مناطق الأسد تختنق اقتصاديا وروسيا ما بيدها حيلة

دمشق – أقرت روسيا بأن حالة الانهيار الاقتصادي والاجتماعي تشكل الخطر الأكبر على نظام الرئيس بشار الأسد، مبررة عدم مدها يد المساعدة بالأوضاع الضاغطة التي تعيشها هي أيضا جراء العقوبات وتداعيات تفشي وباء كورونا.
وتشهد سوريا ولاسيما مناطق سيطرة الحكومة أوضاعا اقتصادية صعبة جراء تهاوي سعر العملة المحلية الليرة في مقابل الدولار، ويعزو النظام هذا الوضع إلى العقوبات المفروضة عليه وأيضا إلى إقدام المصارف اللبنانية على تجميد الملايين من الدولارات من الودائع السورية لديها.
وقال السفير الروسي لدى دمشق، ألكسندر يفيموف، إن “سوريا تعيش حاليا أصعب وضع اجتماعي واقتصادي منذ بداية الصراع في البلاد، بسبب ضغوط العقوبات ضدها من قبل عدد من الدول”.
وأضاف يفيموف “الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا اليوم صعب للغاية، ربما يكون هو الأصعب على مدار سنوات الصراع، وتظهر عواقب الحرب هنا أكثر فأكثر كل عام. الاستنزاف العام للاقتصاد السوري واضح، ويمكن ملاحظة مدى إرهاق الناس أنفسهم، الذين أصيبوا، علاوة على ذلك، بوباء فايروس كورونا – مع القيود المعروفة، إلى جانب الخسائر المادية الأخرى”.
وعن سبب عدم تحرك بلاده لتعزيز الوضع الاقتصادي في سوريا قال السفير الروسي “بلدنا نفسه اليوم تحت تأثير العقوبات، ويعاني من ركود اقتصادي بسبب الجائحة، كل هذا بالطبع لابد وأن يؤخذ في الاعتبار”.
وظهرت في الأشهر الأخيرة احتجاجات في أكثر من محافظة واقعة تحت سيطرة النظام السوري على غرار السويداء في جنوب البلاد، ولم يعد أنصار الأسد يخفون تذمرهم من الاضطرار للوقوف في طوابير طويلة للحصول على الخبز أو الوقود، فضلا عن انهيار قدرتهم الشرائية، أمام ارتفاع قياسي في أسعار المواد.
ويرى مراقبون أن تنامي حالة الغضب في البيئة الحاضنة للنظام ستنعكس مما لا شك فيه على الانتخابات الرئاسية المقررة أن تجرى خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث تلقى دعوات وحملات المقاطعة صدى واسعا هناك.
وتفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات شديدة على نظام بشار الأسد لإجباره على قبول الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254).
واستبعد السفير الروسي تغيرا في استراتيجية الرئيس الأميركي جو بايدن حيال سوريا، قائلا “من السابق لأوانه الحديث عن خطط الإدارة الأميركية لكن من الصعب، من حيث المبدأ، توقع حدوث إعادة نظر بالخط الأميركي حول الشأن السوري. على الأرجح، سيستمر الضغط على دمشق”.
وسبق أن صرحت الإدارة الأميركية الجديدة على لسان وزير الخارجية أنتوني بلينكن بأنه لا مجال لإعادة الإعمار في سوريا أو ورفع العقوبات في ظل الوضع الراهن.
واعتبر بلينكن في رده عن الخطر الذي يمثله الوجود الإيراني في سوريا على إسرائيل، بأن استمرار الأسد في السلطة لا يقل خطورة. ولبلينكن مواقف حادة حيال الأسد، وسبق أن صرح أنه لا يمكنه تخيّل عودة بلاده إلى التعامل معه.