من بمقدوره تغيير حظه

لماذا يؤمن أغلبنا بالحظ؟ وكيف يمكننا تسخير هذا الإيمان لإجراء تغييرات حقيقية في موقفنا تجاه الحياة.
الاثنين 2022/04/11
مصنع الحظ

يا للحظ…! أقرب مفردة للسان يتم إطلاقها من قبل الجميع بمن فيهم الذين لا يؤمنون بالخرافات. صحيح في بعض الأحيان يبدو أن كل شيء يسير على ما يرام، فلا تحظر مفردة الحظ. لكن هذه الكلمة تبدو مقبولة عندما يرتبط الأمر بكل ما يحدث لنا من انقطاع زر القميص حتى ألم الظهر المفاجئ. فهل يمكن أن تكون مجرد شخص سيء الحظ.

وهل الحظ أمر حقيقي يمكن الإيمان به وبناء التفسيرات العقلانية بشأنه. بطبيعة الحال هذا السؤال لا يشمل النساء اللواتي يتداولن مفردة الحظ أكثر من عشر مرات يوميا. ثمة الكثير من الرجال أيضا يعزون إهمالهم وفشلهم إلى الحظ.

لماذا يؤمن أغلبنا بالحظ؟ وكيف يمكننا تسخير هذا الإيمان لإجراء تغييرات حقيقية في موقفنا تجاه الحياة التي قد تساعدنا على الشعور بأننا لسنا في أسفل قائمة الناس غير المحظوظين.

هناك تعريفات للحظ على الرغم من أنه في الواقع حدث عشوائي، إلا أن هناك اعتبارات بكونه قوة خارقة للطبيعة موجودة في الكون، وفقا لجاكلين وولي أستاذة علم النفس في جامعة تكساس، أولها ما يرتبط بكلمة الفرصة. ويصل الحال ببعض الناس إلى العمل لتسخير تلك القوة الخارقة لنيل فرص مرتبط بالكفاءة، والذكاء والعمل والثراء.

يتساءل ريتشارد وايزمان مؤلف كتاب “مصنع الحظ” إن كان بمقدر أيّ من الذين يزعمون بوجود الحظ أن يصحبوه معهم إلى طاولة القمار، أو في اختيار أرقام اليانصيب!

ويرى أن اعتبار المرء نفسه محظوظا أو غير محظوظ، مجرد طريقة للنظر إلى نفسه لها تأثير بعد ذلك على طبيعة تصرفه. إنه أمر عميق بداخلنا يدرك أن حياتنا تحكمها الصدفة، ونحن نحاول القيام بشيء للسيطرة على ذلك.

المثير في الموضوع أن الأكاديميين الذين يحثون طلبتهم على التحليل المنطقي يؤمنون بالحظ، وفق دراسة أجريت على مجموعة من أساتذة جامعات في لندن. فواحد من بين كل الأكاديميين المشاركين في الدراسة يعزو حصوله على الوظيفة والترقية إلى الحظ، بدلا من أن تكون نتيجة لعمل شاق قاموا به.

وإذا كان إيمان الأكاديميين بالحظ مثيرا، فإن 12 في المئة من البريطانيين وفق نفس الدراسة يعتقدون أنهم محظوظون للغاية ونحو 8 في المئة يقولون إنهم سيئو الحظ. بالطبع ما توصلت إليه تلك الدراسة لا علاقة له بالجملة السائدة في اللغة الإنجليزية التي تتخذ معنى الثناء والمجاملة بمخاطبة الآخر بالقول “كم تبدو محظوظا”.

مهما يكن من أمر علينا أن ندرك أن الحظ لا علاقة له مطلقا بالظروف التي ولدنا فيها، وطبيعة المجتمع الذي ننتمي إليه وتركيبنا الجنيني، فكلها أمور خارجة عن إرادة الإنسان. لكن ذلك لا يمنع من أن يتتبع المرء حدسه لاقتناص الفرص المثمرة في الحياة.

أو كما يرى مؤلف كتاب “مصنع الحظ” أن من كسرت ساقه ليس دائما سيء الحظ! عندما يلتقي في المستشفى الجميلة التي ستكون زوجة المستقبل.

20