نتنياهو لقادة حماس: نعدّ لكم أكبر مفاجأة

رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية سمير غطاس يعتبر أن تهديدات نتنياهو تدخل في إطار التنافس الحزبي المحتدم قبل أيام قليلة من انطلاق الانتخابات.
الخميس 2020/02/13
بالونات فلسطينية تختبر صبر إسرائيل

غزة - هدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حماس بمفاجأة غير مسبوقة، على خلفية التصعيد الجاري بين الطرفين، والذي يشكّل إحراجا لنتنياهو وهو المقبل على استحقاق انتخابي مصيري ليس فقط على المستوى السياسي بل وأيضا الشخصي في ظل اتهامات بالفساد تلاحقه.

وجاء وعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم الليكود (يمين) بعد ساعات قليلة من مغادرة وفد أمني مصري القطاع بعد زيارة في محاولة لخفض التوتر وإعادة تثبيت الهدنة بين حماس وإسرائيل.

وقال نتنياهو، في مقابلة مع قناة العشرين الإسرائيلية، نشرتها صحيفة تايمز أوف إسرائيل، في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، إنه “لا يدق طبول الحرب، ولا يتطلع إلى نزاع مسلح جديد مع حماس”، مستدركا “لكننا نعد لحماس أكبر مفاجأة في حياتهم. لن أكشف عن طبيعتها، لكنها ستختلف عن كل ما كان في السابق”.

سمير غطاس: الأطراف المتصارعة تستخدم المناوشات في غزة لدعم موقفها
سمير غطاس: الأطراف المتصارعة تستخدم المناوشات في غزة لدعم موقفها

وشدد على أن “حماس هي من يتوقف عليها ما إذا كانت إسرائيل ستبادر إلى تنفيذ هذه المفاجأة”، موضحا أن “هذا السيناريو مسألة وقت لا أكثر، إذا لم تكف الحركة عن إطلاق صواريخ وبالونات متفجرة عبر حدود القطاع”. وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي، مهددا قادة حماس “تذكروا ما أقوله لكم”.

وعادة ما تقوم حركة حماس بتصعيد الموقف مع إسرائيل مع اقتراب أي استحقاق انتخابي إسرائيلي في ما يبدو محاولة من الحركة للضغط على الحكومة الإسرائيلية للحصول على بعض التنازلات، ولكن التصعيد هذه المرة يترافق مع توتر فلسطيني جرّاء إعلان خطة السلام الأميركية الأمر الذي يكسبه زخما أكبر وسط خشية متزايدة من انفلات الأمور.

واعتبر رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، سمير غطاس، أن تهديدات نتنياهو تدخل في إطار التنافس الحزبي المحتدم قبل أيام قليلة من انطلاق الانتخابات الإسرائيلية، وأن الأطراف المتصارعة تحاول استخدام المناوشات الجارية في قطاع غزة بما يقوي موقفها، ما يعني استمرار التصعيد الإعلامي وليس العسكري حتى انعقادها.

وتشهد إسرائيل في الثاني من مارس انتخابات تشريعية هي الثالثة في أقلّ من عام بعد فشل القوتين الرئيسيتين أي الليكود وتحالف “أزرق ابيض” بقيادة بيني غانتس في تشكيل حكومة.

وقال غطاس لـ”العرب”، إن نتنياهو لن يغامر بالدخول في أي معركة موسعة في غزة قبل إجراء الانتخابات، لأن ارتكاب هذا الخطأ سيعرّضه لخسائر لن يستطيع تعوضيها لجهة ردة فعل سكان الجنوب.

وأشار إلى أن حماس لا تشكل تهديداً لإسرائيل في الوقت الحالي، وأن بالوناتها الحارقة تحدث قلقاً لسكان المستوطنات غير أنها لم تصب إسرائيلي واحدا، وبالتالي فإن ردة الفعل الإسرائيلية ظهرت بشكل أكبر في وسائل الإعلام للضغط على حماس وإرباكها. ويذهب البعض للتأكيد على أن استمرار قصف حماس بهذه الكيفية بمثابة “مسرحية سخيفة”، فهي تستهدف أراضي غير آهلة أو مواقع أخلتها السلطات الإسرائيلية، ذلك أن الحركة تدرك أن التصعيد الجدي سيكون في مقابله حرب مدمرة للحركة والقطاع معاً.

مناورة انتخابية
مناورة انتخابية

وأكد الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي بمركز الأهرام الدراسات الاستراتيجية، عبدالعليم محمد، أن نتنياهو لديه قدر كبير من المراوغة السياسية التي يجيد استخدامها في توقيتات حاسمة، وأن ذهابه للتأكيد على وجود مفاجآت لقادة حماس يستهدف إرضاء سكان المستوطنات القريبة من قطاع غزة والتي تتعرض لسقوط صواريخ وبالونات متفجرة.

وأوضح لـ”العرب”، أن إسرائيل لن تستهدف أي من قادة حماس لأنها تدرك بأن النتيجة واحدة، وهي اندلاع حرب موسعة. وتوقع استمرار المناوشات الحالية على نفس الوتيرة لحين إجراء الانتخابات، في مقابل أن حماس ستضاعف من التحركات الشعبية بديلاً عن التصعيد العسكري الذي قد يكلفها الكثير خلال الفترة المقبلة، بما يمهّد لاستئناف مسيرات العودة.

وفي مقابل الآراء التي تستبعد إقدام نتنياهو على تنفيذ وعيده، فإن رأيا آخر يرى أن على الحركة أخذ تلك التهديدات بجدية، مشيرين إلى أنه ليس بالضرورة أن تكون المفاجأة التي يتحدث عنها رئيس الوزراء اجتياحا للقطاع.

وعادة ما يقدم نتنياهو قبل تفجير مفاجآت على بث إشارات تنطوي على غموض مثل حديثه عن أخبار “سعيدة” قبل لقاء بيوم جمعه برئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وإيحائه أيضا بمفاجأة تنتظر الإسرائيليين قبل أيام من إعلان ترامب عن نيته الكشف عن صفقة القرن.

2