نتنياهو يتجه لفوز "مر" بزعامة الليكود

تل أبيب - صوت الآلاف من أعضاء حزب الليكود اليميني، الخميس، لاختيار رئيس جديد للحزب في انتخابات تمهيدية جمعت متنافسين اثنين وهما رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو وخصمه “العنيد” جدعون ساعر الذي يطمح لخلافته.
ويرجح مراقبون فوز نتنياهو (70 عاما) في هذا الاستحقاق، وإن كان ليس بنسبة كبيرة حيث من المتوقع أن يقتنص ساعر عددا مهما من الأصوات تقارب 30 بالمئة، الأمر الذي ستكون له تداعيات داخل حزب الليكود القابض على مفاصل السلطة في إسرائيل منذ سنوات.
وقال ستيفان ميلر، خبير استطلاعات الرأي الذي شارك في حملات إسرائيلية متعددة، “أيا تكن النتيجة، لا يمكن لنتنياهو إلا أن يخسر”.
وأضاف ميلر أنه بغض النظر عن حجم الدعم الذي يحصل عليه ساعر “هذه هي المرة الأولى منذ عشر سنوات التي تعبر فيها علنا مجموعة من الناخبين من اليمين، عن رغبتها في التخلص من نتنياهو”. وتابع “إذا حصل ساعر على أكثر من ثلث أصوات الحزب، فهذا سيلحق ضررا كبيرا بالرئيس الحالي”.
وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته قد فاز في الانتخابات التمهيدية للحزب في عامي 2012 و2014 بفارق عريض وظل دون معارضة منذ العام 2016.
ويتولى نتنياهو زعامة الليكود منذ العام 1993، تقتطع منها فترة ست سنوات حينما قاد رئيس الوزراء الراحل أرييل شارون الحزب قبل أن ينفصل عنه ويشكل حزب كاديما. ويحظى نتنياهو بمكانة خاصة وولاء استثنائي لدى أعضاء الليكود وأنصاره، حيث يعتبرونه صاحب الفضل الأكبر في بقاء الحزب على رأس السلطة بفضل سياساته الداخلية وأسلوب تعامله مع التحديات الخارجية التي جنبت إسرائيل الكثير.
وهذه الثقة والولاء المطلقان اهتزا بعض الشيء في السنتين الأخيرتين، نتيجة ملفات الفساد التي تلاحقه وعجزه عن تشكيل حكومة لمرتين متتاليتين. وفي نوفمبر الماضي وجه المدعي العام أفيخاي مندلبليت اتهامات رسمية لنتنياهو بالاحتيال وخيانة الأمانة والرشوة في ثلاث قضايا فساد، الأمر الذي أربك الليكود ودفعه إلى السير في خيار إجراء انتخابات على قيادته.
وتشكل هذه الانتخابات أهمية استثنائية لجهة أنها ستحدد من سيتولى قيادة الليكود في الانتخابات التشريعية المقررة في مارس المقبل، بعد فشل تشكيل حكومة للمرة الثانية.
وجاب نتنياهو وخصمه ساعر البلاد في حملة انتخابية لأقناع نحو 116 ألف عضو في الليكود مؤهلين للإدلاء بأصواتهم، على الرغم من أن نتنياهو لم يستجب لدعوة ساعر إلى إقامة مناظرة.
الانتخابات تشكل أهمية استثنائية لجهة أنها ستحدد من سيتولى قيادة الليكود في الانتخابات التشريعية المقررة في مارس المقبل، بعد فشل تشكيل حكومة للمرة الثانية
وتشكل خطوة ساعر (53 عاما) في الترشح للانتخابات ضربة لنتنياهو. وردا على سؤال عما سيفعله إذا فاز في الانتخابات وفرضت عليه المحكمة التخلي عن منصبه للمثول أمام القضاء، قال نتنياهو “الشعب هو الذي يحدد وهو القوة الأكبر”.
وجدعون ساعر سياسي إسرائيلي ينتمي إلى حزب الليكود. وقد شغل مقعدا في الكنيست ومنصبي وزير الداخلية ووزير التربية والتعليم في حكومات نتنياهو. وقد أعلن استقالته من منصب وزير الداخلية عام 2014، إلا أنه عاد إلى الحياة السياسية عام 2019 وحل رابعا على قائمة الليكود في الانتخابات.
واتهم جدعون ساعر نتنياهو مرارا بتهميشه، ومع فشل رئيس الوزراء في تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابين هذا العام أصبح ساعر أبرز المتحدين لرئيس الحكومة في زعامة حزب الليكود.
وينتهج ساعر السياسة اليمينية نفسها التي يتبعها نتنياهو في العديد من القضايا الرئيسية بما في ذلك العلاقة مع الفلسطينيين. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن فوز ساعر بزعامة الليكود سيؤدي إلى فوز الحزب بعدد أقل من المقاعد، لكنه سيسمح بزيادة حجم الكتلة اليمينية في البرلمان الإسرائيلي، ما يعني تشكيل حكومة أغلبية يمينية.
وكتب ساعر على موقع فيسبوك، مساء الأربعاء، “إلى المترددين.. سنقوم بالتغيير”. وقال ساعر، الاثنين، إن “نتنياهو فشل مرتين، لكن ليس بسبب أفكار الليكود”، داعيا إلى “نهضة” في اليمين الإسرائيلي. وحذر من أنه “إذا لم نجر أي تغيير فنحن نقترب من حكومة يسارية”.
وهتف المئات من مؤيديه “ساعر وحده يستطيع”. وصرح جدعون راهاط، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية، “إنه ليس سلبيا وليس قاسيا. إنه رجل نبيل، إضافة إلى أنه لا توجد لائحة اتهام ضده”.
ويراهن نتنياهو على الإنجازات التي راكمها خلال توليه لرئاسة الوزراء في تعزيز التفاف الليكود حوله، وكان توجه لأعضاء الحزب مع انطلاق التصويت بمقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم”، الخميس، قائلا “أوصلنا دولة إسرائيل إلى إنجازات عظيمة.… وجلبنا اعترافا أميركيا بسيادتنا على الجولان، والقدس كعاصمة لإسرائيل، وقانونية الاستيطان اليهودي… عززنا قوة إسرائيل بشكل غير مسبوق، وجعلناها قوة عظمى…”.
وأضاف أنه تمكن من لجم إيران في كل الساحات، ولولا ذلك لحصلت على سلاح نووي قبل سنوات، حسب تعبيره. وقال إننا “نمنعها من التموضع في سوريا ونقرب إلينا الدول العربية التي تتحدث علانية عن تطبيع العلاقات معنا”.
ويقول محللون إن من الواضح أن نتنياهو سيكون الفائز في الاستحقاق ولكن ليس بالنسبة الكبيرة، ما سيعني أن تأثيره داخل الحزب سيكون أقل.