من يوقف هيمنة بايرن ميونخ في دوري الأبطال

كان السؤال الذي يشغل الكثيرين من متابعي فعاليات دوري أبطال أوروبا لكرة القدم وخاصة من أنصار نادي بايرن ميونخ الألماني هو: هل يستطيع الفريق البافاري اجتياز عقبة برشلونة الإسباني في دور الثمانية للبطولة؟ والآن، وبعد فوز الفريق الكاسح على برشلونة، أصبح السؤال: من يستطيع إيقاف العملاق البافاري صاحب البراعة الهجومية والغزارة التهديفية؟
لشبونة – أصبح فريق بايرن ميونخ الألماني الآن على بعد خطوتين من تحقيق الهدف الوحيد الذي يصبو إليه هانزي فليك المدير الفني للفريق ولاعبوه وهو الفوز بلقب البطولة التي تقام أدوارها النهائية حاليا بنظام بطولة مجمعة في العاصمة البرتغالية لشبونة، وذلك بسبب أزمة تفشي الإصابات بفايروس كورونا.
وحتى حارس المرمى الألماني الدولي السابق أوليفر كان، أحد خبراء كرة القدم وصاحب الشغف الشديد بها وكذلك بطبيعتها الجنونية، كان بحاجة لبعض الوقت ليستطيع التعليق على الفوز الكاسح والغريب لبايرن على برشلونة وإدراك أن هذا الفوز حقيقي.
ويخوض بايرن فعاليات الأدوار النهائية للبطولة الأوروبية بعدما فاز بلقبي الدوري والكأس في ألمانيا خلال الموسم المحلي المنقضي. ويحظى بايرن بترشيحات قوية للفوز بلقب البطولة هذا الموسم لاسيما وأن الفريق استعد جيدا قبل خوض فعاليات هذه الأدوار النهائية، كما أنه الوحيد من بين فرق المربع الذهبي الذي سبق له الفوز باللقب، فيما يسعى كل من ليون الفرنسي، الذي يلتقيه في المربع الذهبي، ولايبزيغ الألماني وباريس سان جرمان الفرنسي إلى الفوز باللقب للمرة الأولى.
وقال هانزي فليك المدير الفني لبايرن إن الفريق يحتاج الآن للتركيز في المباراة التالية إذا أراد تحقيق النجاح واعتلاء القمة. ويلتقي بايرن فريق ليون الأربعاء في المربع الذهبي للبطولة بعدما أطاح ليون بفريق مانشستر سيتي الإنجليزي من دور الثمانية بالتغلب عليه 3-1.
ومع بلوغ لايبزيغ الألماني المربع الذهبي للبطولة حيث يلتقي باريس سان جرمان يوم الثلاثاء المقبل، أصبح بالإمكان مشاهدة نهائي ألماني خالص للبطولة هذا الموسم. وقد يسفر المربع الذهبي للبطولة عن نهائي فرنسي خالص أو نهائي فرنسي ألماني. وللمرة الأولى في تاريخ البطولة، يشهد المربع الذهبي ثلاثة فرق بقيادة مدربين ألمان نظرا لوجود فليك ويوليان ناجلسمان المدير الفني للايبزيغ وتوماس توخيل المدير الفني لباريس سان جرمان. وقال فليك “أشعر بالسعادة طبعا لكل من توماس ويوليان”.
مع بلوغ لايبزيغ المربع الذهبي للبطولة حيث يلتقي باريس سان جرمان، أصبح بالإمكان مشاهدة نهائي ألماني خالص
ويطمح فليك بالطبع لقيادة بايرن إلى النجاح في لشبونة بعدما تعرض الفريق لأربعة إخفاقات لاذعة في المربع الذهبي للبطولة نفسها خلال السنوات القليلة الماضية وبالتحديد في 2014 و2015 و2016 و2018. ويبدو أن الإخفاق هذه المرة ليس ممكنا بشكل كبير مع هذا الفريق العنيد لبايرن بقيادة فليك، خاصة مع القدرات الهجومية الرائعة للفريق بقيادة المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، وكذلك في ظل الروح العالية وروح الفريق التي يتسم بها بايرن، حسبما أكد مهاجمه توماس مولر لسرد بعض البصمات التي تركها فليك في الفريق حتى الآن.
وأكد نجوم بايرن أنفسهم أن هذا الفوز على برشلونة في المباراة رقم 250 لبايرن بتاريخ مشاركاته في دوري الأبطال “أمر لا يمكن تفسيره”. وقال جوشوا كيميتش لاعب بايرن، والذي سجل أحد أهداف المباراة، “لعبنا بتركيز صارم بالفعل”.
ورفع بايرن رصيده إلى تسعة انتصارات متتالية في المباريات التسع التي خاضها حتى الآن بدوري الأبطال هذا الموسم. كما سجل خلال هذه المباريات التسع 39 هدفا بمتوسط يزيد على 4.3 أهداف للمباراة الواحدة. وقال كيميتش “لم نحقق أي شيء بعد”، كما قال زميله لاعب الوسط ليون جوريتسكا “إنها مجرد خطوة واحدة من ثلاث خطوات”.
ومن جانبه، أكد رودي غارسيا مدرب ليون الفرنسي أن لا حدود لفريقه بعد إقصائه المفاجئ والمدوي لمانشستر سيتي الإنجليزي من الدور ربع النهائي، وأن تجاوز بايرن ميونخ الألماني في المربع الذهبي سيتطلب “عملا بطوليا”. وأتى انتصار الفريق الفرنسي أمام سيتي المدجج بالنجوم والذي يعتبر من أغنى أندية العالم بعد مفاجأة إقصائه يوفنتوس بطل إيطاليا تسع مرات تواليا في ثمن النهائي. إلا أن المهمة أمام العملاق البافاري، الأربعاء، ستكون الأصعب بعد أن أذلّ الأخير برشلونة الإسباني.
وقال غارسيا “نحن نعرف من سنواجه تاليا. لقد أقصينا يوفنتوس الذي كان أحد المرشحين للفوز بدوري الأبطال ومانشستر سيتي الذي كان مرشحا أيضا”. وتابع مدرب مرسيليا وروما الإيطالي السابق “سيكون الأمر مماثلا بالنسبة إلى بايرن، ولكن بناء على ما أظهره اللاعبون، فإنه بإمكاننا منطقيا أن نأمل في تجاوز دور آخر وهذا ما سنستعد من أجله”.
أنهى ليون الدوري المحلي في المركز السابع وهي نتيجة مخيبة بالنسبة لثاني أغنى الأندية الفرنسية (بعد باريس سان جرمان) لذا فإن الفوز بلقب دوري الأبطال هو أمله الوحيد والأخير للمنافسة أوروبيا الموسم المقبل. وبلغ ليون المسابقات القارية في المواسم الـ23 السابقة جميعها إلا أنه لم يتجاوز أبدا نصف نهائي دوري الأبطال، وللمفارقة أن آخر مرة بلغ فيها هذا الدور كانت أيضا أمام بايرن عام 2010، إلا أنه خرج خاسرا. وقال غارسيا الذي تم تعيينه على رأس الجهاز الفني لليون في أكتوبر الفائت “الثقة تكبر في الفريق ولكن لن نكون المرشحين للفوز، ومرة أخرى سيتطلب الأمر منا عملا بطوليا للتأهل”.
غياب أندية إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا عن المربع الذهبي
لشبونة – في الوقت الذي تأهل فيه فريقان من فرنسا إلى المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الأولى، خلا المربع الذهبي للمرة الثانية في تاريخ البطولة، التي بدأت قبل 65 عاما، من الأندية الإنجليزية والإيطالية والإسبانية. وكانت المرة الوحيدة السابقة التي خلا فيها المربع الذهبي من الأندية الإنجليزية والإيطالية والإسبانية، في عام 1991 عندما تأهلت أندية أولمبيك مرسيليا الفرنسي وسبارتاك موسكو الروسي وبايرن ميونخ الألماني بالإضافة إلى ريد ستار بلغراد اليوغوسلافي آنذاك، إلى الدور قبل النهائي.
وفي النسخة الحالية من البطولة الأوروبية خرجت أندية مانشستر سيتي الإنجليزي وأتالانتا الإيطالي وبرشلونة الإسباني، الذين يمثلون الدوريات الثلاثة الكبرى، من دور الثمانية. وفي المربع الذهبي من البطولة القارية التي تستضيف العاصمة البرتغالية لشبونة فعالياتها بداية من دور الثمانية، يلتقي باريس سان جرمان الفرنسي مع لايبزيغ الألماني وأولمبيك ليون الفرنسي مع بايرن ميونخ الألماني. ويعتبر بايرن ميونخ بطل أوروبا خمس مرات من قبل، هو الوحيد من بين أضلاع المربع الذهبي الذي سبق له المشاركة في نهائي البطولة.