مهرجان بيت السرد في الدمام يستقطب أعلام القصة

المهرجان يكرم في دورته الرابعة القاص عبدالله العبدالمحسن ويستضيف أهم كتاب القصة في أمسيات نقدية.
الثلاثاء 2021/02/02
تجربة أدبية وثقافية مكرمة

الدمام (السعودية) – كما هو معروف عن جمعية الثقافة والفنون بالدمام تواصلها بالثقافة واتصالها بمثقفي السعودية واهتمامها بالمبدعين روّادا وموهوبين في كل المجالات والفنون، وفي إطار أنشطتها الثقافية المتنوعة، تنظم الجمعية في 14 فبراير الجاري مهرجان بيت السرد للقصة القصيرة في دورته الرابعة، الذي يقدم مجموعة من الأمسيات والمحاضرات وتكريم شخصية المهرجان هذا العام القاص عبدالله محمد العبدالمحسن.

ويهدف المهرجان إلى ترسيخ التنوع الإبداعي ودمج الفنون البصرية والفنية بمجال القصة، وتفعيل دور الجلسات الحوارية والنقدية في إثراء المشهد الأدبي عموما، وعلى غرار دوراته الثلاث السابقة سيشارك في الأمسيات القصصية عدد من القاصين لتبادل الآراء حول أهم القضايا الأدبية والفكرية المتعلقة بالقصة القصيرة كتابة ونشرا وأسلوبا، إضافة إلى ذلك فقد فتح المهرجان أبواب المشاركة في مسابقة القصة القصيرة، للمنافسة على المراكز الثلاثة الأولى، حيث سيُكرّم الفائزون في حفل الافتتاح.

وعن المهرجان أوضح مدير الجمعية يوسف الحربي أنه سيستمر ثلاثة أيام سيتم من خلالها إعلان نتائج مسابقة القصة القصيرة المخصصة للشباب، وأمسيات قصصية لقاصين، وندوة تتناول سيرة وتجربة الشخصية المكرمة، بالإضافة إلى معرض فني يفتتحه القاص المكرم.

وأضاف الحربي عن شخصية المهرجان لهذا العام “أنه يعتبر مدرسة ونموذجا ثقافيا قدّم الكثير للهوية والثقافة السعودية على مستوى الكلمة والحضور والبحث والاهتمام، وهو ما يعتبر أيضا فرصة لتقديمه كشخصية ثقافية لها أثرها للجيل الجديد من الشباب السعودي المتطلّع لثقافة وطنية منفتحة على العالم بفخر واعتزاز، خاصة وأنه قادر بأسلوبه وخبرته على تقديم الإضافة والتواصل، وهي خطوات نسعى لها من خلال الجمعية ونتعاون فيها معا للعمل على تكريم الكفاءات والرواد والمثقفين وهو أبسط ما يمكن تقديمه لكل مثقف عكس الوطن وثقافته في كل حضور ومحفل”.

المهرجان يحاول فتح عوالم القصة القصيرة على الفنون الأخرى
المهرجان يحاول فتح عوالم القصة القصيرة على الفنون الأخرى

وفي دوراته الثلاث السابقة كرم المهرجان ثلاثة قصاصين سعوديين تقديرا لجهودهم في مجال القصة القصيرة والكتابة السردية، وفي محاولة لتسليط الضوء على تجارب أدبية هامة ولها تأثيرها العميق وحضورها اللافت في الساحة الثقافية السعودية والعربية، فكرم كلا من القاص جبير المليحان في الدورة الثالثة بعد تكريمه كلا من القاص خليل الفزيع والقاص جارالله الحميد في الدورتين الأولى والثانية.

ويحاول المهرجان فتح عوالم القصة القصيرة على الفنون الأخرى، منها مثلا إقامته لمعرض فوتوغرافي لمشاهد تحكي قصصا، ومعرض في الدورة الثانية لمجموعة قاصين من أنحاء المملكة طبعت قصصهم على شكل معلقات فنية تبرز فيها القصة وهي معلقة أشبه ما تكون بلوحة تقرأ، وهو ما يواصل فيه في ابتكار لنشاط فني مستلهم من الأدب كل سنة، إضافة إلى توفيره مساحات لتوقيع الإصدارات.

والقاص عبدالله العبدالمحسن، الشخصية المكرمة في المهرجان، له عدّة إنجازات على مستوى الكلمة والحرف والثقافة الوطنية والمتابعات، كُرّم عدّة مرات كشخصية العام في السعودية لسنة 2001 و2014 لمنجزاته الثقافية في الكتابة والرواية والقصة القصيرة والبحث مع حضوره المميّز في فرض خصوصية التراث والهويّة والثقافة السعودية.

أهّله دبلوم الصحافة لتقديم عدّة مقالات تحليلية في الصحف السعودية والعربية، كما مكّنه اطلاعه على اللغات من الحصول على ماجستير تاريخ ودبلوم ترجمة، ليساهم في صقل معارفه وتميزه وفسح المجال لخلق رؤاه الثقافية المنطلقة من هويّته والمطّلعة على العالم وثقافاته، وقد كان له اطّلاع وخبرات اكتسبها من رحلاته التعليمية بأستراليا وروسيا.

ومن خلال قصصه نلاحظ تأثير خبرته في تحرير الأخبار على ما يكتبه أدبيا، حيث مكّنته من تقديم الإضافة كمدير إخراج وتنفيذ في عدّة مناصب منها جريدة اليوم وإدارة النشر بمكتبة الملك فهد الوطنية ورئيس تحرير نشرة أخبار المكتبة وعضو لجنة المعارض والكتب بمكتبة الملك فهد.

وعلى امتداد مسيرته قدّم العبدالمحسن مجموعة قصصية بعنوان “شروخ في وجه الإسفلت” عن جمعية الثقافة والفنون بالإحساء، وقصصا قصيرة أبرزها “الشرط” و”أنقاض العرس” ورواية “السائق” و”من أغوى شريفة”.

وله أيضا دراسات في السرد والمسار القصصي للحكاية السعودية من أبرزها كتاب “تداعي الواقع في الحكايات”.

ولم يتوقف تأثير العبدالمحسن عند حدود النصوص القصصية، بل قدم مشاركات هامة في المجال الثقافي سواء من خلال ما يكتبه في الصحافة أو ما نشره في كتب نقدية وفكرية، أو مشاركاته في عدة مناسبات وطنية وعربية ودولية من بينها المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية، مهرجان الأسبوع الثقافي السعودي في موسكو، الندوة السعودية الأولى للنشر العلمي، مركز بن صالح الثقافي ببحث بعنوان ‘قيمة القصص الشعبية التاريخية’، كما شارك بعدّة معارض للكتب منها المعرض العاشر بموسكو والسابع بالرياض، والثالث بالقطيف والعاشر بنيودلهي.

15