نادلات المقاهي.. خصم جديد للمعممين في العراق

البصرة (العراق)- أثار تحريض ممثل مقتدى الصدر في البصرة المعمم حازم الأعرجي على العراقيات العاملات في المقاهي جدلا واسعا في العراق.

وقال الأعرجي في أمسية رمضانية في منطقة حي الحسين بمدينة البصرة إن عمل النساء في المقاهي (الكافيهات) سبب انحرافا كثيرا لدى الشباب من خلال انتشار المخدرات والزنا في هذه الأماكن.

وأضاف أن أغلب هذه المقاهي هي تحت حماية شخصيات متنفذة وتابعة لأحزاب، مشيرا إلى أن “هذا الأمر هو من يمنع الحكومة المحلية وقيادة الشرطة عن أخذ دورها في محاسبة وإغلاق مثل هذه الأماكن ومنع النساء من العمل فيها”.

ودعا المعمم ”الحكومة المحلية والعشائر الأصيلة إلى الحد من هذه الظاهرة السيئة التي كانت سببا في انتشار بعض المحرمات وضياع الشباب”. وحدد أماكن الكافيهات في البصرة قائلا إن “أغلب هذه الكافيهات هي في شارع الوفود في البصرة”، مشيرا إلى الكافيهات في باقي المحافظات العراقية أيضا.

ونشر الأعرجي مقطع الفيديو على حسابه بموقع فيسبوك وعلق:

وفيما اعتبر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في العراق أن التصريحات “كوميدية” عدّها آخرون تحريضا مباشرا على قتل الفتيات العاملات في المقاهي. وكتب حساب:

fhfshh8748@

أي بنية تشتغل بمقهى في البصرة وتنقتل بالأيام الجاية أو تنخطف هذا الصرصر الإمعة هو المسؤول لأن هو من يحرض عليهم.

وكان المكتب الخاص لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أعلن في فبراير الماضي تعيين الأعرجي ممثلا للصدر لـ”إدارة” محافظة البصرة لمدة 4 أشهر.

ويوصف رجل الدين حازم الأعرجي، بـ”أحد رموز” الحرب الطائفية في العراق إبان عام 2005، وأحد “المحرضين الرئيسيين” على الحرب بين جماعة جيش المهدي وحكومة إياد علاوي عام 2004.

ولطالما استغل المعممون الفكرة القائمة منذ عقود على خلق عدو دائم لإشغال العراقيين عن القضايا الأساسية. وقال مغرد:

فيما قال آخر:

itsnotlayth@

تفضّلوا. يلّا ما بقى شي على إعلان الجمهورية الإسلامية بشكل رسمي.

وسخر مغردون من تصريحات المعمم. وأكد بعضهم أن بعض المقاهي تأخرت في الدفع له. وكتب معلق، مطالبا أصحاب المقاهي بسداد مبالغ مالية للمعمم:

MHommei@

واضح أن أصحاب الكافيهات مقصرين معاه بالمال. انطوله خطية خلو يسكت بلكي ينطيلكم فتوة تجيز عمل الفتيات بالكافيهات.

وانتقد مغردون الاستهداف الممنهج للعراقيات. وقالت معلقة:

ولا تزال المرأة العراقية الحلقة الأضعف في العراق، إذ تتعرض إلى المزيد من العنف الأسري والإهمال والتهميش، جراء الظروف الشاذة التي فرضت على البلد منذ عقود من حروب واحتلال وهيمنة دكتاتوريات سياسية ودينية واجتماعية، سلبت المرأة حقوقها الأساسية.

يذكر أن إهانة المعممين للعراقيات ليست بالأمر الجديد إذ أنهم يجيدون استغلال الأعراف والتقاليد العشائرية وتوجيه العراقيين البسطاء وتحريضهم.

وسبق أن نشر مقتدى الصدر سلسلة تغريدات تدعو إلى منع الاختلاط بين الجنسين في ساحات التظاهر، وتتهم بعض النساء المتواجدات هناك بارتكاب أعمال “لا أخلاقية”. كما استنكر الصدر احتفال العراقيات باليوم العالمي للمرأة في ساحات الاحتجاج يوم 8 مارس 2020.

وفاقت نسبة مشاركة المرأة العراقية في الاحتجاجات التي اندلعت في أكتوبر 2019، 40 في المئة من إجمالي عدد المشاركين في الاحتجاجات. وتأمل العراقيات أن يحصلن على حقوقهن التي يقمعها المعممون باسم الدين.