موريتانيا الأوفر حظا لرئاسة الاتحاد الأفريقي

الرئيس الموريتاني يحظى بدعم من مختلف الدول الأفريقية لرئاسة الاتحاد الأفريقي بحكم خبرته لمجمل أزمات القارة الأمنية والعسكرية.
الأربعاء 2024/02/07
ولد الغزواني نسج علاقات جيدة على المستوى القاري

يتهيأ الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى تولي رئاسة الاتحاد الأفريقي في ظل جملة من التحديات الكبرى التي تواجه أمن واستقرار القارة السمراء.

ومع اقتراب موعد انعقاد القمة السابعة والثلاثين لرؤساء دول الاتحاد الأفريقي، المقررة، يومي السابع عشر والثامن عشر من الشهر الجاري في أديس أبابا، لا يزال رئيس جمهورية جزر القمر غزالي عثماني بلا خليفة رسمي، لكن المؤشرات توحي بأن ولد الشيخ الغزواني هو المرشح الأوفر حظا لرئاسة الاتحاد خلال المرحلة المقبلة.

وقالت صحيفة “جون أفريك” الفرنسية إن لدى القادة الأفارقة بشكل عام توجها لإسناد قيادة الاتحاد إلى الرئيس الموريتاني الذي يمتلك قدرة على التعامل مع القضايا الشائكة المطروحة للأفارقة، إضافة إلى أن علاقاته الجيدة مع شركاء القارة تجعله الخليفة الأقرب للرئيس الحالي.

وأشارت الصحيفة إلى أن القادة الأفارقة ناقشوا الأمر بشكل غير رسمي في القمة الإيطالية – الأفريقية.

وبرز خلال الفترة الماضية حراك سياسي ودبلوماسي موريتاني لجس النبض حول إمكانية ترشح ولد الغزواني لرئاسة الاتحاد الأفريقي، وشمل الحراك دول المغرب العربي، ودول الساحل، بالإضافة إلى لقاءات مهمة عقدها الرئيس الموريتاني الاثنين الماضي في روما مع عدد من القادة الأفارقة على هامش القمة الإيطالية – الأفريقية.

◙ ولد الغزواني كان قد أشار إلى أهمية رأس المال الاجتماعي والمعرفة المحلية للمجتمعات الأفريقية في منع الصراعات وإدارتها وحلها، وتسخير إمكانات الحلول التي يوفرها رأس المال الاجتماعي

وكان وزير الشؤون الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوق نقل رسالة شفهية من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وقال الوزير الموريتاني خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إن “زيارتي حملت رسالة الرئيس محمد ولد الغزواني، التي وجهت إلى العاهل المغربي. والتي تحمل تمنيات موريتانيا للتقدم والازدهار للشعب المغربي الشقيق”.

وأعرب ولد مرزوق عن تقدير بلاده “لحكمة المغرب، والتنمية والتطور اللذين تعرفهما المملكة. والرسالة التي حملتها اليوم تأكيد على رغبة البلدين في مواصلة التعاون بينهما”.

كما سلم وزير الخارجية الموريتاني رسالة من ولد الغزواني إلى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، قائلا إنها تتعلق بالتشاور حول العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، بالإضافة إلى الأوضاع العربية والأفريقية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

ونقل الوزير الموريتاني رسالة من الرئيس ولد الغزواني إلى الرئيس التونسي قيس سعيّد، الذي شدد، وفق بيان رسمي، على اعتزاز تونس ببعدها الأفريقي وحرصها على المساهمة الفاعلة في تطوير العمل المشترك وتعزيز فرص التشاور والتوافق بين الدول الأفريقية، على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف، من أجل تحقيق تطلعات شعوب القارة وأحلامها.

وجدّد توجيه الدعوة إلى الرئيس الموريتاني لزيارة تونس، معتبرا أن هذه الزيارة من شأنها أن تزيد من ترسيخ سنة التشاور والتنسيق القائمة بين البلدين وإعطاء دفع جديد لعلاقات الشراكة لا فقط في مجالات التعاون التقليدية، ولكن أيضا في قطاعات جديدة وواعدة على غرار الغاز والحديد وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين.

كما نقل الوزير الموريتاني رسالة من ولد الغزواني إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، وقالت مصادر مطلعة إنها تتعلق بـ”المستجدات على المستويات العربية والأفريقية والدولية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى التعاون بين البلدين”.

وفي القاهرة، أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال لقاء مع نظيره الموريتاني “عن التطلع إلى تعزيز تعاون مصر مع الرئاسة الموريتانية للاتحاد الأفريقي، وذلك في إطار رئاسة السيد الرئيس للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية (النيباد)، وكذلك ريادة سيادته لملف إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات في أفريقيا” وفق بيان السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية.

◙ القادة الأفارقة مع إسناد قيادة الاتحاد إلى الرئيس الموريتاني الذي يمتلك قدرة على التعامل مع القضايا المطروحة

كما استعرض الوزيران مجالات التعاون المتنوعة بين البلدين، لاسيما في مجالات التدريب والنقل والتعليم ومكافحة الإرهاب، والموقف بشأن تبادل تأييد الترشيحات الدولية للبلدين، وتم الاتفاق على عقد اللجنة المشتركة برئاسة وزيري خارجية البلدين في أقرب فرصة ممكنة، وفقا لما اتفق عليه رئيسا البلدين في يونيو 2024.

ونقلت تقارير إعلامية عن عدد من الرؤساء الأفارقة قولهم إن الرئيس ولد الشيخ الغزواني هو المرشح الأفضل لقيادة المنظومة القارية في الوقت الراهن، بحكم العديد من المطبات التي تمر بها المنطقة، ودور نواكشوط المتنامي خارجيا، وهو الذي خبر مجمل أزمات القارة الأمنية والعسكرية، منذ وصوله إلى سدة القرار في العام 2005، وتوليه لعشر سنوات قيادة الجيش الموريتاني من خلال منصبه كوزير للدفاع، بالإضافة إلى نشاطه المستمر داخل القارة السمراء منذ انتخابه رئيسا للجمهورية 2019، وعلاقاته الوازنة بالعديد من الأطراف العربية والأوروبية وأميركا وروسيا.

ويحظى الرئيس الموريتاني بدعم من مختلف الدول الأفريقية، ويرى مراقبون أنه منفتح على الدور الذي سيتولى القيام به، وعلى التفاعل الإيجابي مع التحديات التي ستواجهه وذلك بالعمل على احتواء التناقضات التي يعرفها الإقليم، ولاسيما في سياق العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر، وبين مصر وإثيوبيا، وبين كل من النيجر ومالي وبوركينا فاسو من جهة ومنظمة إكواس من جهة ثانية.

وفي نوفمبر الماضي، قال الرئيس الموريتاني إن تحقيق تنمية مستدامة في أفريقيا يتطلب “إسكات صوت البنادق”، وأضاف ولد الغزواني خلال كلمته بمنتدى داكار للتنمية والسلام في أفريقيا، أنه لا بد من مضاعفة الجهود بشكل حقيقي وقانوني، من أجل خلق ديمقراطيات حقيقية قادرة على ضمان تداول السلطة في سلام واستقرار وشفافية.

وأكد ولد الغزواني على ضرورة العمل على تمكين الجميع من الوصول على قدم المساواة، إلى ظروف حياة كريمة، والعمل على تهدئة الحياة السياسية، والتغلب على الخلافات الاجتماعية والعداوات العرقية، من خلال الحوار والتوافق، مشيرا إلى أهمية رأس المال الاجتماعي والمعرفة المحلية للمجتمعات الأفريقية في منع الصراعات وإدارتها وحلها، وتسخير إمكانات الحلول التي يوفرها رأس المال الاجتماعي.

4