"من كان الأقوى" مبارزة صور من برلين لإقناع الجمهور

مستخدمو مواقع التواصل العرب يقومون بنشر صور للزعماء المشاركين في مؤتمر برلين بعضهم مطبّلا لزعيم بعينه وآخرون محاولين إظهاره في موقف قوة عبر صور مختارة.
الثلاثاء 2020/01/21
الصورة الحدث

تشهد القمم واللقاءات الدولية التي يشارك فيها زعماء العالم بعض المواقف الطريفة التي ترصدها عدسات الكاميرات وتتحول إلى حديث مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما حدث في القمة التي انعقدت في العاصمة الألمانية برلين حول ليبيا.

برلين- شغلت مقاطع فيديو وصور مؤتمر برلين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عالميا وعربيا.

وانتهت فعاليات مؤتمر برلين للسلام في ليبيا، مساء الأحد، بالتأكيد على احترام حظر بيع الأسلحة إلى ليبيا، والعمل على حل سياسي للأزمة واستمرار وقف إطلاق النار وإنهاء التدخل الأجنبي. وشارك في المؤتمر قادة كل من ألمانيا وفرنسا وروسيا وإيطاليا ومصر والجزائر وتركيا، بالإضافة إلى وزيري خارجية الإمارات والولايات المتحدة.

واختلف المتابعون في تفسير مقاطع الفيديو والصور. وكان لافتا تباري الزعماء المشاركين في نشر صور مختارة على حساباتهم الرسمية تظهرهم في موضع قوة. ودخل مستخدمو مواقع التواصل العرب على الخطـ، بعضهم مطبّلا لزعيم بعينه، وآخرون محاولين إظهاره في موقف قوة عبر صور مختارة أيضا.

ويستخدم 9 من كل 10 شباب في العالم العربي منصة اجتماعية واحدة على الأقل يوميا. ويقول نصف الشباب العربي إنهم يحصلون على أخبارهم مما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكعادة المحافل العالمية، توجه الزعماء المشاركون في مؤتمر برلين إلى منصة لالتقاط صورة جماعية، إلا أن الصورة رافقتها عدة مقاطع فيديو طريفة. كان المشهد الأول عندما تجمع قادة العالم لالتقاط الصورة، باستثناء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي بدأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في البحث عنه من حولهما.

وقال معلقون روس إنه لا يمكن لقادة العالم التقاط الصورة الجماعية لمؤتمر برلين دون الرئيس الروسي.

وبمجرد ظهور بوتين، تقدم ماكرون ليشير إلى المكان الذي من المفترض أن يقف فيه لالتقاط الصورة، ورغم إفساح ماكرون مكانه من أجل بوتين، حيث كان يقف بجانبه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فإن الرئيس الروسي وقف بجانب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وأظهرت لقطة أخرى من نفس مقطع الفيديو وصول بوتين إلى جانب السيسي الذي صافحه بحرارة، وتظهر لقطات أخرى عدم انتباه بوتين ليد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبّون الممدودة لمصافحته. رفع تبّون يده مرتين ليصافح الرئيس الروسي دون أن ينتبه الأخير. وقد وجدت اللقطة انتشارا واسعا بين المغرّدين الجزائريين على تويتر.

لكن، تظهر الصور في النهاية مصافحة الرئيس الجزائري للرئيس الروسي رافقتها ما بدت وكأنها ابتسامة على وجه السيسي. وأظهر مقطع الفيديو تجاهل كل من ماكرون، وميركل وبوتين، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبدا أردوغان محرجا لا يستطيع التحرك أو التحدث مع الزعماء من حوله، في ظل الأحاديث الجانبية بين الرؤساء. ونشر حساب شؤون تركية مقطع فيديو وعلّق:

يذكر أن الصور التذكارية سبيل ينتهجه الرؤساء لتوثيق اللحظات المهمة في المؤتمرات واللقاءات المهمة. وشرح مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي القواعد البروتوكولية المحددة لوقوف الحضور من القادة ورؤساء الحكومات.

وعادة يكون الترتيب بحيث أن يتوسط الصف الأول رئيس الدولة المضيفة للمؤتمر، ثم يتبعه من اليمين إلى اليسار رؤساء المجموعات الجغرافية في الأمم المتحدة أو حسب تاريخ أقدمية تولي كل رئيس للحكم، وأحيانا أخرى يعتمد ترتيب الحروف الأبجدية لكل فرد من الحضور.

ويقول مستخدمو تويتر إن “الكاريزما الفطرية” هي التي كانت تصنع الزعيم السياسي في الماضي، أما حاليا فلم تعد هناك حاجة لأن تكون هذه الكاريزما الفطرية حاضرة بشكل كبير، إذ أصبح من الممكن صناعتها عبر خبراء التسويق السياسي.

والتسويق السياسي بات يعتمد على صناعة الصورة الذهنية من خلال التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام وذلك بقياس حالة الطلب عند الجمهور.

كما تدخل في صناعة هذه الصورة إدارة التقنية والأدوات المعتمدة على قواعد علمية مقتبسة من علوم أخرى؛ منها على الخصوص علوم الطب النفسي والعلوم السلوكية، وأيضاً بعض أنماط علم الاقتصاد التي لها علاقة بالحاجات والرغبات والعرض والطلب.

وأصبحت صناعة الزعماء وتسويق صورتهم لدى الشعوب أسلوبا متعارفا عليه يطلق على من يمارسونه اسم “صانعي النجوم” أو خبراء الصورة الذهنية، إذ أصبحت صناعة الرؤساء مهنة متقدمة لها أصولها وقواعدها وبرامجها ومخطّطوها ومحترفوها.

بحث المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قابله الروس بالفخر، إذ قالوا إنه لا يمكن لقادة العالم التقاط الصورة الجماعية لمؤتمر برلين دون فلاديمير
بحث المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قابله الروس بالفخر، إذ قالوا إنه لا يمكن لقادة العالم التقاط الصورة الجماعية لمؤتمر برلين دون فلاديمير

ومؤخراً، دخل على الخط خبراء وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى علماء السياسة والاقتصاد ومصمّمو الأزياء، وأصبح حضور الرئيس لأي مؤتمر عالمي سلعة كأي سلعة تنتج أو يعاد إنتاجها ويتم الترويج لها.

من جانب آخر، نشر عدد من زعماء الدول الذين شاركوا في مؤتمر برلين حول ليبيا، صورًا عبر صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل. ونشر رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، في حسابه على فيسبوك، صورة جمعته مع قادة الدول المشاركين في مؤتمر برلين للسلام في ليبيا.

وظهر في الصورة بصحبة رئيس وزراء إيطاليا، الرئيس المصري، والرئيس الروسي، والمستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي، إضافة إلى وزير الخارجية المصري.

وقال رئيس الوزراء الإيطالي معلقاً على الصورة “نعمل على وقف إطلاق النار وإطلاق عملية سياسية، وإجراء إصلاحات تتعلق بالخطة السياسية والاقتصادية والأمنية”، مؤكدًا على موقف بلاده الرافض للحل العسكري في ليبيا.

ونشر الرئيس المصري نفس الصورة مع صورة أخرى ملتقطة من زاوية مختلفة على حسابه الرسمي على تويتر. وحظيت الصورة بتداول واسع على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والعالم العربي وتباينت ردود الفعل والتعليقات عليها.

كما نشر رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، بدوره صورتين من لقاءين جمعاه مع بوتين وماكرون. أما صفحة أخبار الأمم المتحدة، فقد اكتفت بنشر الصورة الجماعية للزعماء، مشيرة إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة دعا إلى تفادي حرب شاملة في المنطقة.

19