مواقع التواصل تغني نجم "مرايا" عن شركات الإنتاج

الفنان ياسر العظمة يعود للظهور من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ليلتقي مع جمهوره بعد استبعاده من قبل شركات الإنتاج.
الخميس 2020/08/27
عودة لا تخلو من الجدل

رحّب ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بعودة الفنان السوري ياسر العظمة للظهور مجددا عبر قناة على يوتيوب وفيسبوك بعد غياب لسنوات طويلة، ولم تخل العودة المفاجئة من جدل كبير بين المعلقين حول قصيدة “إن رضيت دمشق” التي تناولت انتقادا حادا للواقع دون تحديد موقف سياسي واضح.

دمشق- عاد الفنان السوري ياسر العظمة للظهور مجددا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد غياب طويل عن الدراما التلفزيونية التي اشتهر بها. وكان العظمة نجما لسلسة “مرايا” الكوميدية الساخرة لأكثر من عقد من الزمن وتعتبر علامة بارزة في الأعمال الفنية السورية التي نالت شهرة واسعة في الدول العربية.

وأعلن في مقطع فيديو مدته خمس دقائق بعنوان “مع ياسر العظمة – حطو القهوة ع النار”، أنه سيطل على جمهوره عبر قناته الخاصة في يوتيوب وفيسبوك من خلال برنامج أسبوعي “خفيف”.

وأشار إلى أن ظروف الحجر الصحي بسبب انتشار فايروس كورونا فرضت التباعد الاجتماعي على الناس جميعا، لكن يمكن استمرار التواصل عبر فيسبوك ويوتيوب، معبرا عن اهتمامه بكل الآراء التي تصل إلى صفحته من خلال التعليقات والتفاعل.

وأشار العظمة إلى أن البرنامج سيقدّم بعيدا عن الزحام الرمضاني وأهواء شركات الإنتاج، إذ أن شهر رمضان بات موسم الدراما العربية بما تقدمه، ملمحا إلى أنه أراد تقديم شيء جديد خارج الوقت المحدد لهذا الموسم.

ويبدو أن العظمة أراد الترويج لصفحته أو حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي بطريقة لافته. وخلال ساعات قليلة تجاوزت مشاهدات مقطع الفيديو المئة ألف مشاهدة، وسط ترحيب كبير من الجمهور العربي الذي استعاد ذكريات الزمن الجميل والدراما الهادفة، وقال مغرّد على تويتر:

واستذكر آخر أعمال العظمة بالقول:

Azmeeno@

لم تكتمل مفاصل معرفتي بالحياة بشكل كبير إلا بالدراما التسلسلية العظيمة التي صنعتها وأوصلت ما يجب إيصاله لنا وأحببناك فيها.. رعى الله أيامك أستاذ ياسر ونتمنى حضورك بما يكمل حل ألغاز واقعنا المهدور للأسف.

وتحدث العظمة خلال إطلالته القصيرة عن أسباب غيابه، قائلا إنه تم استبعاده من قبل شركات الإنتاج، لكنه وجد في مواقع التواصل الاجتماعي الآن المنصة التي يلتقي فيها مع جمهوره وهو يتابع تعليقاته وتفاعله بشكل مستمر.

وهو ما دعا المتابعين إلى المطالبة بدعمه وإنصافه، خصوصا مع حالة النقمة من قبل شرائح واسعة من الجمهور السوري على ما يسمّى بدراما البيئة الشامية، التي شوّهت مراحل من تاريخ سوريا الحديث وركزت على صورة نمطية تظهر المرأة في صورة الخاضعة الخانعة الأمّية. وقال أحدهم على يوتيوب:

levaNt – ا#FSG

واجب على كل سوري وكل محب للفن الهادف النظيف أن يقف مع الأستاذ ياسر في ثورته ضد جشع شركات الإنتاج التي ابتلعت الفن السوري الهادف وأفرزت عوضا عنه أعمالا تجارية غير هادفة مضمونها التعري وإهانة للمرأة واستعبادها.. نحن لسنا “باب الحارة” ومعتز وأبوشهاب وخناجر وشهيق ونهيق.. نحن لا نستعبد أمهاتنا وأخواتنا ونعاملهن كالبهائم.

ولم يخل ظهور العظمة المفاجئ من الجدل والتعليقات المتباينة رغم الإجماع على شعبيته وشخصيته كقامة فنية بارزة، بسبب مقطع فيديو قصير ألقى فيه قصيدة بعنوان “إن رضيت دمشق” اعتبرها البعض موقفا رماديا، رغم أنها تضمنت انتقادا لاذعا لوسائل الإعلام والتضليل وانحدار الذوق العام، وطال بالتلميح الوضع السياسي دون ذكر جهة محددة، وقال في قصيدته:

قد ندّعي نصرا و لا نصرٌ/ ومكاسب في إثرها خُسرُ

كم مؤلم عد المزايا لدى الأبطال / لكن ما لنا ذكرُ

أسيادنا.. أمالكهم ذهبٌ/ ونفائس قد ملها القصرُ

ما همهم شعبٌ على عوز/ ورعيةٌ قد عضها الفقرُ

نمنا عقودا يعبثون بنا ./بمخططات كلها هدرُ

ولقد سئمنا من مماطلة / قد ضاع في طياتها العمرُ

زرعوا غراسا لا نماء لها / فبذورهم قد نالها نخرُ

وأنهى قصيدته بمقطع مؤثر وجهه إلى دمشق أثار شجون المغردين وتفاعل واسع، قال فيه:

مـهـمـا اعـتـذرنـا عـن إسـاءتـنـا/ قـد لا يـلـيـق بـقـدركِ الـعـذرُ

هـذي دمـشـق يـزيـنـهـا أدبٌ/ مـن صـيـتـهـا يـسـتـخـرج الـعـطـرُ

فـدمـشـق عـاصـمـة الـزمـان/ فـإن رضـيـت دمـشـق تـبـسّـم الـدهـرُ

وحاول البعض جر العظمة إلى الإعلان عن مواقف سياسية، معتبرين أن موقفه رمادي ويقف في منتصف المسافة في مسألة النزاع السوري، وقال أحدهم:

وكتب ناشط:

zakzaksy@

أكثر شخصية جدلية رأيتها في حياتي. كافحت طوال حياتك بالفن لتجسيد معاناة المواطن وحين بدأ الجد وذهب الهزل لم نسمع تجسيدك للحقيقة ولو بتلميح! هل ممكن معرفة السبب ولو تلميحات ولا نريد موقفك اليوم. يمكن أن تقول لا نعرف القراءة بين السطور، أعذر جهلي وقتها..

لكن الكثير من المتابعين انتقدوا مطالبي العظمة بالإعلان عن موقفه، معتبرين أنه لا يحق لهم جرّ الفنان إلى الجدل السياسي والاصطفاف وراء طرف ضد آخر، فلن يجني العظمة من وراء هذا الجدل سوى الهجوم والانتقادات والخصومات، لاسيما أنه انتقد الأوضاع بشكل واضح ولم يؤيّد أحدا، كما أن الشعب السوري نفسه منقسم في الآراء.

وفي العامين الماضيين تداولت وسائل الإعلام أخبارا عن نية العظمة إطلاق جزء جديد، حيث صرح عدد من الفنانين السوريين بهذا المشروع العام الماضي، لكن المسلسل لم يبصر النور. وانتشرت تكهنات على مواقع التواصل تقول إن السبب يعود لتعرض العظمة إلى ضغوط في اتجاه سياسي معين مما أدى إلى وقف المشروع.

وياسر العظمة هو فنان وممثل سوري من مواليد دمشق 1942 شارك في عدد من المسرحيات والأعمال الكوميدية مع الفنان دريد لحام ونهاد قلعي، قبل أن يلمع نجمه في سلسلة مرايا الكوميدية الناقدة التي بدأت في أول مواسمها عام 1982، فيما كان الموسم الأخير عام 2013.

19