهور بسبب التقييم بأن إسرائيل ستمتنع عن الذهاب إلى مواجهة عسكرية واسعة النطاق”. وتابعت “يستعد الجيش الإسرائيلي لاحتمال إطلاق الصواريخ على التجمعات في غلاف غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع أو على مدار الأيام القليلة المقبلة حتى يوم الانتخابات، وكذلك الاحتكاك على السياج ومحاولات التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية”. واستدركت القناة الإسرائيلية “ومع ذلك، ورغم حالة التأهب القصوى، لا توجد تعليمات خاصة لسكان الجنوب الجمعة، كما أن الأنشطة هناك مستمرة كالمعتاد”.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء الجمعة أن 10 فلسطينيين أصيبوا، جراء اعتداء الجيش الإسرائيلي على “مسيرات العودة”، الأسبوعية، شرقي قطاع غزة.

وذكرت الوزارة في تصريح مقتضب، أن 6 من الجرحى، أُصيبوا بالرصاص الحي، فيما لم توضح طبيعة بقية الإصابات.

وتوافد مئات الفلسطينيين، الجمعة، نحو خمس نقاط تقع قرب السياج الأمني الذي تقيمه إسرائيل قرب حدود القطاع، للمشاركة في “مسيرات العودة وكسر الحصار” الأسبوعية.

ومنذ مارس 2018، يشارك فلسطينيون في مسيرات العودة قرب السياج الفاصل بين شرقي غزة وإسرائيل، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم، ورفع الحصار عن القطاع.

وتلاقي تهديدات نتنياهو بشن حرب على غزة استهزاء من وزير الدفاع السابق وزعيم “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان الذي ترجح استطلاعات الرأي أن يعزز تموضعه البرلماني بنحو 10 مقاعد في الانتخابات المقبلة، ما يجعله مخولا لحمل لقب “صانع الملوك” ذلك أنه لا يمكن لأي فائز في الاستحقاق سواء كان الليكود أو “أزرق أبيض” تشكيل حكومة دون مشاركته.

وقال ليبرمان الجمعة ردا على تهديد رئيس الوزراء باجتياح غزة إن “هذه الوعود سمعناها من نتنياهو في وقت مبكر من عام 2009، ومنذ ذلك الحين لم تنفذ”.

وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق الذي خرج من الائتلاف الحكومي العام الماضي جراء خلاف مع نتنياهو بشأن سبل التعاطي مع تصعيد الفصائل الفلسطينية في غزة أن رئيس الحكومة خدعه ومنع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

وأضاف ليبرمان في مقابلة أجرتها معه القناة 12 العبرية أن نتنياهو وحزب الليكود وقعا اتفاقا معه كان أحد بنوده إسقاط حكم حماس في القطاع، و”لكن نتنياهو فعل كل شيء من أجل تجنب هذه العملية”.

وزعم رئيس “إسرائيل بيتنا” أن نتنياهو “منح الحصانة” لقادة “حماس” رغم استمرارهم في تسليح أنفسهم وإنتاج الصواريخ، وقال “قبل أسبوعين قتلت فتاة إسرائيلية بالقرب من دوليب، وبعد ساعة خرج قادة حماس ورحبوا بهذه العملية، إنهم ليسوا خائفين لأن نتنياهو منحهم الحصانة”.

ووصف ليبرمان زيارة نتنياهو لروسيا الخميس، بأنها “زيارة انتخابية وغير أمنية وغير سياسية”.

2