مهندس معماري سوري يكتب قصصا تجريدية

دمشق- يعالج الدكتور نزيه بدور في مجموعته القصصية الجديدة “الموتى متفائلون أيضا” مجموعة من الأحداث المعاصرة بأسلوب تجريدي مسقطا عليها تجربته التي استقاها من مجمل مطالعاته الأدبية والنقدية ومن واقعه مسبغا عليها شيئا من عواطفه الإنسانية.
واعتمد الأديب بدور في المجموعة القصصية الجديدة على أسلوب التكثيف والعبرة الأخلاقية بعيدا عن التفاصيل مع عدم الخروج عن عناصر القصة الأساسية من مقدمة وعرض للأحداث وخاتمة.
وتتناول “الموتى متفائلون أيضا” الموت بأسلوب مختلف حيث بين بدور في مقدمتها أن الكتاب المعاصرين غالبا ما يتجاوزون موضوع الموت، لكنه اختار أن يقدمه من وجهة نظر كاتب محب للحياة، فضلا عن قصص أخرى عن الحب كتجربة روحية عميقة مستخدما في ذلك أسلوبا مقتضبا يمنح السرد بعدا تجريديا يجعلنا وفق رأيه نقف أمام الموت وجها لوجه وهذا يتيح فهمه بشكل آخر.
وفي حديث معه يوضح بدور أنه استلهم قصصه من الحياة وشخوصها من الحرب فهناك قصة بعنوان “المنتصر الوحيد” تحكي عن التفاؤل ويرويها شاب فقد ساقيه ظل متفائلا بعد أن دخل مدينة مهجورة فيها آثار المعارك، فضلا عن تقديمه منحى جديدا بالتعامل مع القصص العالمية ومثلها قصة “انتظار غودو” التي تناولها بأسلوب خاص وبرؤية فلسفية لبعض أحداثها التي غيرها.
ولفت بدور إلى أنه سعى عبر هذه المجموعة القصصية إلى ركوب موجة جديدة من الحداثة في كتابة القصة هي ثمرة مطالعاته وقراءاته لعشرات السنين، معتمدا فيها على الفن التجريدي الذي استخلصه من اختصاصه كمهندس معماري.
بدور الذي عمل مصمما لجسور عدة في سوريا وأستاذا في كليتي الهندسة المدنية والمعمارية بجامعة البعث إضافة إلى مزاولته للأدب وللنقد السينمائي، يجد أن القاسم الوحيد بين العمل والثقافة هو الإنسان، فكثير من الأطباء والمهندسين عبروا عن إنسانيتهم بأدبهم، داعيا كل مثقف سوري إلى الالتفات للأدب لأنه خلاص للبشرية والقاسم الموحد لها وهذا ما يحاول فعله مثقفو حمص التي تقوم من تحت الرماد وترمم نفسها وخاصة مؤسساتها الثقافية.