مورينيو غير المحبوب!

لا أحد يتذكر الآن كيف رمى المدرب جوزيه مورينيو سترته الأنيقة والثمينة نسبيا إلى جمهور تشيلسي، بعد فوز باهر أيام مجد آفلة، لا أحد يتذكر لأنه عادة ما يوصف بالمدرب غير المحبوب لسبب لا أحد يعرفه! عاد ليلتها مورينيو إلى جناحه الفندقي الباهر ببدلة ناقصة، فالسترة كانت بحوزة أحد مشجعي النادي اللندني آنذاك.
التاريخ ليس ذا أهمية في سقوط مورينيو المدوي، ذلك أن معادلة التاريخ في كرة القدم لا ترحم لا اللاعب ولا المدرب، وتترك السنين تمر لتشكل بعدها مساحة حنين في الأرشيف التلفزيوني لأيام الانتصارات. فاز مرتين بلقب دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى ألقاب الدوري في أربعة بلدان، وبقي مرة دون هزيمة لتسع سنوات في مباريات الدوري المحلي.
هل سيمارس التاريخ نفس دورته التقليدية مع مورينيو بعد إقالته من تدريب مانشستر يونايتد؟ عندما أقيل من تدريب نادي تشيلسي قبل سنوات، كان أقوى من اليوم وصرح حينها أنه سيبقى في إنكلترا وسيجد فريقا ليدربه. وفعلا تعاقد مع مانشستر يونايتد.
اليوم غادر جناحه الفندقي الملكي في مانشستر “كلفت إقامته نصف مليون جنيه إسترليني” بعد ساعات من إقالته ولا يعرف إلى أين يذهب.
مورينيو لم يلعب كرة القدم محترفا أبدا، بدلا من ذلك أمضى أكثر من عقد في دراسة اللعبة، عمل على كيفية إقفال المساحات، ثم الهجوم المضاد من خلال نقاط ضعف خصومه. يحول كرة القدم إلى صناعة أفكار أشبه بباحث في علم الاجتماع، لكن إقالة هذا المدرب البرتغالي أثبتت قاعدة قديمة تتعلق بتجاوز الروّاد. وها هو يكافح الآن لتجديد نفسه.
كان مورينيو يرفع يده عاليا عند كل فوز عندما كانت الأندية لا تزال تشعر بالقلق من اللاعبين الذين يفرطون في تعاطي الكحول والسهر وممارسة الجنس. وبعد عقد تطور الأمر إلى القلق بشأن اللاعبين الذين يتناولون قهوة الإسبريسو المركزة، أو الذين يصرحون بأمور سياسية لا يفقهون بها. لذلك لم يعد له المزيد من الفرق والملاعب كي تعيد تجديد أمجاده القديمة.
يكشف سايمون كوبر الكاتب في صحيفة فايننشيال تايمز عيوب شخصية مورينيو التي تظهر مع أول هزيمة “فهو شخص ميكافيلي ونرجسي كان دائما يقاتل من أجل ذاته، وهو شخص غير قادر على التعامل مع الفشل، لقد جعل شخصيته النرجسية تفوز في ملاعب الرياضة عالية الطراز، ما يهم هو ما يحدث اليوم، لكن بعد إقصاء يونايتد من دوري الأبطال في الربيع الماضي تفاخر بأنه فاز بالبطولة مع نادي بورتو البرتغالي قبل 14 سنة”. ومثل هذا التفاخر لا أهمية له عند الهزيمة، فلسفة كرة القدم متغيرة مع دقائق المباراة التسعين.
يختصر كوبر طريقة تدريب مورينيو بلغة أدبية عندما يقول: كشف عن كل أفكاره الجديدة في سنواته الأولى مع بورتو وتشيلسي. كان شعاره “إذا كانت لديك سيارة فيراري ولدي سيارة صغيرة، فلكي أهزمك في سباق يجب أن أحطم عجلة سيارتك، أو أضع السكر في خزان الوقود”. وفي النهاية تعطلت مركبة مورينيو مهما كان ثمنها.