ميليشيات الشارع تمنع صحافيين من تغطية احتجاجات لبنان

بيروت - تعرض عدد من المراسلين والمصورين للاعتداء أثناء تغطية الاحتجاجات في العاصمة اللبنانية بيروت من قبل محتجين تابعين لبعض القوى السياسية.
وأفاد "تجمع نقابة الصحافة البديلة" في بيان السبت "مرة جديدة يتعرّض فريق إعلامي للاعتداء من قبل محتجّين حزبيّين على جسر الرينغ أثناء تغطية الاحتجاجات".
وأضاف التجمع أن تهديد الصحافيين بإغلاق الكاميرا ووقف التصوير هو تنفيذ لتهديدات ميليشيات الشارع بالاعتداء على الصحافيين. وتابع “نقول لكافة الأحزاب إن تهديدهم هذا لن يمنع الصحافيين من القيام بدورهم بفضح الفساد والتشهير بالمفسدين”.
وشارك العديد من الصحافيين على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ #كفّوا_أيديكم، إضافة إلى مقطع فيديو يظهر ما تعرضت له مراسلة قناة “إم.تي.في” جويس عقيقي من تهديد ومنع من القيام بعملها.
ويأتي ذلك بعد اتهامات وجهها نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم لقناتين فضائيتين بأنهما تتلقيان تمويلاً من الولايات المتحدة، وذلك في مقابلة مع قناة “الميادين” الأسبوع الماضي.
وقال قاسم “وفقا لمعلومات موثقة تعاقدت السفارة الأميركية مع وسيلتين إعلاميّتين لبنانيتين وتدفع لهما أموالاً طائلة، ومطلوب من هاتين الوسيلتين أن تبثّا تقارير يومية تمسّ حزب الله في كلّ الموضوعات المطروحة”.
وتتحدث حسابات تابعة لحزب الله على مواقع التواصل بأن السفارة الأميركية تموّل “أم.تي.في” و”أل.بي.سي” في حملة دعائية لم تقدم خلالها أي دليل على هذا الاتهام.
ويروج أنصار حزب الله لهذه الادعاءات للرد على التقارير الإعلامية المنتقدة للحزب والتي تتناول المواضيع المتعلقة بنشاطه الأمني والعسكري، فضلاً عن الاتهامات له بالمسؤولية عن تفجير المرفأ وباغتيال لقمان سليم.
ويقول صحافيون وناشطون إن حزب الله لطالما وجه اتهامات لخصومه بالعمل لصالح إسرائيل والولايات المتحدة أو السفارات الأجنبية، وحشد جيوشه الإلكترونية لشن حملات على الإنترنت ضدهم على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية.
وازدادت حدة الغضب الشعبي في لبنان عقب اغتيال الناشط اللبناني البارز لقمان سليم الذي كان ينتقد جماعة حزب الله رميا بالرصاص في سيارة بجنوب البلاد في فبراير الماضي.
وكان لقمان ينتقد ما وصفه بأساليب حزب الله الترهيبية ومحاولاته احتكار السياسة في لبنان، ليواجه حملة من قبل أنصار الحزب الذين وصفوه في بعض الأحيان بأنه ينتمي إلى “شيعة السفارة”، وهو مصطلح يتهم المعارضين بأنهم أداة في يد الولايات المتحدة.