موظفو تلفزيون المستقبل مضربون حتى إشعار آخر

وسائل إعلام مختلفة في لبنان تتداول خبراً يفيد بأن تلفزيون "المستقبل" اقترب من النهاية.
الجمعة 2019/08/02
لا رقص ولا غناء على المستقبل

بيروت - نفّذ موظفو قناة المستقبل التلفزيونية، التابعة لتيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري إضرابا الخميس لليوم الثالث على التوالي، توقّفت بموجبه كافة البرامج ونشرات الأخبار احتجاجاً على عدم دفع رواتبهم، في أزمة مستمرة منذ سنوات.

وطال شلل إخباري مختلف نشرات التلفزيون الأزرق الإخبارية. وحجبت نشرة السابعة والثالثة والسابعة والنصف وكذلك الحادية عشرة والمواجيز والبث المباشر. وامتد هذا الشلل ليشمل مختلف البرنامج بدءا من الصباح وأخبار الصباح وكلام بيروت وinterview اليوم فاستعيض عنها بافلام وثائقية.

وكان موظفو “المستقبل”، قد أصدروا الثلاثاء بياناً مقتضباً، أعلنوا فيه “الاعتكاف عن أداء المهام الموكلة إليهم” إلى حين تأمين رواتبهم كاملة، ولم تُبث من يومها أيّ من نشرات الأخبار.

ويُعدّ توقف البرامج والأخبار الأول من نوعه منذ انطلاقة القناة التي أسّسها رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في العام 1993، وشكلت آنذاك علامة فارقة في القنوات المحلية.

وقال موظف في القناة، تحفظ عن ذكر اسمه “لأول مرة يحصل تحرك شامل من هذا النوع، نشرات الأخبار والبرامج على أنواعها متوقفة” فيما يُستعاض عنها ببث برامج فنية ومنوعات.

ويرتبط هذا التحرّك بأزمة مالية تشهدها مؤسسات الحريري منذ سنوات، لاسيما الإعلامية. وتأتي بعد أشهر من إصدار صحيفة المستقبل التابعة له، عددها الورقي الأخير في يناير بعد عشرين عاماً من بدء صدورها.

وبحسب الموظف المشارك في الإضراب، “تراكمت للموظفين مستحقات مالية لدى القناة بقيمة أكثر من 16 راتب”، لم يتقاضوها بعد.

وأضاف “الأزمة المالية مستمرة منذ سنوات عدّة، لكنها تضاعفت منذ أكثر من عام ونصف العام، إذ بات الموظفون يتقاضون نسبة من رواتبهم في فترات زمنيّة متقطّعة وغير واضحة”.

يشهد قطاع الصحافة في لبنان أزمة متمادية ترتبط بشكل أساسي بتوقف التمويل السياسي الداخلي والعربي لوسائل الإعلام، عدا عن ازدهار الصحافة الرقمية وتراجع عائدات الإعلانات.

ونال الموظفون جزءا من راتبهم خلال يونيو. وكان المدير العام للقناة رمزي جبيلي توجه الثلاثاء، الى الموظفين، طالباً منهم إمهال الإدارة حتى الخميس، لكنّ الموظفين رفضوا أي مماطلة، وأي مفاوضات لا تؤدي الى تحصيل حقوقهم.

وخلال العامين الماضيين، تفاقمت مشاكل الحريري المالية ما أجبره في العام 2017 على تسريح المئات من الموظفين والعاملين من دون دفع كافة مستحقاتهم مع إغلاق شركة “سعودي-أوجيه” للبناء والتعهدات في السعودية، بعد أن ورثها مع العائلة عن والده وكانت الركيزة الأساسية في بناء ثروته.

وانعكس الأمر سلباً على المؤسسات التي يملكها في لبنان، وبينها التلفزيون وصحيفة المستقبل التي تصدر إلكترونياً فقط منذ مطلع العام.

وترافقت مصاعب الحريري المالية مع تراجع اهتمام السعودية التي كانت تضخ أموالاً ومساعدات على نطاق واسع للبنان ولحلفائها وعلى رأسهم الحريري، بلبنان الذي تأخذ عليه خضوعه لإرادة خصمه حزب الله.

ويواجه الحريري أزمات سياسية منذ سنوات تجلت بخسارته عدداً من المقاعد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وبعد مرور سبعة أشهر من تشكيلها، لا تزال الحكومة التي يرأسها غير قادرة على ممارسة مسؤولياتها، جراء الانقسامات السياسية في البلاد.

وتداولت وسائل إعلام مختلفة في لبنان، خبراً يفيد بأن تلفزيون “المستقبل” اقترب من النهاية.

 وبشكل عام، يشهد قطاع الصحافة في لبنان أزمة متمادية ترتبط بشكل أساسي بتوقف التمويل السياسي الداخلي والعربي لوسائل الإعلام، عدا عن ازدهار الصحافة الرقمية وتراجع عائدات الإعلانات.

ولا توجد في لبنان وسائل إعلام مستقلة بشكل كامل، بل هي غالباً موالية لطرف سياسي معين، أو على الأقل مؤيدة لخط سياسي ما.

واستغنت مؤسسّات عدة عن عاملين فيها. كما توقفت صحف عريقة عن الصدور، أبرزها صحيفة “السفير” نهاية العام 2016 جراء مصاعب مالية بعد 42 عاما من تأسيسها.

وقبل عام، خطت صحيفة “الحياة” السعودية العريقة الخطوة ذاتها بإقفال مكتبها في بيروت حيث تأسست قبل نحو ثمانية عقود، جراء أسباب مالية. ولا تزال تصدر في الخليج.

18