مهاجمة القواعد الخلفية تكتيك يستبدل الحسم في طرابلس

طرفا النزاع في ليبيا ينتقلان من حشد القوات على مقربة من العاصمة طرابلس إلى تبادل ضرب القواعد الخلفية ومراكز الإمداد لكل طرف.
الأربعاء 2019/07/31
فشل عن تحقيق نتيجة عسكرية حاسمة في معركة طرابلس

طرابلس- مع عجز طرفي النزاع عن تحقيق نتيجة عسكرية حاسمة في معركة طرابلس، انتقلت المواجهة العسكرية بين قوات حكومة الوفاق وقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر إلى تبادل ضرب القواعد الخلفية بهدف عرقلة خطوط التموين والإمداد.

وتدل الوقائع العسكرية على الأرض أن الجيش الوطني الليبي لا يزال يحافظ على مواقعها جنوب العاصمة لكنها تفشل في إحراز تقدم ملموس، في حين فشلت قوات حكومة الوفاق المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في استعادة ما خسرته لصالح قوات الجيش الليبي، لكنها منعت سقوط العاصمة.

وانتقل الطرفان من حشد القوات على مقربة من العاصمة إلى تبادل ضرب القواعد الخلفية ومراكز الإمداد لكل طرف. وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة قد دعا، الاثنين أمام مجلس الأمن، إلى إعلان هدنة بمناسبة عيد الأضحى.

واعتبر خالد المنتصر، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعات الليبية، أن “عجز الطرفين عن تحقيق تقدم عسكري يقربهما من حسم معركة طرابلس، جعلهما يفكران مليا في أهمية تطبيق تكتيك عسكري من نوع آخر يتمثل في مهاجمة القواعد الخلفية التي تمثل مراكز إمداد وتموين ونقاط رئيسية تنطلق منها التعزيزات”. وأضاف “ملامح التكتيك ظهرت جلية الأسبوع الماضي عند بدء قوات الوفاق بمهاجمة الجفرة بشكل مكثف لكون حفتر يعتمد عليها بشكل كلي لتعزيز وجوده غربا”.

قوات حكومة الوفاق المعترف بها من قبل الأمم المتحدة فشلت في استعادة ما خسرته لصالح قوات الجيش الليبي، لكنها منعت سقوط العاصمة

وكثف الطرفان منذ أيام الغارات الجوية عبر المقاتلات الحربية والطائرات المسيّرة لقصف الجفرة وسط ليبيا، ومصراتة (200 كلم) شرق طرابلس. وهذا ما عبر عنه سلامة عندما اعتبر أن “النطاق الجغرافي للعنف اتسع بعد قيام قوات حكومة الوفاق للمرة الأولى منذ 26 يوليو، بشن هجوم جوي على القاعدة الخلفية الرئيسية للجيش في الجفرة، في حين شنت قوات حفتر في 27 يوليو غارات جوية على قاعدة جوية لحكومة الوفاق في مصراتة”.

وتقع الجفرة الصحراوية على بعد 650 كلم جنوب شرق طرابلس، وتتخذها قوات حفتر قاعدة عمليات وإمداد رئيسية. وكشف طرفا النزاع أسباب التصعيد العسكري الأخير في مناطق تبعد مئات الكيلومترات عن طرابلس.

وقال مصطفى المجعي، المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق ، إن “الأوامر صدرت بشأن تحرير الجفرة من مليشيات حفتر”. وأضاف “كون الجفرة قاعدة إمداد رئيسية لقواته يجب التحرك نحوها”.

في المقابل، رد طيران قوات الجيش بشن غارات جوية مكثفة السبت والأحد الماضيين “استهدفت حظيرة طائرات مسّيرة” في مصراتة، حسب اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قوات الجيش.

4